محمد بن يوسف بن عمر بن شعيب اشتهر بالسنوسي نسبة لقبيلة بالمغرب الحسني نسبة للحسن بن علي بن أبي طالب من جهة أم أبيه.
قاله تلميذه الملالي في تأليفه التلمساني: عالمها و صالحها و زاهدها و كبير علمائها الشيخ العلامة المتفنن الصالح الزاهد العابد الأستاذ المحقق المقرئ الخاشع أبو يعقوب يوسف نشأ خيرا مباركا فاضلا صالحا أخذ كما قاله تلميذه الملالي عن جماعة منهم والده المذكور و الشيخ العلامة نصر الزواوي و العلامة محمد بن تومرت و السيد الشريف أبو الحجاج يوسف بن أبي العباس بن محمد الشريف الحسني أخذ عنه القراءات ة عن و عن العالم المعدل أبي عبد الملك الحباك علم الأسطر لأب و عن الإمام محمد بن العباس الأصول و المنطق و عن الفقيه الجلاب الفقه و عن الولي الكبير الصالح الحين أبركان الراشدي حضر عنده كثيرا و انتفع به و ببركته و كان يحبه و يؤثره و يدعو له فحقق الله فيه فراسته و دعوته و عن الفقيه الحافظ أبي الحسن التالوتي أخيه لأمه "الرسالة" و عن الإمام الورع الصالح أبي القاسم الكنابشي "إرشاد أبي المعالي" و التوحيد و عن الإمام الحجة الورع الصالح أبي زيد سيدي عبد الرحمن الثعالبي رضي الله عنه "الصحيحين" و غيرهما من كتب الحديث و أجازه ما يجوز له و عنه و عن الإمام العالم العلامة الولي الزاهد الناصح إبراهيم التازي ألبسه الخرقة و حدثه بها عن شيوخه و بصق في فمه و روى عنه أشياء كثيرة من المسلسلات و غيرها، و عن العالم الأجل الصالح أبي الحسن القلصادي الأندلسي الفرائض و الحساب و أجازه جميع ما يرويه و غيرهم.
و كان آية في علمه و هدية و صلاحه وسيرته و زهده و ورعه و توقيه جمع تلميذه الملالي في أحواله و سيره و فوائده تأليفا كبيرا في نحو سبعة عشر كراسا من القالب الكبير سماه "المواهب القدسية في المناقب السنوسية و اختصرته في جزء نحو ثلاثة كراريس فلتذكر هنا طرقا من ذلك قال: له في العلوم الظاهرة أوفر نصيب جمع من فروعها و أصولها السهم و التعصيب لا يتحدث في فن إلا ظن سامعه أنه لا يحسن غيره سيما التوحيد و المعقول شارك غيره فيها و انفرد بعلوم الابطن بل زاد على الفقهاء مع معرفة حل المشكلات سيما التوحيد لا يقرأ علم الظاهر إلا خرج منه لعلوم الآخرة سيما التفسير و الحديث لكثرة مراقبته لله تعالى كأنه يشاهد الآخرة سمعته يقول: ليس علم من علوم الظاهر يورث معرفته تعالى و مراقبته إلا التوحيد و به يفتح في فهم العلوم كلها و على قدر معرفته يزداد الخوف منه تعالى اهـ و انفرد بمعرفته إلى غاية و عقائده كافية فيه خصوصا الصغرى لا يعادلها شيء من العقائد كما أشار إليه و سمعته يقول: العالم حقا من يستشكل الواضح و