أعطى الرئيس الموريتاني، محمد ولد عبد العزيز، إشارات إيجابية عن ترحيل رئيس مخابرات القذافي، العقيد عبد الله السنوسي، إلى السلطات الليبية، حسب ما كشف عنه مصطفى بوشاقور
نائب رئيس الحكومة الليبية.
بعد لقائه أمس بالرئيس الموريتاني، الذي التزم الصمت ولم يدل بأي تصريح عقب اللقاء، أعلن مبعوث الحكومة الليبية على عجل عن حصوله على وعد بتسليم السنوسي لسلطات طرابلس. وقال بوشاقور في هذا الشأن شكرنا الرئيس الموريتاني على شجاعته في توقيف السنوسي، وهذا جميل يسديه للشعب الليبي، وكما تعلمون فالسنوسي هو الرجل الثاني بعد القذافي، وهو ليبي إذن، والشعب يريد رؤيته لمحاكمته . وقبل ذلك، كان الرئيس محمد ولد عبد العزيز قد استقبل، أول أمس، السفير الفرنسي بموريتانيا ايرفي بيزانسنوت ، على خلفية توقيف عبد الله السنوسي، وطلبت باريس تسليمه لها، لمحاكمته في قضية مقتل فرنسيين عام 1989، إثر تفجير طائرة آنذاك.
وفي سياق الجدل المتصاعد بشأن توقيف الرجل القوي في نظام القذافي، أصدرت منظمة العفو الدولية بيانًا طالبت فيه موريتانيا بتسليم السنوسي إلى المحكمة الجنائية الدولية دون تأخير. وقالت المنظمة في بيانها إن السنوسي مطلوب في الجنائية الدولية على خلفية الاتهامات الموجهة له بأنه كان مسؤولاً عن جرائم ضد الإنسانية، ومنها القتل والاضطهاد والتعذيب الذي شهدته ليبيا على مدار العام الماضي . وعلقت أمنيستي على الطلب الفرنسي بتسليمه بالقول أن الجرائم ضد الإنسانية تعتبر جرائم ضد المجتمع الدولي بأكمله، وبالتالي يجب أن تكون مذكرات الاعتقال الصادرة عن الجنائية الدولية في مثل هذه الجرائم لها الأولوية.
في المقابل طالبت أحزاب قومية موريتانية بعدم تسليم السنوسي للحكومة الليبية أو محكمة الجنايات الدولية، وقالت الأحزاب في بيان مشترك لها، إنها تناشد الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز انطلاقا من حسه القومي وشعوره الإنساني المنحاز للمستضعفين، عدم الانصياع للإملاءات الخارجية التي تجعل من موريتانيا مكانا للتخلص من الملفات الدولية الشائكة وعدم تسليم السنوسي وترك الحرية له في اختيار وجهته . وقال البيان إن قادة مجرمي الحرب في أمريكا وبريطانيا وفرنسا وإيطاليا وألمانيا الذين قتلوا ملايين الأبرياء في العراق وأفغانستان وليبيا واليمن والبحرين ليسوا مؤهلين لإقامة المحاكمات العادلة .
من جهة أخرى، أعلن محاميان موريتانيان، محمد ولد أحمد بمبا ومحمدو بن محمد المختار، استعدادهما للدفاع عن العقيد عبد الله السنوسي أمام المحاكم الموريتانية والدولية. وانتقد المحاميان توقيف رئيس مخابرات القذافي، محذرين من مغبة تسليم السنوسي للمحكمة الجنائية الدولية، بسبب أن موريتانيا لا تربطها أية اتفاقية ملزمة في هذا الشأن.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 21/03/2012
مضاف من طرف : sofiane
صاحب المقال : الجزائر: رمضان بلعمري
المصدر : www.elkhabar.com