استطاعت القوى الكبرى أن تخوض حروبا طاحنة وتجرب أسلحتها دون أن تخسر جنديا واحدا في الميدان، ولم يكن الميدان سوى الأرض العربية التي صارت ميدان تدريب سواء في سوريا او العراق او اليمن أو ليبيا، ومع الأسف ترسانة السلاح المخزن في روسيا أو الولايات المتحدة الأمريكية وباقي البلدان الطفيلية، لم تجد سوى الأجساد العربية لتكون بمثابة فئران اختبار، ففي سوريا تجرب روسيا أسلحتها على الأطفال والنساء وكل من لا حول ولا قوة له، بدعوى محاربة تنظيم داعش الإرهابي، ولكن داعش ما يزال يتحرك في الارض السورية طولا وعرضا، وفي ليبيا استطاعت بريطانيا وفرنسا أن تبيع خردتها من الأسلحة القديمة للمليشيات المتصارعة هناك حول حطام بلد انتهت فيه كل معالم الحضارة وأثار الدولة، في العراق فتحت الولايات المتحدة الأمريكية سوقا جديدا قديما لها واستثمرت في أموال نفط الشعب العراقي، وباعت خردتها القديمة التي صنعتها بأموال العرب من الأسلحة او حتى من العتاد المدني الذي لا طائل منه للحكومة العميلة التي تبيع هي بدورها وتشتري في الضمير، وصار حتى المسؤولين فيها يعترفون في القنوات التلفزيونية بأنهم يقبضون عمولات ورشاوي، والأمر بالنسبة لهم عادي بما أن الكل يأخذ عمولة على حد قول أحد المسؤولين العراقيين في تصريح له لإحدى القنوات العراقية وليست حتى الأجنبية. هكذا إذا عاد الاستعمار من جديد ولكنه هذه المرة يستعمرنا دون أن يخسر ارواح جنوده أو يهدر ماله، بل يستعمر البلاد العربية بأيدي عملائه من العرب، ويجني أرباحا من أموال الشعوب العربية، ولم يبق للعرب سوى التوقيع على شهادة وفاتهم كما تنبأ بذلك الشاعر العربي الكبير نزار قباني حين تساءل .. متى يعلنون وفاة العرب ؟
تاريخ الإضافة : 07/02/2016
مضاف من طرف : presse-algerie
صاحب المقال : المسار العربي
المصدر : www.elmassar-ar.com