محاضرة للدكتور محمد الصافي صاحب «مفاتيح النجاح» تشريح للتقنيات اللغوية الموظفة في الأسلوب القرآني

استعرض الدكتور محمد الصّافي نائب مدير مدرسة بدبي (الامارات العربية) مختصّ في التّنمية البشرية. في المحاضرة التي ألقاها على هامش مسابقة « الماهر بالقرآن» التي تنّظمها أسبوعيا في هذا الشهر الفضيل جمعية مولود قاسم بدار الثقافة لسيدي بلعباس روائع الإعجاز البياني في القرآن الكريم كاشفا عن جملة من التقنيات اللغوية الموظّفة في الأسلوب القرآني بغرض اعطاء دلالات وأسرار دقيقة جدّا من ذلك التقنية المتعلّقة بعلم البديع المعنوي والتي يسميها العلماء بالاحتراس. فالله سبحانه وتعالى يعطي آية كريمة ثم يعطي تعليقا لها كي نحترس نحن من خلاله للمعنى وعلى سبيل المثال: فالنّملة قالت لأخواتها النّمل كما ورد في سورة النّمل «لايحطمنكم سليمان وجنوده وهم لا يشعرون» والمعنى أن سليمان لايريد تحطيمكم. وقد يحطمكم هو وجنوده وهم لا يشعرون. احتراس يشيرإلى أن سليمان ليس ظالما ولا متعديا. والاحتراس تقنية من تقنيات القرآن الكريم.ليتدرج المحاضر إلى إبراز تقنية أخرى تخص الإظهار بدل الإضمار (المستتر) مفيدا بأن الكلمة في الآية الكريمة تأتي أحيانا مظهرة والمفترض في السّياق أن تكون مضمرة مستدلا بالآية القرآنية «واتقوا الله ويعلمكم الله» فالله اسم الجلالة ظهر للمرّة الثانية في نفس الجملة والإظهارهن بدل الإضمار جاء للدّلالة القرآنية. وهناك أيضا تقنية أسلوب الحكيم في القرآن الكريم. ويتعلق الأمر هنا عندما يقابل المخاطب بغير ما يترقب. كما جاء في ردّ رسول الله صلى الله عليه وسلم على سؤال أحد سألته متى السّاعة؟ بقوله ماذا أعددت لها؟ حيث أعطاه سؤالا بدل جواب وهذا يسمى بأسلوب الحكيم في التربية وهو موجود أيضا في القرآن الكريم. منتهيا بالقول: هناك تقنيات عديدة في هذا المجال وهي مفاتيح لغوية تسمى علم البيان وعلم البديع الغاية منها التقريب من النّص القرآني واستيعابه أكثر.
للإشارة فإن للدكتور مجموعة من الكتب القيمة أبرزها مؤلف «مفاتيح النجاح»