الجزائر

متى تطلق السينما، حضن وزارة الثقافة



متى تطلق السينما، حضن وزارة الثقافة
بغض النظر عن النتائج التي قد يسفرها لقاء مثل ذلك الذي أقيم في قسنطينة والموسوم بالملتقى الدولي للسينما "الشروط والقيود الخاصة بالإنتاج السينمائي في الجزائر"، إلا أنه فرصة مواتية للاكتشاف مجددا، أن السينما الجزائرية تتخبط في دوامة من المشاكل المتشعبة، والتي تستوجبو وقفة جدية، لبث الروح مجددا في هذا القطاع قبل فوات، فالأكيد ان هناك تراكمات أسفرتها سنوات من عدم الاكتراث، نخرت جسد الفن السابع، وخلقت جوا غير صحي، واجهته تلك الأفلام الرديئة التي أصبحت تنتج باسم تمويل وزارة الثقافة، وبعضها قد تصيب بالإحباط لعدم مراعاتها، أدنى أبجديات السينما، التي يعرفها أخر متتبع بسيط للسينما.الأمر الأكيد الذي أجمع عليه، هو أن سياسة البقرة الحلوب، هو العامل الأول الذي أسفر عن هذا الوضع، بعد أن صرفت وزارة الثقافة أموالا كبيرة، دعما لإنتاج أفلام، قيمت على أساس جودة السيناريو، وضمان عرضها، في الصالات، دون الأخذ بعين الإعتبار جودة العمل النهائي، واتخاذ الإجراءات اللازمة، في حال وجود عدم إكتراث واستفحال الرداءة.الحاضرون في الملتقى المقام في قسنطينة، دقوا ناقوس الخطر، وحذروا من تواصل هذه السياسة التي أكدت عدم نجاعتها، لكن هذا المسعى يحيل على حلقة مفرغة، فحواها، ما البديل؟ وهل بإمكان الفاعلين في حقل الفن السابع، تطليق حضن وزارة الثقافة، وهم لا يزالون يشكون ما يصفونه بالبيروقراطية، وتأخر ردود قبول نصوص السيناريو...لماذا الأغلبية لم تنظم نفسها، وأخذت بزمام الأمور، لتثبت بأنها ها هنا، وقادرة على إنتاج أفلام سينمائية دون دعم من الدولة.السؤال الأخر الذي يطرح نفسه، هو أن بعض المطالبين بإيجاد تسهيلات لتقديم دعم وزارة الثقافة، ربما تلقوا ولو مرة قبولا ليسيناريوهاتهم، وأنتجوا أفلام مدعمة، لكن ما نجده في الساحة هو نذرة قاحلة لأفلام سينمائية ترقى إلى مستوى الذوق العام؟العديد من النقاط ربما ستبقى مبهمة، لا تكفيها ملتقيات وحتى لو كانت دولية، الشيء الذي ذهب إليه بعض من المتابعين، الذين سألوا عن مكانة البعد الفكري، والعمق الإبداعي... في الأفلام التي قدمت إلى حد الآن، واستنكروا السطحية السائدة في تناول القضايا في إعمالهم.ما يبقى راسخا هو هل الوزارة هي المجبرة على التحرك كونها الأم الحنون بكل ما ينسب لها من تقصير؟ أو الأجدر هو أخذ العاملين في قطاع السينما، بزمام الأمور وإثبات نضج، يسمح لهم بتقديم أعمال راقية، تفرض على الجمهور أن يتهافت على شاشات العرض رغم نقصها الفادح، ويدفع تذكرة لمشاهدة فيلم أبهر بشريطه الإعلاني أو قرأ عنه في الصحف؟ إختتام الملتقى الدولي للسينما "الشروط والقيود الخاصة بالإنتاج السينمائي في الجزائر" أختتم أمس الأول الملتقى الدولي للسينما "الشروط والقيود الخاصة بالإنتاج السينمائي في الجزائر" بقصر الثقافة محمد العيد أل خليفة في قسنطينة، بعد يومين في من الإشغال، حيث تمحورت الحصص الأخيرة حول السيناريو وعلاقته بالإخراج.ونشط المداخلة الأولى كاتب السيناريو "سعيد بولمرقة"، الذي حاول تفصيل بعض العوائق بناء على تجربته الخاصة في المجال، معترفا في الأن ذاته أن الفن السابع في الجزائر يشهد تقهقرا رهيبا، وداعيا إلى المرور عاجلا إلى البحث عن العلاج، بعد أن شرحت العلل وبان الخلل، الذي لا يخفى حسبه عن كافة المشتغلين في القطاع، وصرح: "جميل تنظيم مثل هذه الملتقيات، لكن يجب ضمان متابعتها بتنفيد الحلول".وعن كتابة السيناريو ذهب "بولمرقة"هو الأخر إلى المطالبة بإرفاقه بورشات، تمكن منتطويره وتصحيحه، كما حذر المتدخل من ظاهرة السرقة الفكرية لكتابات السيناريو، داعيا الجميع والشباب السيناريست خاصة إلى عدم التسرع والإفصاح عن نصوصهم إلا بعد ضمان الحماية القانونية. من جهة أخرى أوضح كاتب السيناريو سعيد بولمرقة، أن الجمهور لم يهجر الصالات بل قاعات العرض هي التي رحلت عن عشاق الشاشة، وهذا لانعدام النوعية والجودة.المداخلة الثانية قدمها المخرج "عبد النور زحزاح" الذي ذكر بأنه لا يمكننا الحديث عن وجود سينما، إلا عندما يأتي يوم يدفع فيه الجمهور ثمن تذكرة، رغبة في مشاهدة فيلم جزائري، موضحا أن هذا الأمر يسفر عن علاقة، بين الجودة والمداخيل التي تنعش القطاع.وعلى عكس سابقه، قال: "السينما ليست مريضة بل ميتة"، وأضاف أن افلاما أنتجت بأموال كبيرة لكن لم تحرك شغف الجمهور، مضيفا: "السينما في الجزائر حرفة وليست صناعة، الحقيقة أن وزارة الثقافة هي المنتج الحقيقي والوحيد للفيلم، والباقي حرفيون لا غير، فالجهات الوصية عندما تنتج لا تهتم إن كان العمل ذو نوعية أم لا، بل يكفي أن يرى النور فقط، لكن لو كان الإنتاج من طرف الخواص، فأكيد أن الدافع الربحي لن يقبل بالرداءة. يذكر أن الملتقى الدولي للسينما "الشروط والقيود الخاصة بالإنتاج السينمائي في الجزائر" نظمته دائرة السينما التابعة لمحافظة قسنطينة عاصمة الثقافة العربية ودام يومي ال 05 و06 مارس الجاري، بقصر الثقافة محمد العيد أل خليفة في إطار التظاهرة المشرفة على رحيلها عن مدينة الجسور المعلقة.من قسنطينة: أوراري م




سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)