الجزائر

محطات في النقد الأدبي



الملخَّص: إن النقد الأدبي بوصفه أحد مظاهر الحركة الأدبية فهو خاضع بدوره للظروف التي أحاطت بهذه الحركة. فإذا ما اقتصرنا على تجلياتها في القرن العشرين، فإن أول مؤثر لا تخطئه العيْن إنما هو التكوين الذي كان يتلقَّاه المتعلمون في الكتاتيب والزوايا بدءاً بحفظ القرآن الكريم وما يتفرع عنه من العلوم الدينية، وما يضمن الفهم ويؤسِّس لتكوين نموذج المثقف أو " العالِم"، بما في علوم اللغة العربية وقواعدها نحواً وصرفاً وبلاغة. فأما المحطة الثانية فيمثلها المرحومان "عبد الله ركيبي" و"محمد مصايف"؛ اتجه د. عبد الله ركيبي إلى الدراسات المتعلقة بالتاريخ الأدبي وأخذت مؤلفاته طابعاً تعليمياً ولقد جاءت في فترة كان فيها المهتمون بالشأن الأدبي في أمسِّ الحاجة إليها. بينما مال "د. محمد مصايف" أكثر إلى متابعة الإنتاج الجديد وإلى التعامل مع النصوص لكن العمل الذي يجسد رؤيته وطريقة تعامله مع النص الأدبي يظهر بوضوح في كتابه (الرواية العربية الجزائرية الحديثة، بين الواقعية والالتزام). كان طبيعياً في السبعينيات حيث التقاطب بين معسكريْن: رأسمالي واشتراكي أن ينجرَّ الشباب وراء الخطاب السائد وأن يجدوا فيه مُعَبِّراً عن آمالهم وطموحات أمتهم، وأن يروْا إلى الأدب من خلال وظيفته الاجتماعية وكأن في ذلك استمراراً لأسلافهم حين وظَّفوا الأدب لخدمة القضية الوطنية، ما أدَّى إلى أن يبرز المضمون مرة أخرى إلى الصدارة ليبدوَ الجانب الفني ثانوياً باهتاً. يتجلى ذلك في بعض الأعمال النقدية كما في الإبداع. وأخيرا تسربت إلينا المدارس النقدية المعاصرة، فمنهم من استفاد منها بوعي ، ومنهم غرق في التنظير بعيداً عن الممارسة النقدية.

تنزيل الملف


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)