الجزائر

متى "الدخول" المدرسي!



متى
أزيد من أسبوع مر على الدخول المدرسي، وما زال التلاميذ لم يباشروا الدراسة بعد، فبعد أيام من الفوضى التي ما زالت تلازم الدخول المدرسي، جاء العيد، بل استغل العديد من الأساتذة عطلة العيد لتتميم العطلة الصيفية.وها هي عشرة أيام بأكملها أو ربما أكثر تذهب سدى من التوقيت الرسمي للمدرسة، الذي أرادته الوزيرة هذه السنة مبكرا تفاديا لتزامن شهر رمضان مع امتحانات نهاية السنة، البكالوريا وامتحانات المتوسط. فإن لم يكن هذا طعنا في الوزيرة وفي قراراتها، فماذا يمكن تسميته.سنة أخرى ستكون صعبة على المدرسة التي ما زالت المعركة حولها شائكة، ففي كل مرة يحاولون إدخالها في مطبات جديدة لإفشال الوزيرة وتعطيل الإصلاحات التي وعدت بها، أو إفراغها من محتواها. لكن المعركة لم تعد معركة الوزيرة وحدها، صحيح أنها تتصدر الصفوف الأولى، لكنها معركة كل القوى الإيجابية في البلاد التي تصدت للإرهاب سنوات التسعينات، فنحن لم ننجح في اجتثاث هذا الطاعون ما لم نخلص المدرسة منه وما لم ننق البرامج من الخرافة ومن الأكاذيب المنسوبة زورا إلى الإسلام، ومن الفكر الوهابي الذي عشعش في عقول الأساتذة. هؤلاء الذين خان الكثير منهم الأمانة العلمية والوطنية، وما معلمة بريكة التي كشفت فضيحتها مواقع التواصل الاجتماعي إلا عينة صغيرة مما غرقت فيه المدرسة، من ضياع ومخالفة للرسالة العلمية ولم تعد برامجها تصنع الإنسان السوّي المتفتح على اللغات والحضارات والمتشبع بالقيم الإنسانية التي كانت ميزة شعبنا قرونا مضت.الوقوف إلى جانب إصلاحات المدرسة التي ستقودها هذه السيدة المؤمنة برسالتها، هو وقوف إلى جانب مستقبل أبنائنا ومصير بلادنا ومجتمعنا الذي تهدده أفكار متطرفة تريد إغراقه في الظلام باسم العودة إلى دين السلف الصالح، مع أن مذهبنا المالكي يعتبر أكثر المذاهب تسامحا وقبولا للآخر وينبذ التطرف والأحقاد.بعد المعركة ضد الإرهاب، ما زالت أمامنا أكبر المعارك التي يجب أن نخوضها وكل أحرار العالم، وهي حماية النشأ من الإرهاب الفكري الذي عشعش في البرامج التربوية فأنتج نشأ مثل معلمة بريكة، موجودا في كل المؤسسات والمدارس والصحافة والصحة والإدارة.وعلى ذكر الصحة، أروي هنا حادثة وقعت مع صديقة طبيبة في عيادتها، زارتها من أيام أستاذة مختصة في البيولوجيا، ولما عرضت عليها الطبيبة حبوب منع الحمل، صرخت أستاذة البيولوجيا، أنها تؤدي إلى ترسبات ”الحجر” في الرحم؟مثلها مثل هذا الدركي المتهور الذي دفعته حميته القبلية والعشائرية لاقتراف جريمة التهديد بالسلاح ضد الوزيرة تضامنا مع ابنة دشرته، فجنى على نفسه وعلى مستقبله وحياته.حربنا على الإرهاب لن تنجح ما دامت مسبباته الفكرية وحتى الاجتماعية تنتشر كل يوم بين أطفالنا، وكل يوم تكسب مساحة جديد في العقول والمجتمع!


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)