الجزائر

متسولون يحومون على الأحياء الشعبية لجمع اللحوم



يدقون على بابك في صبيحة اليوم الثاني من العيد وقد يمس السلوك كامل أيام الأسبوع الأول من العيد، ملاذهم الأحياء الشعبية التي تتميز بكثافة سكانية عالية تمكنهم من الحصول على كميات معتبرة من اللحوم قد تلحق إلى عشرات الكيلوغرامات يقتنصونها من العائلات التي شقت كثيرا لتتمكن من أداء السنة وكلها فرح وغبطة ليسهل على هؤلاء الانقضاض على كمية منها بدافع الصدقة من المحسنين، وبدافع المكر والخداع والسطو على ممتلكات الغير من طرفهم، هم متسولو آخر زمن الذين أصبح هدفهم في الوقت الحالي تحين الفرص والمناسبات لأكل أموال الناس وجمع تبرعاتهم بالباطل·هي العادة التي التزم بها هؤلاء واعتاد عليها المواطنون تزامنا مع عيد الأضحى المبارك بحيث لا يتوانى هؤلاء على طرق بيوت الأغراب في الصباح الباكر في وقت قد يكون البعض فيه ما يزال غائصا في نوم عميق بعد تعب اليوم الأول، وقد تكون الأضحية على حالها خاصة وأن الكثير من العائلات لا تقوم بعملية تقطيعها إلا في اليوم الثاني من العيد، لكن تلك الفئات لا تحسب أي حساب لذلك، وتذهب إلى المساس بحرمة البيوت في الصباح الباكر، فالمهم والأهم بالنسبة لهؤلاء هو جمع كمية معتبرة من اللحوم بعد أن تكون الأحياء الشعبية وجهتهم المفضلة بالنظر إلى الكثافة التي تميزها·
هو حال الكثير من المقاطعات على غرار المدنية، باش جراح، باب الوادي التي تتميز بانتشار الأحياء الشعبية على مستواها بحيث يتوافد عليها الكثير من المتسولين بغرض جمع صدقات المتبرعين من اللحوم ويقومون بدق الأبواب الواحدة تلو الأخرى طمعا في الحصول على كميات معتبرة من اللحوم قد تتعدى عشرات الكيلوغرامات خاصة وأن هناك من يتصدقون عليهم بدافع الرأفة الأمر الذي أطلق العنان لهؤلاء من أجل الاستمرار في حرفتهم، فبعد البحث عن الأموال اتجهوا تزامنا مع عيد الأضحى المبارك إلى جمع اللحوم ولا ننفي أن هناك من يصدونهم بعد كشف انتهازيتهم وكذا عدم احتمالهم لذلك الإزعاج الحاصل في الصباح الباكر وفي مناسبة دينية عظيمة· اقتربنا من بعض الأحياء الشعبية في الأيام الأولى من العيد على غرار حي الياسمين بالمدنية وتحدثنا إلى بعض المواطنين فأخبرونا أن تلك العادة التصقت بحيهم منذ سنوات وتوافد المتسولين على بيوتهم يتكرر في كل سنة تزامنا مع عيد الأضحى المبارك، كما أخبرونا أن طلبات المتسولين لا تقتصر على اللحوم فقط بل حتى على صوف الكبش وشحمه ولو كان باستطاعتهم لطلبوا الأحشاء والرأس مما يؤكد انتهازيتهم ومكرهم من أجل الحصول على غنائم مهما كان نوعها بدون بذل أدنى جهد·
ذلك ما قاله السيد عمار من نفس الحي حول وفود الكثير من النسوة من مختلف الأعمار وتكون هيأتهم خاصة ويشبهون فيها كثيرا الغجر، ويطرقن الأبواب في الصباح الباكر وهم يرددن نفس العبارات على طريقتهم الخاصة والتي توحي بطلب الصدقة من لحوم الأضحية، وقال إنه يرى أنه فعل غير لائق البتة تصطدم به العائلات صبيحة كل عيد مما قد يؤدي بها إلى الانزعاج في كل مرة ويكون الغرض من ذلك الحصول على كمية معتبرة من اللحوم·
أما السيدة وردة فقالت إنها بالفعل تتصادف بذلك السلوك في كل سنة بحيث تطرق بابها الكثير من المتسولات بغرض جمع اللحوم، والويل لمن يصدهن كونهن يتميزن بطباع حادة وتنقلب دعوات الخير في الحال إلى دعوات الشر ولا يكون بوسعها إلا التصدق عليها ببعض الكيلوغرامات، وقالت إنها أدهشها الموقف الذي صدر من إحداهن في هذه السنة فبعد التصدق عليها بكمية من اللحوم راحت تطلب منها تزويدها بصوف الكبش التي كانت أمام المنزل فما كان عليها إلا صدها بعد أن برهن ذلك الطلب على طمعها وانتهازيتها ولولا خوفها من الله تعالى لاستردت اللحم الذي أعطته لها على حد قولها·
وفيما فسر البعض أن غرض هؤلاء من جمع الكمية المعتبرة من اللحوم هو إعادة بيعها لمعارفهم وكسب الأموال من ورائها راح البعض الآخر إلى الامتناع عن التصدق عليهم لدحر غايتهم الدنيئة لاسيما وأنهم لا يقنعون بعد جمع أكياس معتبرة من اللحوم قد لا يستطيعون حملها من شدة الثقل·


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)