الجزائر

محطة "الخروبة" تحتاج إلى تدخل الوزارة الوصية



محطة
الجزائر العصمة التي شهدت في العقد الأخير ما يشبه الثورة على مستوى المنشآت القاعدية وعلى رأسها الطرق الالتفافية وتحسين سيولة المرور ما تزال تعيش عصر ما قبل الحداثة على مستوى محطات القطار وخاصة محطة للحافلات تليق بعاصمة البلاد.فمع التسليم بالجهود التي تبذلها إدارة المحطة لتسهيل الحركة واستيعاب عدد متزايد من الركاب والمركبات حيث تستقبل المحطة يوميا أكثر من 500 حافلة قادمة من الولايات السبع وأربعين تشكل الآن عبئا على إدارة المحطة مع كل الجهود والنوايا الحسنة التي قد تتعامل بها إدارة المحطة سواء مع المسافرين أو بالدرجة الأولى مع تسيير حركة العربات.الحالة تزداد تفاقما يوما بعد يوم مع اضطرار سائقي الحافلات القادمة من الوليات البعيدة إلى المبيت بالمحطة داخل صناديق الأمتعة ومع غياب ورافق كافية فإن مبيت العشرات بل المئات منهم داخل المحطة قد أنتج حالة من الفوضى وتراكم الأوساخ والفضلات البشرية التي تشوه اليوم هذه المحطة، وليس لهم من خيار آخر، كما ليس لإدارة المحطة من حلول مع غياب مرافق مخصصة لمبيت السائقين وأعوانهم.الحلول الدائمة غير متوفرة وهي كما علمنا فوق طاقة إدارة المحطة المتواضعة، فقد أجمع كل المعنيين بالمشكل أن الحل الأمثل والدائم يكون ببناء أقامة دائمة في شكل فندق أو "مبيت " يكون مفتوحا للسائقين وربما حتى لبعض المسافرين الذين تتعطل بهم السبل, وهذا يحتاج إلى تدخل الوزارة الوصية أي وزارة النقل التي يمكن لها أن ترفد جزءا من اعتماداتها السنوية للاستثمارات لبناء هذه المنشأة التي قد تساعد في الحد الأدنى على توفير الراحة للسائقين وبالتالي التقليل من حوادث المرور، فليس من الصعب تصور الحالة النفسية والبدنية لسائق حافلة قادم من عنابه أو تبسه أو إدرار الذي يضطر على مدار السنة قضاء ليلة داخل صندوق الأمتعة مع غياب مرافق الراحة والنظافة، فالمسألة كما نرى تتجاوز مجرد حل أزمة تؤرق إدارة المحطة إلى معالجة واحد من الأسباب المباشرة لتزايد حوادث المرور خاصة بالنسبة لوسائل نقل جماعية قد يؤدي حادث واحد إلى عشرات الوفيات.المسؤولية الأولى تقع بالضرورة على عاتق الوزارة الوصية التي كان يفترض أن تدرج مثل هذا المرفق عند دراسة وانجاز محطة لنقل المسافرين تستقبل أكثر من 500 حافلة قادمة من جميع ولايات الوطن، وبوسعها أن تتدارك هذا القصور ببرمجة انجاز المرفق إما بتمويل عمومي أو تطرح مناقصة لاستثمارات خاصة، في انتظار التفكير في بناء محطة حديثة تليق بعاصمة البلاد وبحاجتنا إلى ترقية النقل الجماعي الذي يساعد على التخفيف من لجوء المواطنين للعربات الخاصة التي تفد بعشرات الألوف على العاصمة وتضيف إلى الاختناق المروري مزيدا من التعقيد كيفما كانت الإنجازات التي تحقق على مستوى الطرق، وما يقال عن محطة المسافرين بالخروبة يقال بالنسبة لمحطات القطار بالعاصمة التي لا تليق حتى بمدينة متوسطة الحجم من مدننا.




سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)