الجزائر - Documents personnels (Photos, Articles ...)

محمد السنوسي التوحيدي "نيل الإبتهاج"



محمد بن يوسف بن عمر بن شعيب اشتهر بالسنوسي نسبة لقبيلة بالمغرب الحسني نسبة للحسن بن علي بن أبي طالب من جهة أم أبيه.
قاله تلميذه الملالي في تأليفه التلمساني: عالمها و صالحها و زاهدها و كبير علمائها الشيخ العلامة المتفنن الصالح الزاهد العابد الأستاذ المحقق المقرئ الخاشع أبو يعقوب يوسف نشأ خيرا مباركا فاضلا صالحا أخذ كما قاله تلميذه الملالي عن جماعة منهم والده المذكور و الشيخ العلامة نصر الزواوي و العلامة محمد بن تومرت و السيد الشريف أبو الحجاج يوسف بن أبي العباس بن محمد الشريف الحسني أخذ عنه القراءات ة عن و عن العالم المعدل أبي عبد الملك الحباك علم الأسطر لأب و عن الإمام محمد بن العباس الأصول و المنطق و عن الفقيه الجلاب الفقه و عن الولي الكبير الصالح الحين أبركان الراشدي حضر عنده كثيرا و انتفع به و ببركته و كان يحبه و يؤثره و يدعو له فحقق الله فيه فراسته و دعوته و عن الفقيه الحافظ أبي الحسن التالوتي أخيه لأمه "الرسالة" و عن الإمام الورع الصالح أبي القاسم الكنابشي "إرشاد أبي المعالي" و التوحيد و عن الإمام الحجة الورع الصالح أبي زيد سيدي عبد الرحمن الثعالبي رضي الله عنه "الصحيحين" و غيرهما من كتب الحديث و أجازه ما يجوز له و عنه و عن الإمام العالم العلامة الولي الزاهد الناصح إبراهيم التازي ألبسه الخرقة و حدثه بها عن شيوخه و بصق في فمه و روى عنه أشياء كثيرة من المسلسلات و غيرها، و عن العالم الأجل الصالح أبي الحسن القلصادي الأندلسي الفرائض و الحساب و أجازه جميع ما يرويه و غيرهم.
و كان آية في علمه و هدية و صلاحه وسيرته و زهده و ورعه و توقيه جمع تلميذه الملالي في أحواله و سيره و فوائده تأليفا كبيرا في نحو سبعة عشر كراسا من القالب الكبير سماه "المواهب القدسية في المناقب السنوسية و اختصرته في جزء نحو ثلاثة كراريس فلتذكر هنا طرقا من ذلك قال: له في العلوم الظاهرة أوفر نصيب جمع من فروعها و أصولها السهم و التعصيب لا يتحدث في فن إلا ظن سامعه أنه لا يحسن غيره سيما التوحيد و المعقول شارك غيره فيها و انفرد بعلوم الابطن بل زاد على الفقهاء مع معرفة حل المشكلات سيما التوحيد لا يقرأ علم الظاهر إلا خرج منه لعلوم الآخرة سيما التفسير و الحديث لكثرة مراقبته لله تعالى كأنه يشاهد الآخرة سمعته يقول: ليس علم من علوم الظاهر يورث معرفته تعالى و مراقبته إلا التوحيد و به يفتح في فهم العلوم كلها و على قدر معرفته يزداد الخوف منه تعالى اهـ و انفرد بمعرفته إلى غاية و عقائده كافية فيه خصوصا الصغرى لا يعادلها شيء من العقائد كما أشار