يوضح المشكل لسعة فهمه و علمه و تحقيقه فهو الذي يحصر مجلسه و تستمتع فوائده اهـ و بموته فقد من يتصف بها و إن كان العلماء الحافظون موجودين لكن المراد العلم النافع المتصف صاحبه بالخشية فهو في علوم الباطن قطب رحاها وشمس ضحاها قد غاب بكلامه فيها في غيب الله تعالى و اطلع على معادن أسراره و مطلع أنواره يؤثر حب مولاه و يراقبه لا يأنس بأحد بل يفر كثيرا إلى الخلوات يطيل الفكرة في معرفته فانكشفت له عجائب الأسرار و تجلت له الأنصار فصار من وارثي الأنبياء جامعا بين الحقيقة و الشريعة على أكمل وجه له لطائف الأحوال و صالح الأقوال و الأفعال باطنه حقائق التوحيد و ظاهره زهد و تجريد و كلامه هداية لكل مريد كثيرا الخوف طويل الحزن يسمع لصدره أنين من شدة خوفه مستغرقا في الذكر فلا يشعر بمن معه مع تواضع و حسن الخلق ورقة قلب رحيما متبسما في وجه من لقيه مع إقبال و حسن الكلام يتراحم الأطفال على تقبيل أطرافه لينا هينا حتى في مشيه ما ترى أحسن خلقا و لا أوسع صدرا و أكرم نفسا و أعطف قلبا و أحفظ عهدا منه يوقر الكبير و يقف مع الصغير و يتواضع للضعفاء معظما جانب النبوة، غاية لا يعارضه أحد إلا ألجمه جمع له العلم و العمل و الولاية إلى النهاية مع شفقته على الخلق و قضاء حوائجهم عند السلطان و الصبر على أذيتهم وضع له عن القبول و الهيبة و الإجلال في القلوب ما لم ينله غيره من علماء عصره و زهاده ارتحل الناس إليه و تبركوا به و سمعته آخر عمره يقول: من الغرائب ي زماننا هذا أن يوجد عالم جمع له علم الظاهر و الباطن على أكمل وجه بحيث ينتفع به في العلمين فوجود مثله في غاية الندور فمن وجده فقد وجد كنزا عظيما دنيا و أخرى فليشد عليه يده لئلا يضيع عن قرب فلا يجد مثله شرقا و غربا أبدا اهـ و كأنه أشار به لنفسه فلم يلبث بعده حتى خطف فكأنه كاشفنا بذلك و لا شك أنه لا يوجد مثله و أما زهده و إعراضه عن الدنيا فمعلوم ضرورة عند الكافة بعث إليه السلطان في أخذ شيء من غلات مدرسة الحسن أبركان فامتنع فالحو عليه فكتب في الاعتذار كتابة المطولة فقبل منه و سمعته يقول الولي الحقيقي من لو كشف له على الجنة و حورها ما التفت إليها و لا ركن لغيره تعالى فهذه حقيقة العارف اهـ فهذا حاله.
و أما وعظه يقرع الأسماع و تقشعر منه الجلود كل من حضره يقول معي تكلم و إياي يعني جله في الخوف لا توجد في كلام غيره، يعظ كل أحد بحسب حاله ما رأيته قط إلا و شفتاه متحركتان بالذكر و ربما يكلمه إنسان و أسمعه بذكر الله تعالى و تسمع لقبه أنينا من شدة خوف و مراقبته على الدوام سمعته يقول: الحقيقة امتثال الأمر و اجتناب النهي مع كمال الذلة و الخضوع اهـ.
