الشيخ الإمام العلامة ابو عبد الله محمد بن أحمد التلمساني، ويغرف بابن الوقاد، أصله من تلمسان، بها نشأ، ثم انتقل منها بعد التحصيل إلى المغرب فنزل من المدينة ترودانت، و ولي بها القضاء الجماعة نحو من ستة أشهر، ثم استعفى لكونه لا يعرف البربرية التي هي لسا ن أهلها، فأعطى ثم وجه به سجلماسة قاضيا خطيبا فبقي بها مدة، ولقي بها سيدي عبد الرحمن من لا يخاف، و عبد العزيز بن ملال و غيرهما، ثم انتقل لمكانسة الزيتون بها و خطب، ثم نقل لفاس فولى الخطابة بجامع الأندلس منها، ثم رد لتارودانت فقدم للفتوى و الخطابةن فألقي بها عصى التسيار، و تصدر لنشر العلم، فنفع الله به أمة من الناسن وهو أول من أقرأ بها البخاري قراءة ضبط و إتقان، و أول من خطب فيها ببراعة اللسان و كان السلطانن وكان المنصور يقول فيه: ليس عندنا أخطب من ابن الوقاد إلا أن الله اختاره لتارواندت، و إن لم تكن كرسي الخلافة.
و كانت له – رحمه الله – و جاهة عند ملوك و قته بحيث أجروا عليه الجراياتن ولم يصيروه لأحد من ابناء جنسه، و هو مع ذلك لا يبالي بالدنيا، قال صاحب "الفوائد": لما قعد أول مرة للتدريس بتارودانت جلس بين يديه طالب من فقهاء جزولة، فافتتح القراءة عليه فقال: بسم الله الرحمن الرحيم وصلى على سيدنا محمد بغير سيادة، فنهزه و قال له منكرا عليه: و هو قريتك تأكل معه في القصعة، قل: على سيدنا محمد.
أخذ رحمه الله عن الإمام التنسي، ختم عليه البخاري ست عشرة مرة قراءة بحث و تحقيق، و عن سيدي شقرون بن الوجدي مفتي مراكشن وعن ابن جلال و البسيتي و غيرهم، و جاءته امرأءة من جيرانه فقالت له: رايت النبي صلى الله عليه وسلم في النوم، فقال ليك أقرئي السلام للشيخ التلمسانين فبكى و قال: نعيت إلى نفسي يا فلانة، فلم يبقى لي إلا اياما قليلة.
و توفي رحمه الله سنة إحدى , الف (1001) بمدينة تارودانت و خلفه ولده الخطيب أبو زيد عبد الرحمن في عمله و هديه المتقدم، و من شعره قوله:
كتاب البخاري واظب على
قراءته واروه في الشــدائد
فهو المجرب تريــــاقة
لدفع سموم الأفاعي الأساود
و كان كثيرا ما ينشد في التحذير من خلطة الملوك و ابناء الدنيا:
كل التراب و لا تعمل لهم عملا
فالشر أجمعه في ذلك العمل
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 31/10/2010
مضاف من طرف : soufisafi
المصدر : تعريف الخلف برجال السلف