أشرقت الأنوار في قصر المرادية... يقول الخبر : لقد ازدان فراش الدولة الجزائرية الرسمية بمولود ذكر اسمه ( البصري الجزائري ) يوم 11 ماي 2012 .
يعلم الجميع أن الشعب المغربي قد ابتلي في عهد الحسن الثاني بصانع الخرائط السياسية ادريس البصري منذ السبعينات من القرن الماضي إلى أن توفي الملك في يوليوز 1999 ، وقد ولد في الجزائر يوم 11 ماي ( بصري ) آخر لا يقل خطورة عن البصري المغربي وهو المسمى دحو ولد قابلية فمبروك على الشعب الجزائري هذا التخلف السياسي المبكي والمضحك في الوقت نفسه ، فلكل شعب وزيره البصراوي أو القابلياوي ( نسبة لولد القابلية ) لكن أن يأتي ولد قابلية في الجزائر في القرن الواحد والعشرين وفي سنة 2012 فهذا تخلف سياسي فظيع لأن ذلك يسير ضد مجرى التاريخ ...
كيف ذلك ؟
بعد إقالته بدأت هلوسات ادريس البصري في الصحافة الإسبانية ثم راديو الجزائر وقناة الجزيرة ، فكانت خرجاته الإعلامية بمثابة تنفيس له عن درجة الإذلال الذي بلغه بعد إقالته من منصبه ، ويذكر الجميع كيف أنه تجرأ وصرح بأن من حق الشعب الصحراوي أن يقرر مصيره عبر استفتاء في الصحراء الغربية ، بل وكرر ( نعم الصحراء الغربية أقولها وأعيدها ) في استفزاز صارخ لمشاعر المغاربة . وقد نشرت "الشروق اليومي " في يناير 2007 من مقر إقامة ادريس البصري من منفاه بباريس ،حيث قال " أنا شخصيا كمغربي مع صحراء مغربية، غير أنني أريد أن يكون استفتاء، أي حل عادل في نطاق الأمم المتحدة، من خلال تنظيم استفتاء ". وأضاف قائلا " نحن أول من طالب بإجراء استفتاء العام 1967، يجب أن نجري استفتاء حول قضية الصحراء " .
منذ تاريخ تقارب البصري المغربي مع المخابرات الحاكمة في الجزائر والشك يساور المغاربة أن الصندوق الأسود للحسن الثاني قد وقع في يد الحركي الحاكم في الجزائر وخاصة فيما يتعلق بملفات الصحراء لكن أن يستفيدوا من مهارات هذا الشيطان وخبراته في تزوير الانتخابات فهذا ما لم يكن في الحسبان وأن يأتي ذلك في وقت تهدد فيه الشعوب كل الأنظمة العربية الحاكمة فهذا تَحَدٍ سافر لإرادة الشعب الجزائري وضد مجرى التاريخ ، فأي صلف وأي خسة ودناءة للنظام الحاكم في الجزائر ؟.
في تونس حدث ما حدث وفرًّ بن علي وفي مصر خُلع مبارك وفي ليبيا قُتل القذافي وانهار نظامه وفي اليمن رحل صالح وفي سوريا لا يزال بشار القط يذبح شعبه في آخر رمق له وفي المغرب انقلب الوضع إلى النقيض وحكم الإسلاميون في نتائج مفاجئة ... لا يزال الوضع في موريتانيا يتأرجح بين حكم العسكر وثورة الشعب الموريتاني بالصراخ في وجه الرئيس العسكري : ارحل ارحل ارحل
هل هو ثمن القفزة النوعية للشعب الجزائري نحو المستقبل عام 1991 ؟
أما في الجزائر فقد ارتد الوضع إلى ما قبل التاريخ ، تاريخ انتفاضة أكتوبر 1988 ، فبعد هذه الانتفاضة المباركة جاء تغيير الدستور الذي سمح بالتعددية الحزبية ثم انتخابات دسمبر 1991 ، ثم كان إلغاؤها في يناير 1992 وكانت العشرية السوداء ..
جاء بوتفليقة وتغيرت في أيامه – رغما عنه - أوضاع كثيرة في العالم العربي وفي محيطه فكان ما يسمى بالربيع العربي وأُعلن عن انتخابات 10 ماي 2012 فاستبشر خيرا بعض الجزائريين خاصة الذين في أنفسهم ذرة من الطيبة والنبل لما قد يتمخض عن هذه الانتخابات لأنها في ظروف غير ظروف انتخابات 2007 فقد يرخي العسكر زمام الخناق ولو قليلا عن هذا لشعب الطيب ...