كان أروع زمانه يبغض الاجتماع بأهل الدنيا و النظر إليهم و قربهم خرجنا معه يوما إلى صحراء فرأى على بعد ناسا راكبين على خيول مع ثياب فاخرة فقال: من هؤلاء؟ قلنا: خواص السلطان فتعوذ بالله ورجع لطريق آخر و لقيهم مرة أخرى و ما تمكن من الرجوع فجعل وجهة للحائط و غطاه حتى جازوا و لم يروه، و لما وصل في تفسيره سورة الإخلاص، و عزم على قراءتها يوما، و المعوذتين يوما سمع به الوزير و أراد الحضور الختم فبلغه ذلك فقرأ السور الثلاثة يوما واحدا خفية حضوره عنده و طلبه السلطان أن يطلع إليه و يقرأ التفسير بحضرته على عادة المفسرين فامتنع فالحو عليه فكتب إليه معتذرا بغلبة الحياء له و لا يقدر على التكلم هناك فأيسوا منه و إذا سمع بوليمة أحد من أبناء الدنيا تخلف يومه على الحضور خيفة أن يدعى فلا يظهر بالكلية حتى تمر أيام الوليمة و ربما تخلف قلبه أياما و لا يقبل عطية السلطان و من لاذ به و ربما تأتي لداره و هو غائب فإذا وجدها أنكر على أهل داره و تغير كثيرا و يقبل عطية غيرهم و يدعو لهم و كان رفيع الهمة عن أهل الدنيا يتطارحون عليه فيعرض عنهم و أتى إليه ابن الخليفة يوما و معه عين فقبل يديه و رجليه و طلب منه قبوله فتبسم في وجهه ودعا له و أبى فلما أيس منه قال له: تصدق بها يا سيدي على من شئت من الفقراء، فامتنع منها مع ما جبل عليه من الحياء حتى لا يقدر أن يخالف الناس في أغراضهم أو يقابلهم بسوء و كان يكره الكتب للأمراء فإذا طولب بذلك كتب لهم حياء و عاتبه أخوه على التالوتي قائلا: يوما: لأي شيء تكثر الكتب للسلطان و غيره، فقال: و الله يا أخي يغلب على الحياء و لا اقدر على المنع قال: لا تستح من أحد فقال: له إذا دخل النار أحد بالحياء فأنا أدخلها.
و بالجملة فرفع همته عن الخلق معلوم عند الكافة لا يأنس بأحد و لا يتسبب في معرفته و يود أن لا يراه أحد، وقال في يوما: و الله يا و لدي أتمنى أن لا أرى أحدا و لا يرني أحد بل اشتغل وحدي و ما يأتيني من قبل الناس إن قصدوا به نفعي سلمت لهم فيه لا حاجة لي بأحد و لا بماله اهـ.
و كان مع ذلك حليما كثير الصبر ربما يسمع ما يكره فيتصامم، عنه و لا يؤثر فيه بل يبتسم، وهذا شأنه في كل ما يغضبه و لا يلقي له بالا يوجه و لا يحقد على أحد و لا يعبس في وجهه يفاتح من تكلم في عرضه بكلام طيب و إعظام حتى يعتقد أنه صديقه وقع له ممن يدعى أنه أعلم أهل الأرض لينقصه فما بالي به، و لما ألف بعض عقائده أنكر عليه كثير من علماء أهل وقته و تكلموا بما لا يليق فتغير لذلك كثرا وحزن أياما، ثم رأى في منامه عمر بن الخطاب رضي الله واقفا على رأسه بيده سيف أو عصى فهزها على رأسه وهدده بها و كأنه قال: ما هذا القول من الناس فأصبح وقد زال حزنه و اشتد قلبه على المنكرين فخرست حينئذ ألسنتهم فحلم عنهم و سمع فأقروا بفضله و بلغ من شفقته انه مر به ذئب يجري معه الصياد و الكلاب فحبسوه و ذبح فوصل إليه ملقى على الأرض فبكى و قال: لا إله إلا الله أين الروح التي يجري بها و سمعته يقول: و سمعته يقول ينبغي للإنسان أن يمشي يرفق و ينظر أمامه لئلا يقتل دابة