مبروك ساركوزي.. ميلاد وقتل

قلّما تجتمع لشخص فرحتان، واحدة بميلاد وأخرى بوفاة، ولكن الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي كان له ذلك، فقد ولدت له طفلة من عارضة الأزياء كارلا بروني، وقتل القذافي الذي سبب له صداعا كبيرا. وهنا وجب تهنئة ساركوزي -ولو جاءت متأخرة- على فرحته الكبيرة بهذين الحدثين. وربما هي الأقدار التي قاربت بين ميلاد طفلة ساركوزي وبين مقتل القذافي لتكشف أن الحرب على ليبيا ذات دوافع شخصية بحتة الهدف منها القضاء على القذافي شخصيا، رغم تخطيط الرئيس الفرنسي لأن يهدي سقوط طرابلس ومعه مقتل القذافي في 14 جويلية الماضي للفرنسيين بمناسبة العيد الوطني.وفي النهاية، كسب ساركوزي الرهان بعدما أسقط طرابلس وقتل القذافي وقتل معه سر علاقاته المشبوهة معه عندما كان العقيد زعيما وساركوزي مجرد وزير. وفي كل الأحوال ستكون ليبيا ورقة صعبة سيستخدمها ساركوزي أمام خصمه الاشتراكي فرانسوا هولاند في رئاسيات .2012
لكن هل كسب الليبيون الرهان بمقتل القذافي؟ لا يبدو ذلك، وقد شاهد العالم أجمع همجية هؤلاء الذين قبضوا على القذافي وابنه المعتصم، فقاموا بالتنكيل بهما وبانتهاك حرمتهما أحياء وأموات. صحيح أن القذافي حكم شعبه بالحديد والنار ومارس جنونه عليهم لعقود من الزمن، وقد كانت ل''الثوار'' فرصة تاريخية للانتقام منه بطرق كثيرة تختلف عن همجية الصور التي شاهدناها. فقد قبضوا عليه حيا ولم يكن باستطاعته الهرب، فلماذا أعدموه وضيعوا هذه الفرصة؟ أعدموه لأن القرار ليس بأيديهم، أعدموا القذافي لأنه أزعج كثيرا قادة الحرب على ليبيا، وفي مقدمتهم ساركوزي.
[email protected]