الجزائر

محمد بن عطية التلمساني



الشريف الأجل المسن البركة الأفضل الخامل المتقشف الصابر المتواضع الناسك الذاكر أبو عبد الله سيدي محمد الدعو ابن عطية التلمساني.
كان رحمه الله سنيا خامل الذكر مواظبا على القراءة "دلائل الخيرات" و لا تجده ثلث الأخير من الليل نائما قط صيفا و لا شتاء بل يخرج لضريح مولانا إدريس رضي الله عنه و يشتغل بقراءة الدليل هناك|، وكان زوار للأحياء و الأموات ملازمنا لكراسي العلم الوعظ، و كانت له حانوت بالرصيف يبيع فيها الخض، و يسكن بجزاء ابن برقوقة، و كان من أصحاب الشيخ سيدي محمد بن يوسف الحسناوي ملازما له لا يفارقه قط، و بلغ به رحمه الله عام الخمسين الجهد الجهيد من الجوع حتى ظهر به أثره و لم يسال من أحد شيئا لكثرة صبره و شكره.
توفي عن سنة عالية، و دفن بزاوية شيخه سيدي محمد بن يوسف المذكورن وكانت له جنازة عظيمة حضرها أهل الخير و الصلاح و الأرشاف و العلماء و جميع المنتسبين و راى بعض اهل الخير رؤيا تدل على حضور النبي صلى الله عليه و سلم لموته.
ترجمة في "سلوك طريق الوراية" و تعرض فيها لذكر سنة وفاته إلا أنه وقع فيها في النسخة التي وقفت عليها منها تحريف فتركته و رايت بالزاوية المذكورة قبرا يعظم و يزار ببلاط سيدي أحمد الأغضاوي بالركن الذي عن يمين المستقبل منه، رأيت مكتوبا في زليج عند راسه ما نصه: الحمد الله هذا القبر المرحوم يكطرم الله أواخر رجب سنة ثلاثة و ستين و مئة و ألف (1163) اهـ. و لم أدر هل هو صاحب الترجمة أو غيره، و الله أعلم.



سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)