مجاهدون حاولوا إعلان الثورة المسلحة سنة 1943 بجبال الطاسيلي

“قائدها سجن مع الزعماء التاريخيين الخمس المختطفين على متن الطائرة في أكتوبر 1956”
تعجب المجاهد بن منصور، أبوبكر كيف للتاريخ ألا ينصف بعض أبنائه الأبطال، وكيف لا يسعى المؤرخون والإعلاميون لكتابة التاريخ من أفواه صناعه قبل الرحيل، وأبى ابن مدينة ورقلة الذي لا يزال يحتفظ بآثار 17 رصاصة في جسمه إلا أن يقدم شهادة تاريخية حية عن احد مجاهدي المنطقة الذي رحل بداية التسعينات، ولم يذكره التاريخ، رغم أنه كان السباق لمحاولة إعلان الثورة سنة 1943 وسجن مع الزعماء التاريخين الخمسة المختطفين على متن الطائرة المتجهة من المغرب إلى تونس لدراسة القضية الجزائرية في أكتوبر 1956.

يقول المجاهد في شهادته لـ”الفجر”، إن الجزائريين خططوا للثورة المسلحة قبل انطلاقتها الفعلية في نوفمبر 1954، مؤكدا أن عمه المدعو عبد القادر بوجمعة قام رفقة مجموعة من رفاقه سنة 1943 صعدوا إلى جبال الطاسيلي بين اليزي وجنات لإعلان الثورة بعد قتل الضابط المسؤول عليهم، ونجحوا في تهريب كميات من الأسلحة والذخيرة المهربة من الجيش الفرنسي لكن قلة التخطيط والتنظيم لم يكتب النجاح للمبادرة بعد أن طوق الجيش الفرنسي المنطقة بكاملها واستعمل كل الأساليب لإقناعهم بوضع السلاح والاستسلام.

ويضيف المجاهد، أن عدد هؤلاء المجاهدين فاق 12 عنصرا من بينهم 10 من ولاية ورقلة من الشعانبة والآخرين من التوارق، بعضهم توفي ويعضهم فر إلى الأراضي الليبية، وما زال اثنان منهما على قيد الحياة ليومنا هذا.وحسب شهادات المجاهد، أن المجاهد عبد القادر الذي انتقل إلى رحمة الله بداية التسعينات حكم عليه العدو بقرابة 20 سنة كاملة قضاها متنقلا بين سجونها في الداخل والخارج ولم يفرج عليه إلا مع الاستقلال، ويذكر المتحدث أن عمه سجن مع الزعماء الجزائريين الخمسة المختطفين على متن الطائرة المتجهة من المغرب إلى تونس لدراسة القضية الجزائرية في أكتوبر 1956 لكن التاريخ أنصف بن بلة وايت احمد ومحمد خيضر ومحمد بوضياف والمكلف بالإعلام مصطفى الأشرف، داعيا في سياق كتاب التاريخ إلى الاهتمام بالمجاهدين لتدوين شهاداتهم قبل أن يرحلوا.