إليه و سمعته يقول: العالم حقا من يستشكل الواضح و يوضح المشكل لسعة فهمه و علمه و تحقيقه فهو الذي يحصر مجلسه و تستمتع فوائده اهـ و بموته فقد من يتصف بها و إن كان العلماء الحافظون موجودين لكن المراد العلم النافع المتصف صاحبه بالخشية فهو في علوم الباطن قطب رحاها وشمس ضحاها قد غاب بكلامه فيها في غيب الله تعالى و اطلع على معادن أسراره و مطلع أنواره يؤثر حب مولاه و يراقبه لا يأنس بأحد بل يفر كثيرا إلى الخلوات يطيل الفكرة في معرفته فانكشفت له عجائب الأسرار و تجلت له الأنصار فصار من وارثي الأنبياء جامعا بين الحقيقة و الشريعة على أكمل وجه له لطائف الأحوال و صالح الأقوال و الأفعال باطنه حقائق التوحيد و ظاهره زهد و تجريد و كلامه هداية لكل مريد كثيرا الخوف طويل الحزن يسمع لصدره أنين من شدة خوفه مستغرقا في الذكر فلا يشعر بمن معه مع تواضع و حسن الخلق ورقة قلب رحيما متبسما في وجه من لقيه مع إقبال و حسن الكلام يتراحم الأطفال على تقبيل أطرافه لينا هينا حتى في مشيه ما ترى أحسن خلقا و لا أوسع صدرا و أكرم نفسا و أعطف قلبا و أحفظ عهدا منه يوقر الكبير و يقف مع الصغير و يتواضع للضعفاء معظما جانب النبوة، غاية لا يعارضه أحد إلا ألجمه جمع له العلم و العمل و الولاية إلى النهاية مع شفقته على الخلق و قضاء حوائجهم عند السلطان و الصبر على أذيتهم وضع له عن القبول و الهيبة و الإجلال في القلوب ما لم ينله غيره من علماء عصره و زهاده ارتحل الناس إليه و تبركوا به و سمعته آخر عمره يقول: من الغرائب ي زماننا هذا أن يوجد عالم جمع له علم الظاهر و الباطن على أكمل وجه بحيث ينتفع به في العلمين فوجود مثله في غاية الندور فمن وجده فقد وجد كنزا عظيما دنيا و أخرى فليشد عليه يده لئلا يضيع عن قرب فلا يجد مثله شرقا و غربا أبدا اهـ و كأنه أشار به لنفسه فلم يلبث بعده حتى خطف فكأنه كاشفنا بذلك و لا شك أنه لا يوجد مثله و أما زهده و إعراضه عن الدنيا فمعلوم ضرورة عند الكافة بعث إليه السلطان في أخذ شيء من غلات مدرسة الحسن أبركان فامتنع فالحو عليه فكتب في الاعتذار كتابة المطولة فقبل منه و سمعته يقول الولي الحقيقي من لو كشف له على الجنة و حورها ما التفت إليها و لا ركن لغيره تعالى فهذه حقيقة العارف اهـ فهذا حاله.
و أما وعظه يقرع الأسماع و تقشعر منه الجلود كل من حضره يقول معي تكلم و إياي يعني جله في الخوف لا توجد في كلام غيره، يعظ كل أحد بحسب حاله ما رأيته قط إلا و شفتاه متحركتان بالذكر و ربما يكلمه إنسان و أسمعه بذكر الله تعالى و تسمع لقبه أنينا من شدة خوف و مراقبته على الدوام سمعته يقول: الحقيقة امتثال الأمر و اجتناب النهي مع كمال الذلة و الخضوع اهـ.
