محمد المازري الديسي

العالم العامل الأصولي النحوي الفقيهالبياني المحدث المفسر المحقق المدقق المفتي افمام الشيخ سيدي محمد المازري بن "محمد يطو" بن بالقاسم بن محمد بن بالقاسم بن "محمد بن مرزوق" ين محمد بن إبراهيم الغول. هكذا و جدت نسبة بخط ابيه سيدي محمد بن يطو في أخير ورقة وصية لم أجد أولها، و نصها:
يا بني أقم الصلاة، و أمر بالمعروف، و أنه عن المنكر، و اصبر على ما أصابك إن ذلك من عزم الأمور، و لا تصغر خدك للناس و لا تمشي في الأرض مرحا، أن الله يحب كل مختال فخورا، و اقصد في مشيك و اغضض من صوتك إن أنكر الأصوات لصوت الحمير، و إني أوصيكما، و أعلما أني لن أغني عنكما من الله شيئا، إن الحكم إلا الله، و عليه فليتوكل المتوكلون، و هو حسبنا و نعم الوكيل، كلمت الوصية و الحمد الله رب العالمين، و صلى الله على سيدنا و مولانا محمد و آله و صحبه و سلم تسليما لتاريخ سنة 1208 على يد أحوج عبيده اليه محمد بن يطو الخ.
و للشيخ ابن يطو تقارير و نقول جيدة في الفقه كتبها رضي الله عنه في هوامش كتبه، ولوده المازري كتابات على محلى "جمع الجوامع" لابن السبكي، و قصائد في رثاء و مدح السادة مشايخ زاوية ابن أبي داود لشغفه بهم، و تمسكه بأذيالهم و اعتقاده أن الخير مقرون برضاهم ل،ه تلميذهم و التلميذ ابن الروح، فهو أقرب إليها من ابن الصلب غير أنه لو نثر قصائده لكان نشرها أحسن من نظمها بكثير، لاشتمالها على عبارات عالية و أفكار نبيلة، و لكثرة و لوعه بمختصر الشيخ الخليل انحصرت همته النظمية في ترتيب الأبيات على ترتيب أبوابه مشيرا إليها بألفاظها، جازه الله خيرا على نيته.
و قد رأيت في أخير قصيدة منها نصه: و كاتبهاعبد الحق ابن محمد بن عبد الحق من إملاء قائلها سنة 1281 و عمره أي القائل 85 سنة و زاد من إملائه أيضا: فهذه هدية سقتها أمامي، و سأقدم إليكم بعدها لزيارتكم إن يسر الله و التمتع بمقامكم، و التفكر في رسوم من مضى من مشايخي، و رحم الله الجميع و السلام السيد المازري اهـ.
أقول: و توفي عام 1286 و عمره نحو 90 سنة عن أخوالي الثلاثة و خالتي الدهبية و أمي خديجة، فالأخوال محمد بن عبد القادر، و عبد القادر الجيلاني، و أحمد، و الثلاثة من حاملي كتاب الله العزيز، أما الأول فمات من غير عقب، و أما الاثنان بعده فتوفيا عن بنين و بنات، مات بعضهم و بقي بعضهم، رحم الله امواتهم و اصلح أحياءهم بمنه و كرمه آمين.