الإمام العلامة المفتي أبو عبد الله سيدي محمد بن الإمام الأكبر ذي الفضائل المشهورة أبي عثمان سيدي بن إبراهيم، عرف بقدورة أتم الله نوره.
الشيخ الفقيه و الحديث، و وارث الشرف القديم و الحديث، تفرع من شجرة علم و تدرع برود وقار و حلم، فمحله من الجزائر محل السواد من الناظر، انتهت إليه خطابتها و فتياها، و حصلت في يديه آخرتها ودنياها، فإليه يهرع عند اشتباه النوازل و يفزع عند اشتداد الزلازل، وعليه يعتمد في رواية الآثار و تصحيح أسانيد الأخيار، إلى فصاحة و لسن جرى بهما في ميدان الإبداع طلق الرسن، و حلاوة و طلاوة ألان بهما قلب كل ذي قساوة، وعبارة عليها رونق و نضارة، ولسان خلوب يقود عصابات القلوب، هذا مع أنه لم يرتضع أخلاف الأدب، ولم يصطبح بسلافة المزري بالضرب، أما لو التبس بمور ذلك المور، و اقتبس من النور الغمور، فلا يمتري في أنه يطاول أهل المشرق و المغرب، و يشصير نظيره كعنقاء مغرب، وإمامة والده أبي عثمان هي التي أرقته على غيره من الأعيان، و أولته المراتب الخطيرة و الفضائل الشهيرة:
سعى معشر كي يلحقوه فبرزت
به غرر مشهورة و علائم
و هذا البيت لابن سهل من قصيدة يمدح بها آل خلاص من أهل سبتة.
قال ابن زكور: و سمعت من إملائه في مجلسه الخطير جملة وافية من الجامع الصغير، وأبوابا من "صحيح البخاري" يحمد مواردها المدلج و الساري سماع دارية و تحقيق رواية، فرأيت من ظرفه و لطفه ما سحر و بهر، وتنزهت من فهمه و حفظه في جنة و نهر.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 31/10/2010
مضاف من طرف : soufisafi
المصدر : تعريف الخلف برجال السلف