لكن انتخابات 10 ماي 2012 في الجزائر كانت طعنة مسمومة من الحركي الحاكم في الجزائر ...لقد دفع الشعب الجزائري ثمن تطلعه للمستقبل الديمقراطي عام 1991 بحرب قذرة ضده فذُبِح من ذُبِحَ وقُتِلَ بالرصاص من قتل في عشرية سوداء ، لكن أن يدفع ثمنا آخر ويؤدي الضريبة مرة ثانية بتزوير إرادته بطريقة سافرة فهذه جريمة ثانية في حق الشعب الجزائري .
ماذا يحتاج الفيل ؟ قيل : فيلة
لقد رزح الشعب الجزائري تحت قبضة المخابرات العسكرية الجزائرية منذ ما يسمى ( الاستقلال ) فكان هذا هو الفيل فزادته المخابرات الفيلة وهو ( البصري ) الجزائري دحو ولد قابلية صانع الخريطة السياسية لانتخابات 10 ماي 2012 بأرقى وسائل التزوير وأمام أنظار المراقبين الدوليين ، لقد كان البصري المغربي لاعبا ماهرا في القمار ولا شك أن ولد القابلية قد استفاد من مهارات ادريس البصري البهلوانية في هذا الميدان .
لا بد أن البصري قد سلم لوزارة الداخلية الجزائرية ملفات الخبرة المغربية ومهاراتها في تزوير الانتخابات التي تبدأ بتقطيع مناطق الانتخابات وتشويه سمعة المخلصين للوطن من الرجال إلى اصطياد الانتهازيين من كل الفئات الشعبية ، والانتقال إلى فبركة البطاقات الانتخابية والاستفادة من بطائق الأموات وتغيير صناديق الاقتراع أوتهريبها أو سرقتها دون أن ننسى الاختطاف أو التهديد بالقتل والترعيب والترهيب والرشوة سواء بالمال أو المناصب أو السكن ... الخ الخ الخ ...
لا يزال الشعب المغربي يتذكر أن نتائج بعض المراكز الانتخابية كانت تذاع في نشرة الأخبار قبل أن تستكمل المراكز عمليات الفرز والوصول إلى الفائز فقد كانت وزارة الداخلية تتسلم محاضر نهائية قبل انتهاء عملية الفرز النهائي وتذيعها مباشرة عبر وسائل الإعلام في انقطاع تام عما يجري في الواقع ... كانت وزارة الداخلية في عهد ادريس البصري تُفَصّلُ النتائج تفصيلا كما تريد وترضى في صورة لا علاقة لها بالواقع ....
ولايزال المغاربة يتذكرون فضيحة انتخابات 1997 حيث رفض مرشحان اثنان نتيجة فوزهما في الانتخابات لأنهما اطلعا على حقيقة المحاضر والنتائج من مصادرها وعلما بما لا يدع مجالا للشك أنهما لم يفوزا بل فاز غيرهما ، لكن وزارة داخلية البصري زورت النتائج لصالحهما فكانت لهذين المرشحين الشجاعة والجرأة بحيث فضحا هذا المزور الأرعن ..
إن الشعب الجزائري الذي يعيش الفقر والمهانة هو في حاجة للخروج من هذه الدوامة التي طال أمدها فمن ديكتاتورية الحزب الوحيد أيام بومدين والشادلي بن جديد إلى العشرية السوداء إلى المخططات التفقيرية في زمن بوتفليقة ومنها إلى صناعة الخرائط السياسية على الطريقة البصرية في زمن دحو ولد قابلية .إذن فهي ردة إلى زمن التخلف السحيق .
أم هي حالة مصر قبيل الثورة ؟
يعلم الجميع أن الحزب الوطني المصري كان قد اكتسح انتخابات 2010 بالتزوير الصارخ وكان ذلك من أسباب ثورة 25 يناير 2011 فهل سيكون هذا التزوير لصالح الحزب الوحيد المسمى جبهة التحرير في الجزائر في 10 ماي 2012 هو القشة التي ستكسر ظهره إلى ما لا نهاية ؟ ومن خلاله تدمير نظام الحركي الحاكم في الجزائر ؟
لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور ..
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 17/05/2012
مضاف من طرف : presse-algerie
صاحب المقال : سمير كرم للجزائر
المصدر : www.algeriatimes.net