قبل ظهور الثورات العربية حاول اليمن بقيادة رئيسه المخلوع عبد الله صالح استجداء دول الخليج كي يمنحوا بلاده مكانا في مجلس التعاون الخليجي، من باب الأخوة والجيرة والدين والمصير المشترك، إلا أن دول الخليج رفضت المقترح وسخرت منه لأنها تقبل العضوية بناء على الثروات، ونوع نظام الحكم ولا تفكر في المستقبل ولا للتغيرات الجيوسياسية في المنطقة، وبعدها بمدة قصيرة قبلت ممالك الخليج مملكة المغرب كعضو في مجلس التعاون الخليجي، ولكم أن تتصورا شعور الرئيس المخلوع حين يتم رفض بلاده كعضو في مجلس التعاون الخليجي احتقارا لليمن، واستصغار له، بينما يرى بلاد عربية أخرى حتى وان في أقصى غرب الدنيا يفسح لها المجال لتكون عضوا في " المنتدى الخليجي" لأنها فقط مملكة، اليوم دول الخليج تتهم صالح بمساعدة الحثويين وبالتالي مساعدة إيران على احتلال اليمن، وبدلا من ان يصبح اليمن الشقيق رغم فقره حتى وان لم يكن فيه حكما ملكيا كالمغرب شقيقا للخليجيين صارا عدوا بعد أن صارت إيران جارة في الشمال والجنوب لدول الخليج، فما الذي كانت تنتظره دول الخليج من الرئيس المخلوع؟ هل كانت تعتقد أنه سيلجأ إليها هاربا مثلما فعل زين العابدين بن علي؟ أم تراها كانت تعتقد أنه سيلجأ لها طلبا للمساعدة ليعود الى الحكم؟الرئيس صالح حتى وان اخطأ باعتماده على الحوثيين وايران، إلا أن ردة فعله طبيعية فهو قبل كل شيء انسان ولا يمكن ان يفوت فرصة انتقام حتى وان كانت ضد مصالح بلاده، فالرؤساء العرب حين يتم خلعهم من الحكم سيكون شعارهم " أنا وبعدي الطوفان" فقد أغلقت دول الخليج كل ابوابها في وجهه ولم تمنحه حتى شرف ان تكون بلاده مجرد عضو ملاحظ في مجلس التعاون الذي صار مع الاسف يتعاون على شر العرب، اليوم هاهي نفسها هذه الدول تتهم صالح وتطالب بارجاع الشرعية وتسليم الحوثيين الحكم للنظام السابق بقيادة عبد ربه منصور، وكأن إيران ومعها جماعة الحوثي غبية غباء العرب من المحيط الى الخليج للحد الذي تتنازل فيه عن صيد ثمين ما كانت لتحققه لو احتوت دول التعاون الخليجي اليمن وضمته في اتحادها، لكن اليوم الدول الشقية تريد اسعاد اليمن، واليمن السعيد مع الأسف تأكد أن سعادته مع إيران حتى وان تغير كل شيء في اليمن السعيد من العقيدة الى التاريخ والجغرافيا. فمبارك لإيران تراسها قريبا مجلس التعاون الخليجي . وقريبا أيضا سيصبح مجلس التعاون الفارسي .
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 08/12/2014
مضاف من طرف : presse-algerie
صاحب المقال : المسار العربي
المصدر : www.elmassar-ar.com