كان أروع زمانه يبغض الاجتماع بأهل الدنيا و النظر إليهم و قربهم خرجنا معه يوما إلى صحراء فرأى على بعد ناسا راكبين على خيول مع ثياب فاخرة فقال: من هؤلاء؟ قلنا: خواص السلطان فتعوذ بالله ورجع لطريق آخر و لقيهم مرة أخرى و ما تمكن من الرجوع فجعل وجهة للحائط و غطاه حتى جازوا و لم يروه، و لما وصل في تفسيره سورة الإخلاص، و عزم على قراءتها يوما، و المعوذتين يوما سمع به الوزير و أراد الحضور الختم فبلغه ذلك فقرأ السور الثلاثة يوما واحدا خفية حضوره عنده و طلبه السلطان أن يطلع إليه و يقرأ التفسير بحضرته على عادة المفسرين فامتنع فالحو عليه فكتب إليه معتذرا بغلبة الحياء له و لا يقدر على التكلم هناك فأيسوا منه و إذا سمع بوليمة أحد من أبناء الدنيا تخلف يومه على الحضور خيفة أن يدعى فلا يظهر بالكلية حتى تمر أيام الوليمة و ربما تخلف قلبه أياما و لا يقبل عطية السلطان و من لاذ به و ربما تأتي لداره و هو غائب فإذا وجدها أنكر على أهل داره و تغير كثيرا و يقبل عطية غيرهم و يدعو لهم و كان رفيع الهمة عن أهل الدنيا يتطارحون عليه فيعرض عنهم و أتى إليه ابن الخليفة يوما و معه عين فقبل يديه و رجليه و طلب منه قبوله فتبسم في وجهه ودعا له و أبى فلما أيس منه قال له: تصدق بها يا سيدي على من شئت من الفقراء، فامتنع منها مع ما جبل عليه من الحياء حتى لا يقدر أن يخالف الناس في أغراضهم أو يقابلهم بسوء و كان يكره الكتب للأمراء فإذا طولب بذلك كتب لهم حياء و عاتبه أخوه على التالوتي قائلا: يوما: لأي شيء تكثر الكتب للسلطان و غيره، فقال: و الله يا أخي يغلب على الحياء و لا اقدر على المنع قال: لا تستح من أحد فقال: له إذا دخل النار أحد بالحياء فأنا أدخلها.
و بالجملة فرفع همته عن الخلق معلوم عند الكافة لا يأنس بأحد و لا يتسبب في معرفته و يود أن لا يراه أحد، وقال في يوما: و الله يا و لدي أتمنى أن لا أرى أحدا و لا يرني أحد بل اشتغل وحدي و ما يأتيني من قبل الناس إن قصدوا به نفعي سلمت لهم فيه لا حاجة لي بأحد و لا بماله اهـ.
و كان مع ذلك حليما كثير الصبر ربما يسمع ما يكره فيتصامم، عنه و لا يؤثر فيه بل يبتسم، وهذا شأنه في كل ما يغضبه و لا يلقي له بالا يوجه و لا يحقد على أحد و لا يعبس في وجهه يفاتح من تكلم في عرضه بكلام طيب و إعظام حتى يعتقد أنه صديقه وقع له ممن يدعى أنه أعلم أهل الأرض لينقصه فما بالي به، و لما ألف بعض عقائده أنكر عليه كثير من علماء أهل وقته و تكلموا بما لا يليق فتغير لذلك كثرا وحزن أياما، ثم رأى في منامه عمر بن الخطاب رضي الله واقفا على رأسه بيده سيف أو عصى فهزها على رأسه وهدده بها و كأنه قال: ما هذا القول من الناس فأصبح وقد زال حزنه و اشتد قلبه على المنكرين فخرست حينئذ ألسنتهم فحلم عنهم و سمع فأقروا بفضله و بلغ من شفقته انه مر به ذئب يجري معه الصياد و الكلاب فحبسوه و ذبح فوصل إليه ملقى على الأرض فبكى و قال: لا إله إلا الله أين الروح التي يجري بها و سمعته يقول: و سمعته يقول ينبغي للإنسان أن يمشي يرفق و ينظر أمامه لئلا يقتل دابة