الجزائر

متابعة صارمة للنّقاط السّوداء



بالرغم من المشاريع الضخمة التي استفاد منها قطاع الموارد المائية بولاية تندوف، إلا أن العديد من الاحياء السكنية لا زالت تعاني من نقص التزود بالمياه أو انقطاعها في بعض الأحيان لفترات قد تصل الى عدة أيام متتالية، الأمر الذي دفع بوالي الولاية الى التدخل وتكليف رئيس دائرة تندوف شخصياً بمتابعة الملف، والوقوف عند النقاط السوداء المنتشرة عبر النسيج العمراني للمدينة، وإحصاء الاختلالات التي تصيب شبكات المياه الصالحة للشرب التي عرفت تزايداً ملحوظاً خلال الفترة الاخيرة صاحبتها زيادة في عدد التدخلات للمصالح التقنية التابعة للقطاع، حيث تحصي مديرية الجزائرية للمياه قرابة 574 تدخل لمصالحها التقنية خلال السداسي الأول من السنة الجارية منها 129 تدخل لفك الانسدادات بأحياء النصر، المستقبل، الرماضين والقصابيو340 تدخل لإصلاح التسربات في كل من بلديتي تندوف وأم العسل، في حين أكّد حما بلال مدير الجزائرية للمياه أن مدينة تندوف شهدت في الفترة الاخيرة تذبذب في التزود بالمياه الصالحة للشرب بسبب استبدال 05 مضخات أساسية أصابتها بعض الأعطال، والتي كانت تعمل على تزويد سكان المدينة بالكميات اللازمة من المياه، موضحاً في نفس الاطار عن قرب موعد الانتهاء من الاشغال في كل من المجمع السكني 142مسكن و 300 مسكن بحي النصر،وهو ما سيساهم في عودة المياه الى الحنفيات في هذه الأحياء.
واستفادت ولاية تندوف من برمجة العديد من العمليات النوعية التي من شأنها توفير المياه الصالحة للشرب للمواطنين مع ضمان زيادة في الحجم الساعي في تزود المنطقة من المياه، هذه البرامج التنموية التي تشرف عليها مديرية الموارد المائية بالولاية رصدت لها الدولة غلافاً مالياً معتبراً يعكس مدى اهتمام السلطات العليا بالبلاد بقطاع الموارد المائية بولاية تندوف، فبعد قرابة سنة من دخولها حيز الخدمة بكامل طاقتها الانتاجية، تتجه محطة نزع المعدنيات بتندوف نحو الاستفادة من مشروع توسعة جديد سيشمل تركيب معدات تصفية حديثة بالمحطة والتي من شأنها الرفع من قدرة المحطة و الانتقال بقدرتها الانتاجية من 10500 متر مكعب الى 15 ألف متر مكعب يومياً، في حين لا تتعدى الاحتياجات اليومية للمواطنين من المياه سوى 14 ألف متر مكعب، وهو ما أكده “بلميلود بابه” مدير الموارد المائية بولاية تندوف، حيث أوضح أن ملحق الأشغال تمت المصادقة عليه وإجراءات التمويل جارية في انتظار استلام التجهيزات الخاصة بالمحطة، وأضاف المتحدث أن مديرية الموارد المائية بولاية تندوف و سعياً منها لزيادة الانتاج شرعت مؤخراً في إنجاز 11 منقب جديد بمنطقة “حاسي عبد الله” بقدرة إنتاجية تصل الى 260 ل/ثانية،
وهو ما سيحقق فائض في الانتاج مستقبلاً.
وفي معرض رده على سؤال حول البرامج المستقبلية للقطاع أكد “بلميلود بابه” أن مدينة تندوف استفادت من برامج كبيرة في إطار الحرص على توفير المياه للمواطنين، والعمل على تخزين فائض الانتاج مستقبلاً حيث أوضح المتحدث أن مصالحه تشرف حالياً على متابعة إنجاز مركب ضخ جديد بمنطقة “حاسي عبد الله” بسعة 05 آلاف متر مكعب، والذي انطلقت فيه الأشغال قبل أيام، بالإضافة الى إنشاء قناة جلب جديدة تربط محطة الضخ بمحة نزع المعدنيات على مسافة 23 كلم تعمل على تدعيم القناة القديمة في حال وقوع أي خلل، كما تدعمت بلدية تندوف بمشروع إنجاز مركب ضخ بحيي الوفاق
والوئام بسعة 5500 متر مكعب، ومشروع تجديد شبكة المياه وسط الأحياء السكنية بعد إحصاء النقاط السوداء والقضاء عليها تدريجياً بغلاف مالي قدره 20 مليار سنتيم.
ورغم جملة المشاكل التي يعاني منها سكان حي الحكمة من انعدام للإنارة والصرف الصحي وغياب البنى التحتية، يبقى مشكل التزود بالمياه الصالحة للشرب من أشد المشاكل المطروحة وأكثر المطالب إلحاحاً لدى سكان الحي خاصة في فصل الصيف، فرغم محاذاة الحي لمحطة نزع المعدنيات والقناة الرئيسية لجلب المياه من منطقة “حاسي عبد الله” إلا أن سكان الحي يعلقون آمالهم على الصهاريج المتنقلة وما يصاحبها من تدافع و طوابير من أجل الظفر بحصة اليوم من المياه، حيث تتكفل 03 صهاريج فقط بتزويد قرابة 565 مسكن في حي الحكمة بالمياه، بالإضافة الى 720 مسكن آخر سيدخلون ضمن البرنامج الصيفي الذي أعدته مديرية الجزائرية للمياه لصالح سكان الحي المجبرون كذلك على سداد قيمة الاشتراك الشهري للوكالة التجارية رغم انعدام شبكة المياه الصالحة للشرب وتدني الخدمات.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)