متسوّلتان تونسيتان تحاولان تسميم طفلتين بجسر قسنطينة برّرتا فعلتهما بالمضايقات اليومية التي كانتا تتعرضان لها من الضحيتين

لم تكن طفلتان، لا يتجاوز سنهما ال12 سنة، تتصوران أن ضحكهما واستهزاءهما بمتسولتين من جنسية تونسية، كانتا تقبعان دائما أمام مسجد قريب من الابتدائية التي تدرسان بها بمنطقة جسر قسنطينة، سيكون وراء تعرضهما لمحاولة قتل.
المتسولتان، وانتقاما من الطفلتين، أرغمتاهما على شرب سائل به مادة سامة ردا على ما تعرضتا له.
وتعود تفاصيل القضية لتاريخ 13 نوفمبر 2006، حيث اعترضت المتّهمتان، (ل.ف) و(ل.ز)، طريق الطفلتين (ل.ح) و(و.س) أثناء توجّههما إلى المدرسة الابتدائية في حدود الواحدة زوالا، وكان الشارع خاليا من المارة. حينها قامت المتهمة الرئيسية بإرغام الطفلتين على شرب سائل به مادة سامة بالقوة، إلى جانب مادة الرمل.
ولم تتمكن الطفلتان من الإفلات من المتسولتين إلا بعد أن شربتا السائل بأكمله، ليطلبا بعدها النجدة، ويتم نقلهما، من طرف الحماية المدنية، إلى أقرب مستشفى بالمنطقة، أين تحصلا على الإسعافات الأولية. وقد أكدت الخبرة الطبية أن المحلول به مادة الرمل، إلى جانب مادة أخرى لم يعرف نوعها.
المتّهمتان أنكرتا، طوال مراحل التحقيق، التهم الموجّهة إليهما، حيث أكّدت (ل.ف) أنها، ورفيقتها، كانتا تتعرّضان يوميا لمختلف عبارات السبّ والشتم من قِبل الطفلتين، بحكم أن مكان تسولهما، المحاذي لمسجد بالسمّار، قريب من الابتدائية التي تدرسان بها، مضيفة أن ما قامت به كان من باب التخويف والترهيب حتى لا تتعرّضا للمضايقة من قِبلهما مرّة أخرى، وأن السائل محلّ المتابعة غير مسمّم.
والقضية ستنظر فيها محكمة الجنايات خلال دورتها القادمة.