في الأرض، و إذا رأى من يضرب دابة ضربا عنيفا تغير و قال لضاربها: ارفق يا مبارك و ينهي المؤدبين عن ضرب الصبيان و سمعته يقول:الله تعالى مئة رحمة، ل امطمع فيها إلا لمن اتسم برحمته جميع الخلق و أشفق عليهم و ما رأيته قط دعا على أحد إلا مرة رأى في مسكن منكرا لا يقدر على صبره فغضب و دعا عليه بالخلا فنفذ في أقرب مدة و أتاه في مرضه بعض من يذمه من علماء عصره فطلب منه أن يسمح له فسمح له و دعا له و لما مات بكى عليه هذا العالم شديدا و تألم و متى ذكره بكى و يقول: فقدت الدنيا بفقده و سمعته يثني كثيرا على رجلين من علماء عصره ممن يذمونه و بسيئون إليه و كان يصلح بين الخصوم و يقض الحوائج ذكر أنه كتب يوما ثلاثين كتابا بلا فترة قال: كلفني بها إنسان لم أقدر على رده قال: و لو كان إنسان ينسخ مثل هذا في كل يوم لظفرة بعد أسفار و هذه مصائب ابتلينا بها و من صبره كثرة وقوفه مع الخلق، ولا بفارق الرجل حتى ينصرف و هذا كله مع إدامة الطاعات و سداد الطريقة و شدة التحرز و الإسراع بوفاء الحقوق العباد قبل استحقاقها إذا استعار كتابا رده في أقرب مدة قبل طلب صاحبه و ربما كان سفرا ضخما لا يمكن مطالعته إلا في ثلاثة أيام فيطالعه قي يوم واحد و يرده و كان يأمر أهله بالصدقة سيما وقت الجوع و يقول: من أحب الجنة فليكثر الصدقة خصوصا في الغلاء كثير التصدق بيده و يكثر الخروج للخلوات و مواضع الخرب الباقية آثارها للاعتبار و إذا رأى ما كان منها متقنا ذكر حديث "رحم الله عبدا صنع شيئا فأتقنه" و يقول: أين سكانها؟ و كيف كانوا يتنعمون؟ و سمعته يقول: كم من ضاحك مع الناس و قلبه يبكي خوف ربه فهذا شأن العارفين مثله.
سأله بعض أصحابه ممن يبحث عن أحواله لأي شيء يتلون وجهك و تتغير كثيرا مع الانقباض فأجابه بعد تمتع بشرط أن لا يخبر به أحدا فقال: نعم، فقال الشيخ: أطلعني الله تعالى: على رؤية جهم و ما فيها نعوذ بالله منها فمن حينئذ صرت أتغير و أحزن إلى الآن فهذا سبب تغيري وقال شيخنا أبو القاسم الزواوي حفظه الله من أكابر أصحابه سمعته يقول ضاقت علي العوالم كلها من العرش إلى الفرش و لم أر منها ما يسرني فلم أمل لشيء منها بالكلية اهـ.
و حاله في الدنيا كالمسجون لشدة خوفه و مراقبته كل لحظة و كثرة تفكره كان يصوم يوما بيوم صوم داود عليه السلام، و يفطر على يسر طعام و لا يطلب يوم يفطره ما يأكله و ربما بقي ثلاثة أيام أو أزيد لا يأكل و لا يشرب إن أتى بطعام أكل و إلا بقي كذلك و ربما سألوه بعد مضي جل النهار أمفطر هو؟ فيقول: لا مفطر و لا صائم فيقال له: لم لا تعلمنا بفطرك؟ فيبتسم و ربما مازح بعض أصحابه فلا ترى أحسن منه حينئذ لا يرفع صوته بل يعتدل فيه، و يصافح الناس و لا يمنع من قبل يده و ليس له لباس مخصوص يعرف به بل معتاد الناس اليوم و يكره الكلام بعد الصلاة الصبح و العصر و يتراخى في تكبيرة الإحرام بعد الإقامة و لا يكبر إلا بعد حين زوجته أنه في بدء أمره إذا قام من الليل نظر السماء و يقول: يا سعد كيف تنام و أنت تخاف الوعيد ثم التزم صوم عام إن رجع إلى النوم متى استيقظ منه