الجزائر

محامي الجماعات المسلحة يناشد بوتفليقة إدراج سالم في المصالحة الزيات يحمّل القرضاوي مسؤولية ملاحقة الجزائريين بسبب نشاطهم بالعراق


اتهم المحامي المصري منتصر الزيات شيوخ دين وأئمة ودعاة، من بينهم يوسف القرضاوي، بتحريض الشباب على الجهاد. ودعا الحكومات العربية، ومن بينها الجزائر، إلى محاسبتهم على أساس أنهم يتحمّلون مسؤولية المتابعات القضائية ضد الأشخاص الذين انخرطوا في جماعات مسلحة أو لهم صلات بشبكات تجنيد الجهاديين.
 صرَح منتصر الزيات الشهير بـ''محامي الجماعات الإسلامية'' لـ''الخبر''، بأنه يناشد الرئيس عبد العزيز بوتفليقة تمكين المصري ياسر سالم من تدابير قانون المصالحة الذي استجاب بموجبه أكثر من 2200 سجين متهم بالإرهاب، من الإفراج أومن إبطال المتابعة القضائية.
ورافع الزيات، أول أمس، لصالح ياسر سالم بمحكمة الجنايات بالعاصمة، التي خفّضت عقوبته من السجن 15 سنة إلى 9 سنوات. وخفّضت عقوبة السجن مدى الحياة، إلى 15 سنة لكل من الحاج محمد نعاس ولحمر عواد، وهما متهمان في نفس القضية التي تتضمن وقائع كثيرة، من بينها تمويل سفر عدة أشــخاص إلى العراق بغرض قتال القوات الأمريكية، والانتماء إلى جماعات إرهابية وتهديد أمن الدولة.
ومعروف أن الملف عاد إلى المحكمة الجنائية، بعدما وافقت المحكمة العليا على طعن بالنقض تقدّم به محامو المتهمين الثلاثة، عقب الأحكام الابتدائية الصادرة في 2007 التي اعتبروها ثقيلة.
وذكر منتصر الزيات بأنه يحمّل رجال دين وشيوخ وأئمة ''المسؤولية في دفع الشباب إلى ساحات الجهاد وتحريضهم على القتال خارج بلدانهم، فأولى بالحكومات العربية أن تحاسب هؤلاء المشايخ، وليس الشباب المغرر بهم''. وأضاف: ''لقد دعا الشيخ يوسف القرضاوي إلى الجهاد ضد القوات الأمريكية في العراق، فلماذا نحاسب فقط الشباب الذين لبّوا هذا النداء؟ صحيح أنهم أخطأوا ولكن المسؤولية يتحمّلها بعض رجال الدين أيضا''. ولأول مرة يُسمع فيها الزيات يشن هجوما على مواطنه القرضاوي، في شأن يتعلّق بالجزائر. ويُعتبر القرضاوي من الشخصيات التي تملك حظوة خاصة لدى بوتفليقة.
وكان الزيات، وهو يتحدث عن الجهاديين، يقصد ياسر سالم بالتحديد، الذي وُجّهت لهم تهم عديدة من بينها ربط صلات مع شبكات في سوريا متخصصة في إيفاد شباب إلى جبهات القتال في العراق، وتمويل سفر جزائريين لتحقيق هذا الغرض.
وقال منتصر إنه ''يرجو من الرئيس الجزائري باسم ثورة مصر بأن يشمل الرعية المصري ياسر سالم، بالمصالحة باعتباره جزائري الهوى''. مشيرا إلى أن ياسر الذي يقيم بالجزائر منذ 18 سنة، متزوج من ثلاث جزائريات وله منهن أطفال. وتابع المحامي العضو السابق بمجلس نقابة المحامين المصريين: ''هذا المصري كغيره من آلاف الشباب العرب أخطأوا، ولكن هي أيضا خطيئة المؤسسات الرسمية والدينية. وإذا قررت الحكومات محاسبة الذين زجّ بهم إلى أفغانستان والعراق، فينبغي أيضا محاسبة الدعاة الذين حرّضوهم ووضعوهم تحت رحمة تنظيم القاعدة''. داعيا إلى ''الرأفة والرحمة بهؤلاء الشباب، فالجزائر عفاها الله من الإرهاب وتخلّصت منه، فيرأف رئيسها بالمصري سالم وبكل الشباب المغرر بهم''.
وليس خافيا على متتبعي ملف شبكات إيفاد المقاتلين إلى العراق، بأن المكلفين بالتجنيد تصرّفوا بناءً على فتاوى شرعية اعتبرت قتال القوات الأمريكية واجبا دينيا. ولمحاولة تحطيم هذه التهمة عن سالم، أحضر محاموه إلى جلسة المحاكمة شابا جزائريا ورد اسمه في محاضر التحقيق على أنه كان من بين الذين سعى سالم إلى تجنيدهم. ويقول الشاب بأنه لم تكن له أبدا نية في السفر إلى العراق.