يقوم النسق الحزبي على مجموعة من المتغيرات التي تحدد شكله، طبيعته وتطوره. تنحصر هذه المتغيرات في الطبيعة الاجتماعية-السياسية للسلطة ،و في البنية الدستورية للدولة، كما يتحدد بالصراعات على السلطة و محاولات طمس المعارضة أو التحكم فيها ،لا يخرج النسق الحزبي في المغرب و الجزائر عن هذه المحددات، لأنه يجر ورائه ماضي سلطوي مليء بالصراعات ، ويجر ورائه تجربة النضال السياسي من أجل الاستقلال ، هذا الأمر حدد بشكل من الأشكال مستقبل النسق الحزبي في البلدين أي أحزاب متعددة مع الهيمنة التدريجية لحزبان قويان على الساحة السياسية ، و خلق ذلك معالم لنسق حزبي مستقبلي يفترض تحقيقه بعد الاستقلال، فنجح القائمون على جبهة التحرير ، في ترسيخ نسق حزبي يتوافق مع الهيمنة التاريخية لهذا الحزب، في وقت فشل حزب الاستقلال في فرض نفسه كقوة وحيدة في مغرب الاستقلال من خلال النسق الحزبي ، و كان لهذه الخيارات المتعاكسة نتائج متباينة على الممارسة الحزبية في البلدين ساهمت في عدم بلوغ الأحزاب السياسية الدور الذي يفترض أن تلعبه في الحياة السياسية .
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 14/07/2022
مضاف من طرف : einstein
صاحب المقال : - توازي خالد
المصدر : المجلة الجزائرية للسياسة العامة Volume 3, Numéro 2, Pages 129-147 2015-06-01