الجزائر

متى يصبح رمضان فرصة للتصالح مع ديننا؟



متى يصبح رمضان فرصة للتصالح مع ديننا؟
كلما حل شهر الصيام تتجدد الكثير من التساؤلات ولعل من أهمها هي كيف تحول هذا الشهر الكريم من شهر الرحمات والتسامح إلى شهر التفجيرات والاعتداءات تحت مسمى (الجهاد) ومن الذي أفتى لأولئك السفهاء أن جرائمهم الدموية تقربهم من الله زلفى فأصبحوا يجتهدون ما استطاعوا لقتل أكبر قدر من الناس في هذا الشهر؟ رغم أن ديننا الحنيف يأمرنا بصريح النصوص القرآنية والأحاديث النبوية الشريفة إلى الإكثار من الخير وفعله والى التراحم والإخاء والتضامن.إن التصرفات الشاذة والإجرامية لتلك الجماعات الإرهابية التي تزداد خلال هذا الشهر المبارك تدعو كل المشايخ والعلماء إلى تحمّل مسؤولياتهم في محاربة هذا الفكر التكفيري الإجرامي الذي أصبح وبالا على المسلمين قبل غيرهم والإحصائيات تشير بكل وضوح أن السواد الأعظم من ضحايا الهجمات الإرهابية في العالم هم من المسلمين وبالتالي فان كل المبررات التي يسوقها منظروا الفكر (الجهادي) بهتانا وزورا لتبييض تلك الجماعات أو أنها تحارب الكفر والشرك وغيرها من الترهات التي استطاعوا من خلالها تخدير عقول الآلاف من الشباب المسلم وحولوه إلى آلات للقتل والتخريب والأدهى والأمّر أنهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا وينتظرون المكافأة بالجنة وحور العين حسب وعود بعض أدعياء المشيخة والعلم الذين أصبحت تعج بهم شاشات التلفزيونات العالمية وشبكات التواصل الاجتماعي وجعلوا منها مطية لنشر التطرف وثقافة القتل والتكفير على نطاق واسع بعدما كانت أصواتهم النشاز لا يتعدى صيتها أبواب المساجد.إن رمضان هو فرصة لتصالح المسلمين مع هذا الدين الذي أنصفهم وظلموه بجهل تعاليمه السمحاء والقيم السامية التي يدعو إليها وأهمها رسالة إحياء الناس وليس قتلهم، أما الظلم الأكبر فهو موقف بعض (المشايخ والعلماء) الذين يدعون على الملأ إلى الالتحاق بتلك الجماعات الدموية في سوريا، ليبيا والعراق بدعوى جهادهم المزعوم خدمة لأجندات معروفة، أو أولئك المترددون الذين لم تكن لهم الشجاعة في إدانة الإرهاب والتطرف ورفع صفة الجهاد المزعوم عن تلك التنظيمات الإرهابية رغم أنهم أصموا آذاننا بترديد عبارة «أكبر الجهاد هو قول كلمة حق عند سلطان جائر» فلم يجرؤا على قولها حتى لإرهابي تافه.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)