في الأرض، و إذا رأى من يضرب دابة ضربا عنيفا تغير و قال لضاربها: ارفق يا مبارك و ينهي المؤدبين عن ضرب الصبيان و سمعته يقول:الله تعالى مئة رحمة، ل امطمع فيها إلا لمن اتسم برحمته جميع الخلق و أشفق عليهم و ما رأيته قط دعا على أحد إلا مرة رأى في مسكن منكرا لا يقدر على صبره فغضب و دعا عليه بالخلا فنفذ في أقرب مدة و أتاه في مرضه بعض من يذمه من علماء عصره فطلب منه أن يسمح له فسمح له و دعا له و لما مات بكى عليه هذا العالم شديدا و تألم و متى ذكره بكى و يقول: فقدت الدنيا بفقده و سمعته يثني كثيرا على رجلين من علماء عصره ممن يذمونه و بسيئون إليه و كان يصلح بين الخصوم و يقض الحوائج ذكر أنه كتب يوما ثلاثين كتابا بلا فترة قال: كلفني بها إنسان لم أقدر على رده قال: و لو كان إنسان ينسخ مثل هذا في كل يوم لظفرة بعد أسفار و هذه مصائب ابتلينا بها و من صبره كثرة وقوفه مع الخلق، ولا بفارق الرجل حتى ينصرف و هذا كله مع إدامة الطاعات و سداد الطريقة و شدة التحرز و الإسراع بوفاء الحقوق العباد قبل استحقاقها إذا استعار كتابا رده في أقرب مدة قبل طلب صاحبه و ربما كان سفرا ضخما لا يمكن مطالعته إلا في ثلاثة أيام فيطالعه قي يوم واحد و يرده و كان يأمر أهله بالصدقة سيما وقت الجوع و يقول: من أحب الجنة فليكثر الصدقة خصوصا في الغلاء كثير التصدق بيده و يكثر الخروج للخلوات و مواضع الخرب الباقية آثارها للاعتبار و إذا رأى ما كان منها متقنا ذكر حديث "رحم الله عبدا صنع شيئا فأتقنه" و يقول: أين سكانها؟ و كيف كانوا يتنعمون؟ و سمعته يقول: كم من ضاحك مع الناس و قلبه يبكي خوف ربه فهذا شأن العارفين مثله.
سأله بعض أصحابه ممن يبحث عن أحواله لأي شيء يتلون وجهك و تتغير كثيرا مع الانقباض فأجابه بعد تمتع بشرط أن لا يخبر به أحدا فقال: نعم، فقال الشيخ: أطلعني الله تعالى: على رؤية جهم و ما فيها نعوذ بالله منها فمن حينئذ صرت أتغير و أحزن إلى الآن فهذا سبب تغيري وقال شيخنا أبو القاسم الزواوي حفظه الله من أكابر أصحابه سمعته يقول ضاقت علي العوالم كلها من العرش إلى الفرش و لم أر منها ما يسرني فلم أمل لشيء منها بالكلية اهـ.
و حاله في الدنيا كالمسجون لشدة خوفه و مراقبته كل لحظة و كثرة تفكره كان يصوم يوما بيوم صوم داود عليه السلام، و يفطر على يسر طعام و لا يطلب يوم يفطره ما يأكله و ربما بقي ثلاثة أيام أو أزيد لا يأكل و لا يشرب إن أتى بطعام أكل و إلا بقي كذلك و ربما سألوه بعد مضي جل النهار أمفطر هو؟ فيقول: لا مفطر و لا صائم فيقال له: لم لا تعلمنا بفطرك؟ فيبتسم و ربما مازح بعض أصحابه فلا ترى أحسن منه حينئذ لا يرفع صوته بل يعتدل فيه، و يصافح الناس و لا يمنع من قبل يده و ليس له لباس مخصوص يعرف به بل معتاد الناس اليوم و يكره الكلام بعد الصلاة الصبح و العصر و يتراخى في تكبيرة الإحرام بعد الإقامة و لا يكبر إلا بعد حين زوجته أنه في بدء أمره إذا قام من الليل نظر السماء و يقول: يا سعد كيف تنام و أنت تخاف الوعيد ثم التزم صوم عام إن رجع إلى النوم متى استيقظ منه