تخطط الجزائر لمحو نكستها في أولمبياد طوكيو من خلال تطلعها لتأهيل أكثر من 30 رياضيا للمشاركة في أولمبياد باريس 2024، والعودة إلى منصة التتويج بالميداليات في ظل القفزة العملاقة التي سجلها رياضيو "الخضر" في الملاحق التصفوية، من خلال افتكاكهم 25 تأشيرة في 12 تخصصا رياضيا، ليؤكدوا بذلك نهضة رياضة جزائرية في المستقبل القريب، مواكبة للاستراتيجية التي تنتهجها السلطات العليا للبلاد، والرامية بالأساس، إلى تشجيع رياضة النخبة، مع الإلحاح على توفير كل الظروف التي تسمح لهم بالتحضير الجيد تحسبا للاستحقاقات القادمة.وبالنظر إلى النتائج المحققة في الدورات التأهيلية، تبدو الرياضة الجزائرية عازمة على استعادة أمجادها في الأولمبياد، خاصة أن الأرقام التي سُجلت في بعض التخصصات على غرار ألعاب القوى عند سليمان مولا وياسر بن تريكي، والجمباز لدى كايليا نيمور، كانت لها انعكاسات إيجابية، وذلك بكسر قيود الهيمنة الأوروبية والأمريكية على هذه الفروع، لتكون انطلاق عهد جديد، ونقطة تحول في مسار الرياضة الجزائرية.
وبما أن معيار الامتياز تغيرت بوصلته نحو النتائج الميدانية بدلا من المتابعة الجماهيرية، بنت عليها السلطات العليا للبلاد نظرتها الاستشرافية للنهوض برياضة النخبة، لا سيما أن قائمة المتأهيلين إلى أولمبياد باريس، تبعث على الكثير من التفاؤل بخصوص ميلاد أبطال جدد قادرين على حمل المشعل، وجعل الراية الوطنية ترفرف عاليا في أكبر المحافل الدولية، وبالتالي استعادة أمجاد أبطال عالميين؛ في صورة نور الدين مرسلي، وحسيبة بولمرقة، وحتى البطل الأولمبي توفيق مخلوفي؛ لأن سجاتي وحتحات وسليمان مولا وحتى بن جماع وبوعناني بمثابة ركائز مشروع الأبطال المستقبليين، الذين باستطاعتهم وضع بصمات الرياضة الجزائرية بصورة جلية في قادم المواعيد العالمية. وكل الرهانات تبقى مبنية على أولمبياد باريس 2024.
كما تركت رياضات فئة ذوي الاحتياجات الخاصة، كعادتها، بصمتها في الساحة الرياضية بفضل العديد من التتويجات العالمية والقارية في ألعاب القوى والجيدو والباور لفتينغ وكرة الجرس، وهي النتائج التي ستفتح الشهية بدون شك، لفئة أصحاب الهمم العالية، لتحقيق الأحسن في المواعيد التنافسية المقبلة.
والمؤكد أن هذه القائمة الأولية من الرياضيين الجزائريين المتأهلين للموعد الأولمبي، ستكون مرشحة للارتفاع في السنة الجديدة، خاصة في اختصاص الجيدو الذي يعوّل كثيرا على كل من دريس مسعود وأمينة بلقاضي، اللذين يملكان كل الحظوظ لاقتطاع تأشيرة الأولمبياد خلال المحطات التنافسية التي تتواصل إلى غاية جوان 2024.
وفي هذا الشأن، قال خير الدين برباري، الأمين العام للجنة الأولمبية الجزائرية في تصريحاته السابقة للإعلام الوطني، إنه متفائل بتأهل 30 رياضيا على الأقل، للمشاركة في أولمبياد باريس، معربا عن أسفه في نفس الوقت، لغياب الرياضات الجماعية.
وأكد برباري أن العدائين سليمان مولا وجمال سجاتي ومحمد علي قواند (اختصاص 800 متر) ومحمد طاهر ياسر تريكي ( الوثبة الثلاثية) والملاكمة إيمان خليف، لديهم من الإمكانيات ما يؤهلهم للمنافسة بقوة على المراتب الثلاث الأولى في الأولمبياد، مبرزا في الوقت نفسه، أن لاعب الجيدو مسعود دريس قادر على تحقيق نتائج استثنائية في الفترة القصيرة المقبلة، وأن لاعب المصارعة بشير سيد عزارة والرباع وليد بداني، لديهما فرص لتحقيق أفضل النتائج.
وأشاد برباري بمستوى السباح جواد سيود. وقال إنه يحظى برعاية خاصة من اللجنة الأولمبية، منوها بقدرات زملائه أسامة سحنون، وآمال مليح، وعبد الله عرجون. وذكر برباري أن اللجنة الأولمبية الجزائرية ترافق الرياضيين في تحضيراتهم، وتساعد الاتحادات على تجاوز الصعوبات التي قد تواجهها، مشددا على أن الرياضي يبقى الحلقة الأساسية في المنظومة الرياضية الوطنية، مشيرا، في ذات السياق، إلى عقد اجتماعات تنسيقية منذ شهر سبتمبر الفارط، للإعداد الجيد للمشاركة الجزائرية في أولمبياد باريس، مؤكدا الحاجة إلى الهدوء قبل سنة عن هذا الموعد المرتقب.
وأوضح أن التعاقد مع المدربين الأجانب من صلاحيات الاتحادات الرياضية، وأن اللجنة الأولمبية مستعدة لمرافقتها إداريا في هذا المسعى، معترفا بأن الإمكانيات المتاحة حاليا، لم تتوفر قبل سنوات. وختم يقول: " نسعى جميعا إلى نسيان نكسة ألعاب طوكيو. ولدينا ثقة كبيرة في رياضيينا. إعادة بعث الرياضة المدرسية والجامعية والتكفل بالمواهب الشابة، إجراءات من شأنها أن تعود بالإيجاب، على الرياضة الجزائرية".
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
مضاف من طرف : presse-algerie
صاحب المقال : فروجة ن
المصدر : www.el-massa.com