الجزائر

محكمة فرنسية: حرق القرآن حرية تعبير!



قررت محكمة جنح ستراسبورغ بفرنسا الاثنين إخلاء سبيل مواطن فرنسي قام بتصوير نفسه على الإنترنت وهو يحرق نسخة من القرآن الكريم بعد أن برأته من تهمة التحريض على كراهية دين واعتبرت أنه "لم يتجاوز حدود حرية التعبير؟".وكان الفرنسي الذي أطلق على نفسه على الإنترنت اسم "كاليميرو" قد صور نفسه قبل نحو أربعة أشهر على موقعه الشخصي وهو يضع بداية على وجهه قناعا يرمز للشيطان ثم أزاله ليقوم بتمزيق صفحات من القرآن الكريم ليصنع منها طائرة ورقية.
وصوب بعد ذلك "الطائرة" على نموذجين ورقيين يمثلان برجي التجارة العالمي في نيويورك اللذين تعرضا في سبتمبر 2001 لاعتداء بطائرتين تبناه تنظيم القاعدة، قبل أن يقوم بإحراق صفحات المصحف الشريف ثم يطفئ النيران بالتبول عليها.
وقدرت رئيسة المحكمة، صوفي تومان، أن هذا المشهد الذي قدمه "كاليميرو" لا يمس كافة المسلمين بالضرورة وأنه "أراد من خلاله أن يجسد عملا إرهابيا ارتكبه إرهابيون ولا يمكن أن يوصم به المسلمون جميعا"؛ وبالتالي لا يمكن اعتبار هذا المشهد "متجاوزا لحدود حرية التعبير ومسيئا لعموم المسلمين؟"، بحسب موقع ياهو نيوز.
حكمٌ مخزٍ
وكان المدعي العام قد طالب بتوقيع عقوبة الحبس لمدى ثلاثة أشهر وبغرامة ألف أورو على "كاليميرو" وهو من سكان منطقة باه رين بستراسبورج، ويبلغ من العمر 30 عاما، وبإدانته بتهمة التحريض على كره أحد الأديان، وتضامنت معه في الدعوى كل من الرابطة الدولية لمكافحة العنصرية ومعاداة السامية ورابطة الجامع الكبير في ستراسبورغ.
ووصف محمد جرومي رئيس الرابطة الفرنسية الجزائرية الذي كان حاضرا في قاعة المحكمة، الحكم بأنه "مخزٍ ومشين".
وأضاف للصحفيين: "لقد قام بسبِّ كتاب المسلمين المقدس، أليست هذه إهانة لمشاعر عموم المسلمين؟ ألم يكن ممكناً أن يؤدي هذا العمل إلى توتر طائفي في فرنسا بين المسلمين والمسيحيين؟".
من جانبه، رحب محامي المتهم رينو بيتشر بالحكم واعتبره "انتصارا للحق وللديمقراطية؟".
وأضاف: "في فرنسا، حق انتقاد المظاهر الدينية مكفول ومتاح".
وفي جلسة سابقة للمحكمة يوم 11 أفريل الماضي، تحدث "كاليميرو"، وهو فرنسي من أصل شيلي، مدافعا عن نفسه فأوضح أنه كان يهدف من وراء المشهد الذي قدمه التعبير، إلى التعبير عن نقده "لعمل إرهابي بشكل ساخر؟".
وليست هذه المرة الأولى التي تتخذ فيها السلطات التنفيذية أو القضائية في دولة غربية موقفا رافضا لإدانة عمل مهين لمشاعر المسلمين الدينية، فقد سبق أن اعتبرت السلطات الدنماركية الرسوم المسيئة للنبي صلى الله عليه وسلم التي نشرها قبل نحو أربعة أعوام رسام في صحيفة دنماركية يدخل في إطار "حرية التعبير؟".


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)