فمن حينئذ لا يرجع إليه إذا استيقظ حتى مات ينام أول الليل و يحييه كله إلى الفجر حتى أثر في وجهه اهـ. و كان لكثرة انقباضه لا يبسط مع أحد و يشق عليه الخروج للمسجد للإقراء و الصلاة و لا يخرج في بعض الأيام إلا حياء ممن ينتظره و لما أحس بمرض موته انقطع عن المسجد ولازم الفراش حتى مات و مرض عشرة أيام و لما احتضر لقنه ابن أخيه مرة بعد مرة فالتفت إليه و قال له: و هل ثم غيرها و قالت له بنته: تمشي و تتركني؟ فقال لها: الجنة مجمعنا عن قرب إن شاء الله تعالى و كان يقول عند موته: نسأله سبحانه أن يجعلنا و أحبتنا عند الموت ناطقين بالشهادة عالمين بها، وتوفي يوم الأحد ثامن عشر جمادى الأخيرة عام 895 و شم الناس المسك بنفس موته رحمه الله و مولده بعد الثلاثين و ثمان مئة و من عادته أنه صلى المسجد الصبح في مسجده و فرغ من ورده أقرأ العلم إلى وقت الفطور المعتاد ثم خرج و وقف مع الناس سارة بباب داره ثم دخل و صلى الضحى قدر قراءة عشرة أحزاب ثم اشتغل بالمطالعة في وقت طول النهار و ربما زالت الشمس و هو في الضحى و خرج بعد الزوال للخلوات فلا يرجع إلا للغروب أو يبقي في بيته فيتوضأ و يصلي أربع ركعات ثم خرج لمسجده و صلى بالناس الظهر و تنفل أربعا و يقرئ ثم انتقل العصر أربعا و يصلي العصر و يقرأ و خرج لداره و اشتغل بالورد إلى الغروب ثم خرج للمغرب و تنفل بست ركعات و يبقى هناك حتى يصلي العشاء و يقرأ ما تيسر ورجع لداره ونام ساعة ثم اشتغل بالنظر أو النسخ ساعة، و توضأ و يصلي أو يذكر إلى طلوع الفجر هذا أكثر حاله، و أخبرني قبل موته بنحو عامين أن سنه خمس و خمسون سنة اهـ. من الجزء الذي لخصته من تأليف الملالي.
قلت: و رأيت مقيدا عن بعض العلماء أنه سال الملالي المذكور عن سن الشيخ فقال له: مات عن ثلاث و ستين سنة. و الله أعلم و رأبت مقيدا في موضع آخر من كراماته أن رجلا اشترى لحما من السوق فسمع الإقامة في المسجد فدخل و اللحم في قبه فخاف من طرحه فوات ركعة، فكبر كذلك فلما سلم ذهب لداره فطبخ اللحم فبقي إلي العشاء فأرادوا طرحه فإذا هو بدمه لم يتغير فقالوا: لعله لحم شارف فباتوا يوقدون عليه إلى الصبح فلم يتغير عن حاله حين وضعوه في القدر فتذكر الرجل فذهب إلى الشيخ فأعلمه فقال له: يا بني أرجو الله أن كل من صلى ورائي أن لا تعدو عليه النار و لعل هذا اللحم من ذلك و لكن اكتم ذلك اهـ. و سمعت أيضا أنه كان في صغره إذا مر مع الصبيان على الإمام ابن مرزوق الحفيد وضع يده على رأسه ويقول نقرة خالصة.
و أما تآليفه فقال الملالي: منها شرحه الكبير على الجوفية المسمى "المقرب المستوفي" كبير الجرم كثير العلم الفه و هو ابن تسعة عشر عاما و لما وقف عليه سيخه الحسن ابن أربعين سنة لئلا يصاب بالعين و قال: لا نظير له في ما أعلم و دعا لمؤلفه و منها عقيدته الكبرى التي سماها "عقيدة أهل التوحيد" في كراريس من القالب الرباعي أول من صنفه في الفن ثم "شرحها" ثم "الوسطى" و شرحها في ثلاثة عشر كراسا ثم "الصغرى" و شرحها في ست كراريس و هي من أجل العقائد لا تعادلها عقيدة كما أشار غليه هو.
