الجزائر

متحف علي ملاح بتيزي غنيف في وضعية كارثية بسبب الإهمال



مازالت الوضعية الكارثية التي آل إليها متحف "علي ملاح" الواقع عند المخرج الشرقي لمدينة تيزي غنيف على بعد 55 كلم عن عاصمة الولاية، قائمة منذ مدة طويلة ومستمرة على مرأى السلطات المحلية، وها هو الوضع يزداد تدهورا كلما حلّ فصل الشتاء وتأثير الأمطار على هذه المنشأة التاريخية الثقافية التي تضم عددا معتبرا من الكتب طالها الإهمال دون نسيان الباحة المحوّلة من قبل المنحرفين إلى مخمرة على الهواء ومجمّع لكل المخلفات الصناعية كالأكياس البلاستيكية والقارورات، إن لم نقل تحوّلت إلى غابة تغطيها مختلف الحشائش الشائكة.الوضع الكارثي هذا سبق للشروق وأن تطرّقت إليه في أحد أعدادها السابقة، إلا أن دار لقمان بقيت على حالها. وبنبرة أسف اتصل بنا بعض المواطنين بغية رفع شكواهم لوزارة المجاهدين عبر الجريدة لعلها تعيد لهذا المعلم التاريخي بريقه، وهو الحامل لاسم قائد الولاية السادسة العقيد "علي ملاح" المدعو سي شريف الذي حارب من دون هوادة المنحرفين ومزوّري التاريخ الذين جعلوا من ذاكرته مرتعا لتناول المشروبات الكحولية.
هذا النصب التذكاري الذي تم تدشينه منذ 18 سنة من طرف وزير المجاهدين محمد شريف عباس، صار اليوم خرابا جراء لامبالاة المعنيين وجهل ذوي الضمائر الميتة للمفهوم التاريخي وكيفية الذود عن الذاكرة الجماعية. فالزائر لهذا المكان يتصوّر نفسه أمام مخمرة بسبب القارورات المتناثرة في ساحته أو أمام بيت مهجور غزته الحشائش الضارة بعدما غادره أهله منذ قرون وكأنه جاء للوقوف على الأطلال وحاله يقول وهو أمام بابه المكسر وساريته المجردة من العلم الوطني: أين حرمة الشهداء وحماة الوطن؟
هذا ما صرح به أحد الشبان الذي قاده فضوله التاريخي لزيارته متسائلا: لماذا العبث البشع بذاكرة الشهداء؟ ألهذا بني المعلم الذي يحمل أسماء 746 شهيد من كل إقليم الدائرة. وعلى خلفية الإهمال الذي نهش جدران هذا المعلم التاريخي ينبغي على كل مواطني المنطقة ضم صوتهم إلى صوت هذا الشاب لتعاد لهذا المكان مكانته المطلوبة، فبدلا أن يبقى على الصورة التي وجدناه عليه يريدونه جوهرة تاريخية وفضاء لتلاميذ المدارس يقصدونه للمذاكرة واكتساب المعارف ومتحفا يتعرف من خلاله زائره على تاريخ المنطقة الحافل بالأحداث التاريخية، واستنكر السكان عدم الالتفاتة إليه خصوصا وأننا على أبواب الذكرى الستين لاندلاع الثورة التي من المفروض إعادة الاعتبار لمثل هذه المنشآت من بابها.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)