الجزائر

محلّلون جزائريون يؤكّدون:‏حالة اللاستقرار في مالي تهدّد أمن منطقة الساحل



 

أسدل الستار عشية أمس على فعاليات الصالون الدولي للسيارات وسط حضور مكثف للزوار وزيارة رئيس الفدرالية الدولية للسيارات السيد جون تود الذي أكد أن نوعية شبكة الطرقات وقدم حظيرة السيارات تعد من الأسباب الرئيسية لارتفاع حوادث المرور، مشيرا إلى أن هيئة الأمم المتحدة اختارت للقرن الحالي شعار ''مكافحة حوادث المرور'' بعد تسجيل وفاة 5 ملايين شخص وجرح 50 مليون كل سنة عبر جميع دول العالم، ممّا استدعى الفدرالية إلى مطالبة كل من البنك الدولي والمنظمة العالمية للصحة بإدراج حوادث المرور ضمن أبرز أسباب الوفيات عبر العالم مثلها مثل الأمراض المستعصية كالسيدا والسرطان.
واستغل رئيس الفدرالية الدولية للسيارات فرصة تنظيم ندوة صحفية حول التحسيس بحوادث المرور بمناسبة اختتام فعاليات الصالون الدولي للسيارات في طبعته الـ15 تحت شعار ''السلامة المرورية'' للتركيز على ضرورة إشراك الجمعيات في تعميم التربية المرورية وضرورة احترام قانون المرور، مشيرا الى ان تدهور حالة الطرقات والحظيرة القديمة للسيارات لا تسمح بالتقليل من عدد حوادث المرور وضحاياها، مبديا اهتمام الفدرالية الدولية بمد يد المساعدة في هذا الجانب من خلال التوجيهات ونقل تجربة السلامة المرورية المعتمدة في عدد من دول العالم.
كما تطرق المتحدث إلى عدم توفر مسارات لسباقات السيارات بالجزائر وهو ما لا يسمح بتنظيم سباقات رياضية، داعيا الفدرالية الوطنية للرياضات الميكانيكية الى الرفع من هذه المسارات لبلوغ 132 مسارا حتى تتمكن مستقبلا من تنظيم مثل هذه السباقات التي تستقطب اهتمام العديد من الرياضين، وبخصوص الاجراءات التي اتخذتها الفدرالية للسلامة المرورية والتحسيس بمخاطر حوادث المرور تكلم المتحدث عن تنسيق العمل بين كل الفدراليات الرياضية بهيئة الامم المتحدة لتعميم عمليات التحسيس والتركيز على ضرورة احترام قانون المرور وتعميم التربية المرورية في الوسط المدرسي.
من جهتهم واصل الزوار لليوم العاشر والاخير من فعاليات الصالون الدولي للسيارات تهافتهم على اجنحة العرض لمشاهدة للمرة الاخيرة آخر صيحات عالم العجلات الاربع واخذ صور تذكارية امام سيارات احلامهم، في حين استغل البعض الفرصة لتحديد نوعية السيارات المراد اقتناؤها بعد ان طافوا بجميع اجنحة العرض وتحصلوا على كل المعلومات المتعلقة بتقنيات الأمان واكسسوارات الرفاهية، من جهتهم رفض ممثلو وكلاء السيارات الإفصاح عن العدد الحقيقي للسيارات التي تم تسويقها خلال الصالون تاركين المجال مفتوحا للتكهنات التي تحدثت عن تمكن احد الوكلاء من تسويق اكثر من 30 ألف سيارة، وآخر سوق آخر صيحات علامته بمبلغ يزيد عن 7 ملايير سنتيم.

 استقبل وزير الشؤون الخارجية، السيد مراد مدلسي، أمس بالجزائر العاصمة، مساعدة كاتبة الدولة الأمريكية للدبلوماسية المكلفة بالشؤون العمومية، السيدة كاثلين ستيفانس. وفي تصريح للصحافة عقب الاستقبال الذي جرى بمقر وزارة الشؤون الخارجية، أكدت السيدة ستيفانس ''لقد تطرقنا مع الوزير (مدلسي) إلى العديد من النقاط لتعزيز التعاون والصداقة بين البلدين''، وأضافت قائلة ''لقد أتيت لتقديم الشكر للجزائر ولوزير الشؤون الخارجية على وجه الخصوص على حسن الاستقبال الذي حظيت به كاتبة الدولة الأمريكية السيدة هيلاري كلينتون لدى زيارتها للجزائر''.

وقال السيد بن عامر بن جانة مختص في الشؤون الأمنية في مداخلة له خلال الندوة التي نظمها مركز الدراسات والبحوث الاستراتيجية والأمنية حول ''تداعيات التمرد في المالي على الأمن في منطقة الساحل'' أن تنامي الأنشطة الإرهابية في شمال مالي يعتبر ''الخطر الكبير الذي يهدد الأمن القومي للمنطقة ويعطي الذريعة القوية للتدخل الأجنبي فيها''.وأرجع السيد بن جانة الازمة الامنية الحالية في المنطقة الى ''هشاشة الأنظمة الإدارية'' و''محاولات التوطين القسري للبدو الرحل بدون تقديم بديل اقتصادي أو اجتماعي لهم الشيء الذي تسبب في نوع من التطرف ناهيك عن التعقيدات والترسبات الاثنية الاخرى''.
 كما اعتبر المحاضر أن الازمة الليبية وما افرزته من مخاطر انتشار هائل للاسلحة وعودة العديد من المقاتلين ذوي الكفاءة القتالية والتجربة الكبيرة الى مالي جعلت من المنطقة ''فضاء جغرافيا يصعب التحكم فيه وهو اليوم مرشح ليكون مسرحا مفتوحا للانشطة الاجرامية''. وأضاف أن ''هشاشة السلطة'' في مالي ''وعدم وفائها بتعهداتها جعل هذه الازمة تطفو على السطح من جديد في ظروف جيو سياسية متأزمة وخطيرة على المنطقة برمتها''.
كما تحدث السيد بن جانة عن ''احتمال وجود علاقة بين المجموعات الارهابية للقاعدة في بلاد المغرب الاسلامي والجماعات الجديدة المتطرفة في مالي والتي تعتزم تطبيق الشريعة الاسلامية وهي كلها امتداد للجماعات السلفية الجهادية الليبية'' متسائلا إذا كان بحكم الامتداد الجغرافي لهذه الجماعات علاقة بينها وبين جماعة بوكو حرام الاسلامية المتطرفة في نيجيريا.
أما السيد محند برقوق رئيس مركز الدراسات والبحوث الاسراتيجية والامنية فقد أكد من جانبه أن الانقلاب العسكري في مالي ''افرز أزمة أمنية في المنطقة ستعقد الوضع كثيرا في الساحل''.



سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)