حدثني بعضهم: أنه مات قريبه و كان صالحا فرآه في النوم فسأله عن حاله فقال: دخلت الجنة فرأيت إبراهيم الخليل عليه السلام يقرئ صبيانا عقيدة السنوسي، يدرسونها في الألواح و يجهرون بقراءتها اهـ قال الشيخ لا شك أن لا نظير لها في ما علمت تكفي من اقتصر عليها عن سائر العقائد و قد نظم سيدي محمد بن يحي التازي في مدحها أبياتا و عقيدته المختصرة أصغر من الصغرى و شرحها أربع كراريس و فيه فوائد و نكت و المقدمات المبينة لعقيدته الصغرى قريبة منها جرما و شرحها خمس كراريس و "شرح الأسماء الحسنى" في كراسين يفسر الاسم و يذكر حظ العبد منه و "شرح التسبيح دبر الصلوات" تكلم على حكمته و "شرح عقيدة الحوضى" خمس كراريس و "شرحه الكبير على الجزائرية" فيه نكت نفسية و مختصر الأبي على مسلم" في سفرين فيه نكت حسنة، و "شرح أياغوجي" في المنطق تأليف البرهان البقاعي كثير العلم و"مختصره" العجيب فيه زوائد على الخواجي و شرحه أحسن جدا و "شرح قصيدة الحباك في الإسطرلاب" شرح جليل و شرح "أبيات الإمام الأليري" في التصوف و شرح الأبيات التي أولها تطهر بماء الغيب" و "شرحه العجيب على البخاري "وصل فيه إلى باب: من أستبرأ لدينه و "شرح مشكلات البخاري" في كراسين و "مختصر الزركشي على البخاري".
قلت: و قد و قفت على جميع هذه الكتب، ثم قال الملالي: و منها العقيدة أخرى" فيها الدلائل قطيعة يرد على من أثبت تأثير الأسباب العادية كتبها لبعض الصالحين و "مختصر حاشية التفتزاني على الكشاف" رو شرح مقدمة الجبر و المقابلة، لابن ياسمين و "شرح الجمل الخونجي" في المنطق و "شرح مختصر ابن عرفة" فيه حل صعوبته و قال لي: إن كلامه صعب سيما هذا المختصر تبعت كثيرا في حله لصعوبته إلى الغاية لا استعين عليها إلا بالخلوة و منها رجز ابن سينا في الطب" لم يكمل و "مختصر في القراءات السبع" و "شرح الشاطبية الكبرى لم يكمل و "شرح الوغلية في الفقه ثم يكمل و "نظم في الفرائض" و "اختصار رعاية المحاسبي" و "مختصر الروض الأنف" للسهيلي لم يكمل و "مختصر بغية السالك في أشرف الأجرومية" و شرح جواهر العلوم" للعضد في علم الكلام على طريقة الحكماء و هو كتاب عجيب جدا في ذلك إلا أنه صعب متعسر على الفهم جدا و "تفسير القرآن " إلى قوله :{أولئك هم المفلحون} في ثلاثة كراريس و لم يمكن له التفرغ له و تفسير سورة ص و ما بعدها. فهذا ما علمت من تآليفه مع ماله من الفتاوي و الوصايا و الرسائل و المواعظ مع كثرة الأوراد و قضاء الحوائج و الإقراء اهـ. قلت: سمعت أن له تعليقا على فرعي ابن الحاجب و غيره، نفعنا الله به.
أخذ عنه أعلام كابن صعد و أبي القاسم الزواوي و ابن أبي مدين و الشيخ يحي بن محمد و ابن الحاج البيدري و ابن العباس الصغير و ولي الله محمد القلعي ريحانه زمانه و إبراهيم الوجديجي، و ابن ملوكة و غيرهم من الفضلاء اهـ.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 28/10/2010
مضاف من طرف : soufisafi
المصدر : تعريف الخلف برجال السلف