الجزائر

متحف "مونلوك" بفرنسا شاهد على طمس التاريخ الجزائري



متحف
أكد مصطفى بودينة رئيس الجمعية الوطنية للمحكوم عليهم بالإعدام خلال ندوة الجمهورية أن سجن"مونلوك" الذي تحوّل اليوم إلى متحف تاريخي مخصص للمقاومة الفرنسية ضد الألمان، لا يعرض أية صور أو شواهد عن حرب التحرير الجزائرية المظفرة ، كما أنه يتكتم نهائيا عن بطولات المجاهدين و المعتقلين الذين كان محكوما عليهم بالإعدام، وهو ما وصفه بالمؤسف لأن المشاعر المرعبة التي كان يشعر بها هؤلاء المساجين لا توصف، والمعاناة التي عاشوها بين جدران هذه الزنزانات لا تحتمل ، وهو ما دفع بالجمعية في آخر زيارة قام بها الوفد الممثل لها إلى فرنسا بالمطالبة بعرض صور الجزائريين المحكومين عليهم بالإعدام خلال فترة الاستعمار و عرضها بالمتحف تخليدا لشجاعتهم و نضالهم ، مع العلم أن المتحف يضم بعض صور المحاربين الفرنسيين الذين أعدمهم النازيون خلال الحرب العالمية الثانية ، في حين تمّ طمس المساجين الجزائريين من الذاكرة كليا.من جهة أخرى تحدث السيد بودينة خلال الندوة عن ذكرياته الاليمة في السجون الفرنسية و فترة الاحتلال الصعبة التي جعلته يفتخر مرار وتكرار بتضحيات هؤلاء المجاهدين الذين بذلوا النفس و النفيس من أجل تحرير البلاد من أيدي الإستعمار، ساردا على مسامعنا الزيارة التي قادت 15 عضوا من الجمعية و3 شبان إلى قصر " أومبواز " الفرنسي الذي سجن فيه الأمير عبد القادر الجزائري، حيث قال أن الزيارة جاءت بدعوة من النسيج الجمعوي لمدينة " ليون" التي سبق لها أن أرسلت وفدا مكونا من 32 عضوا إلى الجزائر من أجل جمع معلومات حول " الأميرعبد القادر " والتعرف على الأماكن التي تأسست فيها الدولة الجزائرية، انطلاقا من المدية ، مليانة، معسكر، تيارت ، وهران وتلمسان ، وخلال الزيارة إلى القصر الفرنسي – يقول محدثنا – تفاجأ أعضاء الجمعية بوجود لوحة تجسد صورة طفل مع امرأة مرتدية "الحايك " تقبل يد "نابوليون بونابارت" ، و الأسوأ من ذلك تصريح مديرة المعرض التي قالت إن " هذه المرأة هي والدة الأمير عبد القادر" ، فسألها السيد بودينة متعجبا " من قال لك ذلك ؟ أولا المرأة مغطاة كليا بالحايك ، ولايمكن التعرف على وجهها، ثانيا في تقاليدنا المرأة الجزائرية لا تقبل يد الرجل أبدا"، فلم تجد هذه الأخيرة إجابة عن سؤاله و التزمت الصمت، وهو ما يؤكد على أن هذه اللوحة وهذه الافكار ماهي إلا هو جزء من التاريخ الذي كتبه الفرنسيون، ليتم بعدها أخذهم إلى الزنزانة التي سجن فيها الأميرعبد القادر والتي تحولت إلى صالات كبيرة ،مع العلم أنها كانت تضم 24 سجينا أغلبهم من النساء و الأطفال ماتوا من شدة البرد، و دفنوا في حديقة القصر.




سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)