في السويد، يبني البشر للطيور أعشاشا على شكل بيوت بشرية، لتسكنها الطيور في الشتاء لحمايتها من الصقيع. وفي صحراء العرب القاحلة، يبني الإماراتيون بيوتا مكيفة حتى للحيوانات لحمايتها من الحر الشديد.
الجو العام لمدينة دبي لا يختلف في حرارته عن جو وادي الناموس عندنا في الجزائر، لكن الإنسان في دبي يختلف عن الإنسان في الجزائر، بل حتى المكان أصبح غير المكان، ولولا حرارة صحراء الثلث الخالي لما أحسست بأنك في بلد صحراوي درجة حرارته تصل إلى 50 درجة في الظل في الأحوال العادية.
في دبي، الحياة المكيفة مست كل شيء، حتى موقف الحافلات أصبح هو الآخر مكيفا، حيث تنتظر فيه الحافلة وأنت في درجة حرارة قطبية وسط جهنم، وحتى الممرات المخصصة للمشاة بين شارع وآخر وعبر الطرق السريعة مكيفة هي الأخرى.
حالة دبي الأمنية أصبحت تشبه حالة الجزائر الأمنية في الستينيات والسبعينيات، حيث يشتاق السائر في الطرقات السريعة وغير السريعة لرؤية حواجز أ منية، فالشرطة لا وجود لها بالعين المجردة، ولكن الأمن مستتب.. والشرطة في هذا البلد ترى ولا تُرى.
منذ أيام، زار وزير الداخلية الجزائري والمدير العام للأمن الوطني دبي، وقلنا وقتها ماذا سيفعل وزير الداخلية ومدير الأمن بمثل هذه الزيارة؟ لكن الطريقة التي يسيّر بها الأمن في هذه المدينة تستحق فعلا الزيارة، بل ويجب أن يستفيد الجزائريون من تجربة هؤلاء في صيانة الأمن العام بطريقة جدية.
نعم، الإمارات لم تعد فقط دولة الأبراج العالية والتجارة الرائجة والأمن المستتب، بل أصبحت بالفعل حكومة إلكترونية، حكومة تسير الحياة العامة في جميع مناحيها بواسطة الشرائح.. وهم يعملون على أن ينتقلوا من الشرائح إلى البرغوث الإلكتروني.. ونحن في وادي الناموس مازلنا في حالة كفاح ضد الناموس الحقيقي والبرغوث الحقيقي.
في سنة 1985، دخلت إلى رئيس وزراء السويد باستعمال البطاقات الإلكترونية في فتح أبواب مكتبه، وتعجبت وقتها من مستوى العصرنة التي وصلت إليها السويد، لكن في الإمارات، الآن كل شيء يسير بالشرائح والبرغوث، فالحياة أصبحت شريحة وبصمات إلكترونية وبصمات عين.. وحتى الضرائب تجمع بالشرائح.
هل حقا الرئيس بوتفليقة اشتغل عند هؤلاء مستشارا؟؟ وبماذا أشار عليهم.. أترك لكم الإجابة.
[email protected]
تاريخ الإضافة : 15/05/2013
مضاف من طرف : presse-algerie
صاحب المقال : سعد بوعقبة
المصدر : www.elkhabar.com