فمن حينئذ لا يرجع إليه إذا استيقظ حتى مات ينام أول الليل و يحييه كله إلى الفجر حتى أثر في وجهه اهـ. و كان لكثرة انقباضه لا يبسط مع أحد و يشق عليه الخروج للمسجد للإقراء و الصلاة و لا يخرج في بعض الأيام إلا حياء ممن ينتظره و لما أحس بمرض موته انقطع عن المسجد ولازم الفراش حتى مات و مرض عشرة أيام و لما احتضر لقنه ابن أخيه مرة بعد مرة فالتفت إليه و قال له: و هل ثم غيرها و قالت له بنته: تمشي و تتركني؟ فقال لها: الجنة مجمعنا عن قرب إن شاء الله تعالى و كان يقول عند موته: نسأله سبحانه أن يجعلنا و أحبتنا عند الموت ناطقين بالشهادة عالمين بها، وتوفي يوم الأحد ثامن عشر جمادى الأخيرة عام 895 و شم الناس المسك بنفس موته رحمه الله و مولده بعد الثلاثين و ثمان مئة و من عادته أنه صلى المسجد الصبح في مسجده و فرغ من ورده أقرأ العلم إلى وقت الفطور المعتاد ثم خرج و وقف مع الناس سارة بباب داره ثم دخل و صلى الضحى قدر قراءة عشرة أحزاب ثم اشتغل بالمطالعة في وقت طول النهار و ربما زالت الشمس و هو في الضحى و خرج بعد الزوال للخلوات فلا يرجع إلا للغروب أو يبقي في بيته فيتوضأ و يصلي أربع ركعات ثم خرج لمسجده و صلى بالناس الظهر و تنفل أربعا و يقرئ ثم انتقل العصر أربعا و يصلي العصر و يقرأ و خرج لداره و اشتغل بالورد إلى الغروب ثم خرج للمغرب و تنفل بست ركعات و يبقى هناك حتى يصلي العشاء و يقرأ ما تيسر ورجع لداره ونام ساعة ثم اشتغل بالنظر أو النسخ ساعة، و توضأ و يصلي أو يذكر إلى طلوع الفجر هذا أكثر حاله، و أخبرني قبل موته بنحو عامين أن سنه خمس و خمسون سنة اهـ. من الجزء الذي لخصته من تأليف الملالي.
قلت: و رأيت مقيدا عن بعض العلماء أنه سال الملالي المذكور عن سن الشيخ فقال له: مات عن ثلاث و ستين سنة. و الله أعلم و رأبت مقيدا في موضع آخر من كراماته أن رجلا اشترى لحما من السوق فسمع الإقامة في المسجد فدخل و اللحم في قبه فخاف من طرحه فوات ركعة، فكبر كذلك فلما سلم ذهب لداره فطبخ اللحم فبقي إلي العشاء فأرادوا طرحه فإذا هو بدمه لم يتغير فقالوا: لعله لحم شارف فباتوا يوقدون عليه إلى الصبح فلم يتغير عن حاله حين وضعوه في القدر فتذكر الرجل فذهب إلى الشيخ فأعلمه فقال له: يا بني أرجو الله أن كل من صلى ورائي أن لا تعدو عليه النار و لعل هذا اللحم من ذلك و لكن اكتم ذلك اهـ. و سمعت أيضا أنه كان في صغره إذا مر مع الصبيان على الإمام ابن مرزوق الحفيد وضع يده على رأسه ويقول نقرة خالصة.
و أما تآليفه فقال الملالي: منها شرحه الكبير على الجوفية المسمى "المقرب المستوفي" كبير الجرم كثير العلم الفه و هو ابن تسعة عشر عاما و لما وقف عليه سيخه الحسن ابن أربعين سنة لئلا يصاب بالعين و قال: لا نظير له في ما أعلم و دعا لمؤلفه و منها عقيدته الكبرى التي سماها "عقيدة أهل التوحيد" في كراريس من القالب الرباعي أول من صنفه في الفن ثم "شرحها" ثم "الوسطى" و شرحها في ثلاثة عشر كراسا ثم "الصغرى" و شرحها في ست كراريس و هي من أجل العقائد لا تعادلها عقيدة كما أشار غليه هو.
