الجزائر

مجلس شورى حمس يجتمع نهاية الأسبوع هاجس حزب غول يخيم على أشغال الدورة



مجلس شورى حمس يجتمع نهاية الأسبوع                                    هاجس حزب غول يخيم على أشغال الدورة
يعقد مجلس الشورى الوطني لحركة مجتمع السلم نهاية الأسبوع الجاري دورته العادية لمناقشة العديد من القضايا السياسية والتنظيمية، من أبرزها إستئناف عملية تقييم نتائج الإنتخابات التشريعية للعاشر ماي الماضي وتداعياتها على مستقبل الحركة، علاوة على التحضير لتأطير موقف الحركة من الإنتخابات المحلية المقررة الخريف القادم. كما ينتظر أن يطرح أعضاء المجلس للنقاش الموقف الذي إتخذته الحركة بخصوص عدم المشاركة في الحكومة وما ترتب عنه من تطورات وتحركات لم يتردد الكثير من المتتبعين من وصفها بحالة "الإنشقاق" داخل البيت "الحمسي".
وتجمع عامة التقارير المتابعة للتطور الحاصل في حركة مجتمع السلم منذ الإعلان عن نتائج الإنتخابات التشريعية لل10 ماي 2012، وما تلاها من تحركات سياسية قادها نواب الحركة وشركاؤهم في تكتل الجزائر الخضراء بمبنى المجلس الشعبي الوطني يوم تنصيبه الرسمي في 26 ماي الماضي ثم بعدها ما أثير من حديث حول تحركات جانبية لبعض إطارات الحركة وفي مقدمتها وزير الأشغال العمومية السابق السيد عمار غول الذي يسعى حسب ما نقلته بعض الأوساط الإعلامية -دون تأكيد أو نفي من المعني- إلى الإنشقاق عن الحركة وتشكيل حزب سياسي جديد، على أن أهم نقطة سيتناولها إجتماع مجلس الشورى للحركة في دورته العادية المقررة أيام 26، 27 و28 جويلية الجاري بفندق الرؤوف بسطاولي بالعاصمة، هي إعادة ضبط الأمور المترتبة عن هذه التحركات الفردية، بداية من تأكيدها أو نفيها، على إعتبار أنه لحد الآن كل ما أثير حول الحزب الجديد المزعوم الذي يريد عمار غول ومؤيديه تأسيسه، "يبقى مجرد كتابات في الصحف" حسبما أسرته لنا مصادر من داخل الحركة.
بل أكثر من ذلك فقد لجأت إطارات الحزب التي وردت أسماؤها في بعض الجرائد ضمن ما وصف بقائمة الأعضاء المؤسسين للحزب الجديد، إلى تبرئة ذمتها مما أشيع حولها، وما نسب إليها بخصوص شق صف الحركة والتطاول على مؤسساتها، وجددت في البيان الذي أصدره المكتب التنفيذي الوطني عشية شهر رمضان الجاري التزامها بقرارات الحركة وأطرها التنظيمية، داعية إلى "التواصل مع مؤسسات الحركة وهياكلها لأخذ المعلومات من مصادرها الرسمية".
والمثير في مسألة هذا الحزب الجديد الذي يهدد مستقبل حمس ووحدتها ويعرضها إلى التشرذم وإلى الإنشقاق من جديد بعد أن سبق لها وأن إنقسمت على بعضها وخرجت منها حركة التغيير، أن المعني بالأمر نفسه عمار غول لم يعلن صراحة عن سعيه إلى تشكيل حزبه، وتم الإكتفاء في تأكيد مسعاه بما كتبه على صفحته الإلكترونية على موقع "فايسبوك" من كونه يتابع بإهتمام ما أثير من نقاش حول فكرة تأسيس حزب جديد ودعا المتواصلين معه إلى توسيع هذا النقاش وطرح ما لديهم من أفكار حول الأهداف التي يمكن أن يحملها الحزب المحتمل تأسيسه، لكنه لم يعلن بصريح العبارة بأنه سيجسد الفكرة.
غير أن حديث إطارات الحركة وحتى رئيسها السيد أبو جرة سلطاني في بيان "تبرئة الذمة" عن "تحركات خارج الأطر التنظيمية للحركة" يوحي بوجود تحركات فردية لا تبعث إلى الإرتياح، مهما كانت الطريقة والأساليب التي تعتمدها هذه التحركات، ففي حال تأكد سعي غول إلى تشكيل حزب جديد فذلك سيعرض الحركة إلى إنشقاق من جديد، لا سيما في ظل تزايد زمرة المؤيدين لوزير الأشغال العمومية السابق، أما في حال إتضح بأن كل ما أثير لم يكن سوى كتابات وأقوال عابرة لسد حالة الفراغ التي تشهدها الساحة السياسية في البلاد، فستبقى المسألة بمثابة إنذار لكل الذين ثاروا على مبدأ المشاركة في الحكومة، وإعترضوا على عودة وزراء الحركة إلى الفريق التنفيذي المرتقب تشكيله مستقبلا، وهو ما قد يضعف موقف أصحاب خيار المقاطعة وفي مقدمتهم رئيس الحركة الذي قد يواجه وضعاً أكثر تعقيداً في المستقبل، في حال عدم تدارك الوضع بقرارات أكثر إتزان تراعي رغبات كل إطارات الحركة ومناضليها دون إقصاء.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)