الجزائر

محمد الأمين بحطيطا / أستاذ علوم الشريعة الإسلامية



محمد الأمين بحطيطا / أستاذ علوم الشريعة الإسلامية
مهما كانت ولادة الطفل فالحياة مكفولة له ، و له الحق في الحياة ، الله سبحانه وتعالي قال " أدعوهم لآبائهم وهو أقسط عند الله " و الجزائر كما يعلم الجميع لا تطبق التبني وإنما تطبق الكفالة إلا أن الكفالة المطبقة في الجزائر تطرح إشكالية في الجانب الشرعي ، حيث لا نلمس تطبيقا ميدانيا و إسلاميا إلا ما رحم ربك ، حيث أن ما يطبق للأسف لا يتماشى مع الشريعة ، وما يجب أن تعلمه الأسر الكافلة عليها أن تحافظ على الطفل المتكفل به كأنه أحد أبنائها ، عندنا للأسف أمثلة كثيرة ، حيث لا نجد بين العائلات الكافلة ضمانات الكفالة للطفل يجب أن تعلم الأسر أن الشريعة تحول الكفالة من التطوع إلى الالتزام فمثلا الأستاذة في علم النفس والباحثة في الكراسك (crasc) " بدرة معتصم ميموني صاحبة كتاب " ولادة والتخلي في الجزائر " ، كشفت من خلال بحثها الطويل والعريض أن الأطفال المكفلين عاشوا حالات سوء المعاملة من قبل العائلة الكافلة وذلك من خلال الناحية الاجتماعية ، الثقافية ، الدينية ، الصحية وغيرها ، هذا ما أردت الوصول إليه خاصة وأن الدولة تضخ في كل سنة أموالا ضخمة في سبيل الحفاظ على هؤلاء الأطفال ، لذا أطالب من جانب آخر بوضع الكفالة في جميع جوانبها الشرعية ، حيث تطبق الضروريات الخمسة التي يستوجب على كل إنسان الحفاظ عليها بما فيها المكفل وهي : الدين ، النفس ، العقل ، النسل ( العرق ) والمال ، أما بخصوص الأسباب التي أدت إلى تراجع وبشكل ملفت للانتباه الأطفال الفاقدين للهوية ، أرجعها إلى بروز ظواهر خطيرة وجديدة في المجتمع الجزائري منها بيع الأطفال ، سرقتهم ، التجارة بأعضائهم ..... وهذا راجع أساسا إلى غياب الوازع الديني ، الفقر ، الجهل بحقيقة الحياة ، الرسول عليه الصلاة والسلام قال " الكافل ضامن "و الضمان واجب عليه من جميع الجوانب حتى نحافظ على النقاط الخمسة ، خاصة كفالة البنت ، حيث أن شروط التكفل بها أصعب نظرا لحساسية الجنس الأنثوي ، الظاهرة في الواقع ليست في تناقص وإنما هي في تطور مستمر و معالجتها اليوم صعبة في ظل تنامي العوامل المذكورة سالفا ، لكن رغم هذا يستوجب وضع سياج قانوني يضع حدا لها و على الجميع لعب دوره في التكفل بدءا بالدولة ثم المجتمع والأسرة والشريعة الإسلامية جاءت للوقاية قبل العلاج لأن العلاج حالة استثنائية ، لذا يجب تربية الطفل على القيم ، الحفاظ على الجانب النفسي لمجهول النسب وهذا واجب اجتماعي وعلى كل قنوات النشاط الاجتماعي لعب دورها بدءابالأسرة ، المدرسة ، المسجد ، و الإعلام




سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)