بعد التغيرات التي شهدها الإقتصاد الجزائري في ظل السنوات الأخيرة من خلال محاولة تطوير القطاع المالي من جهة ومع زيادة الإهتمام بالمؤسسات الصغيرة والمتوسطة التي تعتبر من أهم المواضيع الإقتصادية المطروحة اليوم على الساحة الإقتصادية خاصة في الوقت الراهن الذي يتميز بتحولات إقتصادية عميقة من جهة أخرى، جاءت هذه الدراسة لتلقي الضوء على دور شركات رأس المال المخاطر كمصدر لتمويل المشاريع الإستثمارية للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة، من خلال إتاحة الفرص لأصحاب الفوائض المالية لتوظيف مدخراتهم وإشراكهم بهذه المشاريع، حتى يتسنى لها بلوغ الأهداف والدور الحقيقي في الحياة الإقتصادية ومواكبة التوجهات الحديثة في مختلف المجالات مما يؤثر إيجابا على الإقتصاد الوطني.
غير أن هذا يستوجب إعادة النظر في منطق أسلوب التمويل السائد، والقائم حصرا على إحتكار وسيطرة السوق النقدية، والتي تعني سوق رؤوس الأموال قصيرة الأجل، على سوق التمويل في الجزائر، فهي تحوز على أكبر جزء من فوائض السيولة، وذلك يعود في الواقع لقصور أو غياب المؤسسات والأدوات المالية لتمويل الإستثمارات، وهذا لا يتحقق إلا من خلال دمج أساليب التمويل الكلاسيكية التي لا يمكن تجنبها ولا تجاهلها، بالإضافة إلى تنويع ودعم آليات التمويل الأخرى خارج البنوك التجارية، ونقصد بالطبع بنوك الإستثمار والسوق المالية وشركات رأس المال المخاطر.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 24/08/2023
مضاف من طرف : einstein
صاحب المقال : - تقية لياس
المصدر : Revue des reformes Economique et intégration dans l’économie mondiale Volume 12, Numéro 24, Pages 151-169 2017-12-31