حدثني بعضهم: أنه مات قريبه و كان صالحا فرآه في النوم فسأله عن حاله فقال: دخلت الجنة فرأيت إبراهيم الخليل عليه السلام يقرئ صبيانا عقيدة السنوسي، يدرسونها في الألواح و يجهرون بقراءتها اهـ قال الشيخ لا شك أن لا نظير لها في ما علمت تكفي من اقتصر عليها عن سائر العقائد و قد نظم سيدي محمد بن يحي التازي في مدحها أبياتا و عقيدته المختصرة أصغر من الصغرى و شرحها أربع كراريس و فيه فوائد و نكت و المقدمات المبينة لعقيدته الصغرى قريبة منها جرما و شرحها خمس كراريس و "شرح الأسماء الحسنى" في كراسين يفسر الاسم و يذكر حظ العبد منه و "شرح التسبيح دبر الصلوات" تكلم على حكمته و "شرح عقيدة الحوضى" خمس كراريس و "شرحه الكبير على الجزائرية" فيه نكت نفسية و مختصر الأبي على مسلم" في سفرين فيه نكت حسنة، و "شرح أياغوجي" في المنطق تأليف البرهان البقاعي كثير العلم و"مختصره" العجيب فيه زوائد على الخواجي و شرحه أحسن جدا و "شرح قصيدة الحباك في الإسطرلاب" شرح جليل و شرح "أبيات الإمام الأليري" في التصوف و شرح الأبيات التي أولها تطهر بماء الغيب" و "شرحه العجيب على البخاري "وصل فيه إلى باب: من أستبرأ لدينه و "شرح مشكلات البخاري" في كراسين و "مختصر الزركشي على البخاري".
قلت: و قد و قفت على جميع هذه الكتب، ثم قال الملالي: و منها العقيدة أخرى" فيها الدلائل قطيعة يرد على من أثبت تأثير الأسباب العادية كتبها لبعض الصالحين و "مختصر حاشية التفتزاني على الكشاف" رو شرح مقدمة الجبر و المقابلة، لابن ياسمين و "شرح الجمل الخونجي" في المنطق و "شرح مختصر ابن عرفة" فيه حل صعوبته و قال لي: إن كلامه صعب سيما هذا المختصر تبعت كثيرا في حله لصعوبته إلى الغاية لا استعين عليها إلا بالخلوة و منها رجز ابن سينا في الطب" لم يكمل و "مختصر في القراءات السبع" و "شرح الشاطبية الكبرى لم يكمل و "شرح الوغلية في الفقه ثم يكمل و "نظم في الفرائض" و "اختصار رعاية المحاسبي" و "مختصر الروض الأنف" للسهيلي لم يكمل و "مختصر بغية السالك في أشرف الأجرومية" و شرح جواهر العلوم" للعضد في علم الكلام على طريقة الحكماء و هو كتاب عجيب جدا في ذلك إلا أنه صعب متعسر على الفهم جدا و "تفسير القرآن " إلى قوله :{أولئك هم المفلحون} في ثلاثة كراريس و لم يمكن له التفرغ له و تفسير سورة ص و ما بعدها. فهذا ما علمت من تآليفه مع ماله من الفتاوي و الوصايا و الرسائل و المواعظ مع كثرة الأوراد و قضاء الحوائج و الإقراء اهـ. قلت: سمعت أن له تعليقا على فرعي ابن الحاجب و غيره، نفعنا الله به.
أخذ عنه أعلام كابن صعد و أبي القاسم الزواوي و ابن أبي مدين و الشيخ يحي بن محمد و ابن الحاج البيدري و ابن العباس الصغير و ولي الله محمد القلعي ريحانه زمانه و إبراهيم الوجديجي، و ابن ملوكة و غيرهم من الفضلاء اهـ.



سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)