يتساءل المتتبعون للشأن الإقتصادي في الجزائر عن الدور الذي يحاول أن يلعبه مجمع هيونداي الكوري الجنوبي في زعزعة الإستقرار لدى الشركات العمومية والخاصة في الجزائر، رغم أن هذا البلد كثيرا ما يقف بعيدا عن فكرة التدخل في الشؤون الداخلية للبلدان سواء كان الأمر متعلقا بالسياسة أو الإقتصاد.
والقضية الأولى التي أثارت انتباه المتتبعين للشأن الإقتصادي هو اللعبة الخبيثة التي لعبها المجمع الكوري هيونداي للإنشاء مع شركة "سيمانس" الألمانية على حساب قضية الشعب الصحراوي، فالشركة الألمانية سيمانس أدارت ظهرها للشرعية الدولية وقررت الإستثمار في الأراضي الصحراوية المحتلة من قبال الغزاة المغاربة، وأنشأت على هذه الأراضي محطة ضخمة لتوليد الكهرباء باستعمال الطاقة الشمسية ينتفع بها المخزن وجنرالات البلاد المغربي.
وبدل أن يتضامن المجمع الكوري مع الشعب الصحراوي ويقاطع منتوجات الشركة الألمانية، ذهب إلى ذهنية التحدي للشعبين الجزائري والصحراوي، فأبرم صفقة لشراء معدات من سيمانس من أجل إنشاء محطة توليد الطاقة الكهربائية لعين أرنات بسطيف بقيمة خيالية، أي أن الكوريين ساعدوا الألمان على الحصول على الأموال من الجزائر واستثمارها في الأراضي الصحراوية المحتلة.
حتى ربراب لم يسلم من شرهم
أمام سكوت السلطات على ما يقترفه مجمع هيونداي الكوري في الجزائر، ذهب أصحابه إلى محاولة تغيير الخارطة الإقتصادية في الجزائر من خلال إقامة منافسة غير قانونية بين مجمع ربراب وشركة "تيزيري" لتسويق عتاد الأشغال العمومية، وبرغم المجهود الذي بذله ربراب لعقدين من الزمن من أجل تطوير وتوسيع شبكة هيونداي على التراب الوطني، فإن المجمع الكوري قرر منح لشركة تيزيري الكائن مقرها ببجاية حق توزيع العتاد بعدما كانت مجرد وكيل معتمد عند ربراب، وهنا يتجلى للعيان أن الكوريين يسعون إلى إنشاء شبكة موازية وإقامة تنافس غير شريف بين ربراب وشركة تيزيري.
رمز للفساد والرذيلة
وكنا قد ألفنا القول إن الشركات الكورية بعيدة نوعا ما عن الفساد والرشوة فإن النظرية لا تنطبق على مجمع هيونداي، الذي أدين رئيسه شونغ مونغ كو في 2007 من قبل العدالة بتهمة الفساد، حيث قام بتحويل مبلغ 96 مليون دولار أمريكي من حسابات مجمع هيونداي موتورز من خلال حسابات بنكية وهمية، وكان ينوي استعمالها من أجل شراء ذمم المسؤولين السياسيين والإستفادة من امتيازات حكومية بغير وجه حق. وللمتتبعين لنشاط هذا المجمع في الجزائر، يكفي الوقوف بالقرب من مقرهم ومتبعة حركة الحسناوات دخولا وخروجا للتأكد من أن المقر غير بريء عن المفاسد والرذائل بكل أنواعها.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 29/01/2013
مضاف من طرف : presse-algerie
صاحب المقال : م جمال
المصدر : www.essalamonline.com