الجزائر

محاكمة مبارك.. رسائل ''أم الدنيا''



تتجه أنظار ملايين المصريين اليوم ومعهم ملايين البشر من غير المصريين لمتابعة واحدة من المحاكمات الشعبية التي سيبقى التاريخ شاهدا عليها. إنها محاكمة الرئيس المخلوع حسني مبارك ونجليه جمال وعلاء. طبعا لا مجال للمقارنة بين محاكمة الرئيس العراقي الراحل صدام حسين وبين محاكمة مبارك، رغم الاهتمام السياسي والإعلامي العالمي بهما. فالرئيس صدام حوكم تحت إمرة الاحتلال الأمريكي، أي محكمة احتلال، أما مبارك فهو يحاكم تحت ضغط الشارع المصري الذي لم يتوقف عن محاصرة المجلس العسكري من كل جانب، رغم محاولات رجال العسكر في مصر تجنب إهانة رفيق درب سابق، فمبارك في النهاية رجل عسكري ذو رتبة عالية وكان رئيسا للبلاد.
لكن ما هي الرسائل التي يمكن قراءتها في هذه المحاكمة التاريخية: أول رسالة هي رسالة تحذير موجهة لمرشحي الرئاسة في مصر المستقبل، لأن مبارك قبل عام كان فرعون زمانه لكنه اليوم مجرد مواطن مصري في شتاء العمر لا يحمل معه إلا اسمه الثلاثي محمد حسني مبارك.
ثاني رسالة هي رسالة موجهة لكل حاكم عربي ظلم شعبه ولا يريد الاعتراف بقوة الشعب الحقيقية في التغيير بعيدا عن التدخلات الأجنبية المشبوهة.
ثالث رسالة في محاكمة الرئيس مبارك هي موجهة للعالم الغربي الذي ما زال يستهين بقدرة الشعوب المقهورة على قول لا لكل الاستراتيجيات الغربية التي تفسر الديمقراطية وفق مصالحها وتدعم الأنظمة الديكتاتورية على حساب الشعوب، فتسقط نظاما وتعلي آخر.
الرسالة الرابعة موجهة بالأساس إلى الشعب المصري نفسه بأن يكون متحضرا وألا يحول محاكمة مبارك إلى مناسبة لشتمه وربما التأثير في مجرى المحاكمة من خلال التظاهر مرة أخرى في ميدان التحرير للمطالبة بأشياء أخرى، قد تميّع مكاسب الثورة المصرية الثانية ، التي تبقى لحد الآن نموذجا فريدا من نوعه في كل شيء. وإذا كان العالم قد اعترف لمصر منذ زمان بأنها أم الدنيا فقد حان الوقت ربما لتثبت أحقيتها بالتشريف الإلهي بذكر اسم مصر في القرآن الكريم. 

belramddz@yahoo.fr


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)