الجزائر

محرّم.. رأس العام الهجري "فاتحة الخير" عند الجزائريين



محرّم.. رأس العام الهجري
يحل شهر محرّم (أولى شهور العام الهجري) على الجزائريين كل عام وهم "أوفياء" لعاداتهم التي ورثوها عن أجدادهم، سواء في الأطعمة المقدمة أو في الجانب الروحي، لمناسبة خاصة جدا في الدين الإسلامي الذي يعتنقه غالبيتهم (99% من السكان البالغين 38 مليون نسمة)، تمثل هجرة الرسول محمد خاتم الأنبياء من مكة إلى المدينة فاراً بدينه.يسمّي الجزائريون شهر محرّم "رأس العام" (أول شهور العام الهجري "القمري")، ويفردونه بالإجلال والتعظيم، حيث يلبسون فيه ثيابا بيضاء نظيفة ويحرص بعضهم على صيامه، ويعتقدون أن "استفتاح" السنة بعبادة الصوم سيجلب لهم رضا الله عز وجل ويفتح لهم أبواب الخير وينالون بها البركة.
ويحرص رواد المساجد على امتداد البلاد، على تنظيف بيوت الله في هذا اليوم، كما ينظفونها مرة ثانية قبيل شهر رمضان، حيث تُغسل أرضية المسجد وتغسل الزرابي (البسط) والجدران ويُعطر البيت بالمسك والعنبر.
وتُحيي بيوت الله المناسبة بتخصيص دروس عن هجرة الرسول والعِبر المستخلصة منها، من قبيل التضحية بالمال والنفس في سبيل نصرة الإسلام، كما فعل الرسول وأصحابه، حيث تركوا أموالهم وديارهم في مكة، وخاطروا بأنفسهم في الصحراء من أجل الفرار بدينهم إلى بلاد آمنة (الهجرة تمت من مكة المكرمة إلى المدينة المنورة شماليها، والمدينتان تقعان غرب المملكة العربية السعودية).
ويصطحب الرجال أبناءهم إلى المساجد في هذا اليوم للاستماع للدرس الذي يلقيه الإمام ليشعروهم بأهمية هذا اليوم.
أما النسوة فينشغلن بتحضير أطعمة خاصة بهذا اليوم وهي تتنوع من منطقة إلى أخرى.
وتمثل اللحوم بمختلف أنواعها المكون الرئيس لكل الأطباق التي يحضرها الجزائريون في هذه المناسبة، إضافة إلى أطباق أخرى خالية من اللحوم.
وتعد أطباق "الشخشوخة" (عبارة عن عجينة تخلط من القمح اللين والماء والملح) و"التليتلي" (نوع من المعجنات يشبه الأرز ويضاف لطهيه اللحم والدجاج) و"البربوشة" (نوع من أنواع الكسكسي يحضر باللحم والخضر) في الشرق و"الرشتة" (نوع من الرقائق الطويلة للمعكرونة مسقية بمرق اللحم أو الدجاج) و"الكسكسي" وسط البلاد و"الحريرة" (حساء خضر) في الغرب أشهر الأكلات في هذه المناسبة.
وتُعد العائلات الجزائرية لهذه المناسبة أياما قبل حلولها، وجرت العادة أن تتزاور العائلات فيما بينها في ليلة "رأس العام" لصلة الرحم.
وتُحضر نسوة أخريات أكلة "المسمّن بالعسل" و"الخفاف" وهي كسرة عجين خفيفة تُقدّم صباحا ومساء مع الحليب.
وبعد العشاء تُقدّم مقبلات وحلوى وشاي لأهل البيت وللأطفال، حيث يتحلق الأطفال حول مائدة العشاء في انتظار لحظة توزيع الحلوى واللوز، وتسمى هذه الأخيرة ب"التراس" وتعني "خلطة الحلوى واللوز والجوز".
ويعد الاحتفال بمحرم رمزيا في الجزائر، لأن الاحتفال الكبير يكون في العاشر من محرم (يوم عاشوراء)، ففي هذا اليوم تختلف الأطعمة والعادات اختلافا وكثيرا، وتُقسّم العشور والزكوات وتُذبح الذبائح.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)