والله ليقف الإنسان حائرا لا يعرف كيف يعبّر عن هذا الوضع الرديء.
إن قمة ما يدفع نفسيا للثورة هو هذا اليأس المنتشر في الناس. نعم الشباب أغلبه يعبّر عن يأس واضح.
دعنا نقارن فقط بين فترات في تاريخ الجزائر. حتى أيام الأزمة الاقتصادية المالية الخانقة في نهاية عشرية الثمانينات وبداية التسعينات لم نشهد هذه الحال من اليأس. ولم نشهد بالخصوص هذه الرغبة في مغادرة البلاد ولو بالارتماء في عباب بحر والوقوع فرسية لتجار الأوهام أو للحوت أو للسجون الأوروبية ولو المفتوحة. لماذا يحدث هذا والسلطة تعلن بنوع من الزهو أنها تختزن 200 مليار دولار في خزائنها؟
لم تدخل البلاد أموال بالحجم الذي دخلته خلال العشرية الأخيرة، مقابل ذلك لم نر تدهورا لعلاقة الناس بالسلطة مثلما هي الحال اليوم، ولم نر مثل هذا اليأس المنتشر اليوم حتى في أحلك ظروف الجزائر. فلماذا؟
هل يمكن القول إن الجزائري أسعد اليوم من فترات سابقة.. لأن بلاده أغنى؟ أغلب الشواهد تقول لا.
الكلمة التي قد تفسر هذا هي: غياب الثقة ينتج عنها غياب الأمل. الساحة السياسية من الرئيس إلى الأدوات السياسية الموضوعة تحت تصرفه، لا تنتج ما يبعث على الأمل. أخبار الفساد ونهب الثروة طاغية في غياب حياة سياسية. وعندما نسمع الخطاب الرسمي للرئيس ندرك أن أهل السلطة إما لا يعرفون ما يجري في البلاد وتلك كارثة، أو أنهم يعرفون ويبررون وتلك طامة كبرى.
الخطاب السياسي يبدو لا علاقة له بالواقع، بواقع الناس وحالهم النفسية، إنه رهينة حسابات سياسية وهو عاجز عن استعادة الثقة وعلى نشر الأمل في الجزائريين. وهل هناك أكبر من هذا الفشل؟ مقابل هذا، السلطة أعلنت أنها ستواصل انتزاع سكوت الجزائريين وانتزاع الثقة وانتزاع السلطة وانتزاع الاستقرار بالقوة وبالتلفيق القانوني والتزوير العملي. بركات من هذه التمثيلية البايخة ''متى سترحلون؟ المسرح انهار على رؤوسكم.. متى سترحلون؟ والناس في القاعة يشتمون.. يصرخون.. متى سترحلون''، قال نزار قباني.
mostafahemissi@hotmail.com
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 26/12/2011
مضاف من طرف : sofiane
صاحب المقال : مصطفى هميسي
المصدر : www.elkhabar.com