محتجون يحاصرون مديريات التربية

عاشت أمس، مديريات التربية عبر الوطن، يوما عصيبا، بسبب احتجاج الراسبين في مسابقات التوظيف التي أعلنتها وزارة التربية الوطنية جويلية الماضي، مطالبين الوزارة الوصية بالتحقيق في هذه النتائج التي شككوا في نزاهتها، بعدما أفرجت أمس جل المديريات عن نتائج مسابقة توظيف الأساتذة في الأطوار التعليمية الثلاثة، بعد قرابة 20 يوما من الترقب، خاصة أن إعلان النتائج سبقته اتهامات متبادلة بين الوزارة الوصية ومديريات التربية من جهة وبين النقابات من جهة أخرى.ونقل مراسلو "البلاد"، أن مداخل مديريات التربية عبر الوطن، شهدت حالة تدافع مصحوبة بغضب شديد وسط الراسبين في المسابقة وانزعاجهم الكبير حيال المعايير المعتمدة التي تبنتها لجنة التصحيح من خلال ترجيح أسماء تخرجت سنة 2014 وإدراجها ضمن أوائل الناجحين، بينما تم إقصاء القدماء من النجاح، وهو ما تؤكده قوائم الناجحين التي علقت في داخل مديريات التربية.وطغى "الجنس اللطيف" على قوائم الناجحين في مسابقات التوظيف وبالتحديد في اللغة الفرنسية في الطورين الابتدائي والمتوسط، التي أظهرت نتائجها أسماء تخرجت سنوات 2012 / 2013 / 2014.وقد سارع ديوان وزير التربية الوطنية في بادرة لامتصاص غضب الراسبين في المسابقة، لتجميد قوائم الناجحين وإعادة ترتيب المرشحين مجددا اعتمادا على كشوف النقاط لسنوات الدراسة كلها سواء بالنسبة إلى الحاملين لشهادة ليسانس في التخصص أو حملة شهادات مهندس دولة وهي التعليمة التي مست كما هو معلوم 10 مديريات من أصل 50 مديرية عبر القطر الوطني، حيث بعثت هذه التعليمة أملا في إعادة غربلة القوائم التي قد تظهر بعض حالات التزوير في الشهادات وكشوف النقاط ومناشدتها المصالح الوصية بمنح الأولوية للخريجين القدماء لشعورهم بالظلم الذي مورس عليهم منذ فترات تراوحت بين 8 إلى 4 سنوات وأنهم ملوا من المحاباة والزمالة في التوظيف وإبدائهم حالة استياء نتيجة طغيان العنصر النسوي على قوائم الناجحين، كما استغرب عديد الناجحين من مضمون التعليمة رقم 2125 التي قد تحرمهم من النجاح في أعقاب تشديد رئيس ديوان الوزارة على إعادة دراسة ملفات المرشحين اعتمادا على كشوف النقاط والتدقيق في صحة الشهادات المودعة من قبل أصحابها. ووصف الناجحون هذه التعليمة بالغريبة كونها تتعارض مع قوانين التوظيف لأن المنشور الوزاري الحامل رقم 07 المحدد لمعايير الانتقاء في المسابقات على أساس الشهادات للتوظيف في رتب الوظيفة العمومية لم يحمل مرجعه الأساس بنودا هكذا بل ركز على كشف نقاط السنة الأخيرة من الدراسة دون السنوات الأخرى، وعليه هدد من وردت أسماؤهم ضمن قوائم الناجحين باقتحام مقر المديرية وتصعيد الاحتجاج في حال إلغاء نتائج المسابقة.