الجزائر

مثالية منديلا التي حجبت عقاب مجرمي الأبرتايد



مثالية منديلا التي حجبت عقاب مجرمي الأبرتايد
بعيدا عن الصورة المثالية والأسطورية التي حيكت حول الزعيم الجنوب افريقي "نيلسون مونديلا"... ذلك المسامح الذي ارتقى إلى اقصى درجات الإنسانية وصفح عن سجانيه ومن قتل ونكل بأبناء جلدته، وبحكمته رسى ببلده إلى بر السلام بعد سنوات من الحرب، الظلم والإستعباد.وبغض النظر عن مكانة الرجل وتأثيره سواء في بلده أو العالم قاطبا، كانت للمخرج "كالو متابان" نظرة أخرى وشجاعة في تناول هذا الرمز المقدس في بلده من زايوية أخرى بعيد عن المثالية وبكثير من الواقعية، حينما طرح في فيلمه الوثائقي " "أنا ونيلسون منديلا" " إشكالية "هل من العدل التغاضي عن جرائم الانسان الابيض ضد الافارقة... والسمو عبر التحلي بما كان يحمله مونديلا من افكار سمحة، متغاضين عن الجرائم البشعة؟... هل من الحق الطلب من ألاف الضايا العفو هكذا وفقط؟ ... من ينتقم لهؤلاء ويعيد لهم حقهم؟ المخرج "كالو متابان" ومن خلال فيلمه كان صوتا لفئة لامت ولا تزال، الزعيم نيلسون منديلا حينما سامحا هكذا وبكل بساطة عن مرتكبي الجرائم ضد السود بجنوب افريقيا خلال حقبة ساد فيها التمييز العنصري وسلب من سكان الارض الاصليين ادنى حقوقهم. الفيلم الذي عرض ضمن فئة الافلام الوثائقية، أمس الاول الاحد بقاعة الموقار وفي اطار فعاليات مهرجان الجزائر الدولي الخامس للسينما، عرج على الإرث الذي تركه الزعيم مونديلا بعدما انتقل من الكفاح المسلح إلى لغة السياسة والمصالحة، العمل دام 86 دقيقة ممثلا لمشاركة جنوب افريقيا والمانيا في المهرجان. وبلمسة فنية وتصور جمالي ذكي تمكنصاحب السيناريو و المخرج "كالو متابان" من ان يوثق لجانب تغاضى عنه الكثير حول "نيلسون" وبعيدا عن النقد وبكثير من الاعتراف والاعتزاز بهذا الرمز، تجرأ صاحب العمل على تبني صوت من يزالون يطالبون بمحاسبة من أذنبوا. المخرج سلط الضوء على مختلف مراحل كفاح ومسيرة مونديلا إلى غاية تقلده حكم البلاد... لكن من زاوية بعيدة عن المؤلوف و التبجيل، من خلال طفل (وهو المخرج في طفولته) تخيل منديلا على انه المنقذ، ورسمه له شخصية اسطورية لا تقهر، قوية البنية تملك ثلاثة أعين مفتولة العضلات، ستخرج يوما ما من السجن وتثأر لكل ذي بشرة سوداء في جنوب افريقيا تعرضت للظلم، القهر والتنكيل بسبب لون بشرتها، لكنه أصيب بالإحباط يوم أطلق سراح الزعيم جنوب افريقي، وشاهد ذلك الانسان العادي عبر التلفزين ضعيف البنية وذو يدان اثنان كسائر الخلق، وما زاد الطين بلة تكلمه عن السلام مقابل الفصح عن كل مجرم ومهما كانت خطيئته... هي في الأخير نظرة أخرى للزعيم جنوب افريقي يتبناها العديد ممن فقدوا ذويهم أو تضرروا من فترة الابرتايد، لا زالو لليوم يأملون القصاص وحتى الانتقام. الفيلم الوثائقي "أنا ونيلسون منديلا" وثق لعديد الشهادات حول هذا الرمز على غرار مهندس السياسة الخارجية الأمريكية "هنري كيسنجر"، الجنرال ووزير الخارجية الأمريكي السابق "كولن باول"، رفقة أحد القادة البوذيين " الدالاي لاما".




سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)