الجزائر

متى تسترجع المدية مكانتها السياحية والتاريخية؟



متى تسترجع المدية مكانتها السياحية والتاريخية؟
هل تعلمون بأن المدية كانت بلادا سياحية كبرى في بلاد البحر المتوسط إلى وقت قريب، بفعل تاريخها المتخم بالحضارات، فقد عرفت ولاية المدية الكثير من الحضارات، مرورا بالعهد الروماني إلى الفتوحات الإسلامية وصولا إلى العهد العثماني، فكانت التسمية التي أطلقت عليها سنة ألف وخمس مائة وثمانية وسبعين ببايلك التيطري، ولو غصنا في عمق التاريخ لما استطعنا أن ننفذ من هذه الفسيفساء التاريخية التي نسجت مجد هذه المدينة العريقة، والمدية اليوم من بين ولايات القطر الجزائري التي تتوفر على منتوج ثقافي سياحي وتاريخي، وهي تتقاطع مع مدينة تلمسان في عدة تقاليد لتشابه أنماط المعيشة لدى سكانها، وأسلوب حياتهم حتى قيل إنها شقيقة تلمسان، كما تتقاطع مع قسنطينة، حيث ظلت العائلات القسنطينية العريقة، تطلب النسب من أهل المدية، ومع ذلك تبقى المدية تلك المدينة المترامية الجذور في قلب الجزائر الغالية، والتي أنجبت العظماء أمثال الشيخ ابن شنب وفضيل اسكندر.تمتاز المدية بإحياء الوعدات لأولياء الله الصالحين، وتقام بالمناسبة عبر المداشر والقرى بما يسمى الطعمة وترفق بألعاب الفروسية والأنغام والمدائح، وذلك في مناطق معروفة في كل من حناشة والشيخ سيدي بن عيسى بوزرة والمدية (العيساوة) والقلب الكبير (سيدي منصور بني معلوم) وزاوية الشيخ بسيدي الزهار ووعدة سيدي بلعباس بسي المحجوب وسيدي علي بالزاوية وحفل عيد العنب ببن شكاو وغيرها من المناطق التي تعرف بالعادات كقصر البخاري وعين بوسيف، بالإضافة إلى الأعراس والتقاليد في العرضة والزفاف، المحضر، الحزام، وغيرها من الولائم المصادفة للأيام الدينية والموسمية. لكن دوام الحال من المحال فالذي يزور المدية بقراها اليوم، لا يكاد يصدق بأنها منطقة صنعت التاريخ والرجال العظام في مختلف الفنون والعلوم، ولكن أهل التيطري مازالوا مصرين على التمسك ببصيص الأمل حتى تعود حبيبتهم المدية التي سمعوا عنها كما كانت عروسا يعشقها الجميع ليس في الجزائر فقط وإنما في كل بلاد العالم.




سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)