يدور هذا البحث حول مبدأ الفصل بين السلطات في النظام السياسي الإسلامي، ويركز على زمن النبي صلى الله عليه وسلم، وزمن الخلافة الراشدة، باعتبار تلك الحقبة الزمنية التي تشكل النموذج الحقيقي للحكم الإسلامي.
وبعد البحث في القواعد التي يؤسس عليها الحكم في الإسلام، وفي كيفية تنظيم السلطات وممارستها في هذه الفترة الزمنية، تبين أن نظام الحكم في الإسلام ذو طبيعة خاصة، لأنه يقوم على مبادئ إلهية سامية وراقية عن تلك المكرسة في النظم الدستورية، وأن فكرة الاستبداد كانت مستبعدة من الحكم الإسلامي في تلك الفترة، لأن من يتولى الحكم أو القضاء لا بد أن يتوفر ابتداء على شروط تحول بينه وبين الاستبداد، ومنها العدالة والاستقامة.
كما تبين أن جوهر مبدأ الفصل بين السلطات كان موجودا في نظام الحكم في الإسلام، ولا يتنافى معه، ومجسدا ولو نسبيا في فصل السلطة التشريعية عن غيرها.
أما ربط غياب هذا المبدأ بحتمية الظلم والاستبداد فهي مغالطة، بدليل أن الحكم في العهد الإسلامي حقق العدالة والمساواة وكفل الحريات لجميع الناس وما ساد الاستبداد إلا بعد ابتعاد الناس عن شرع الله ومنهجه
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 06/11/2022
مضاف من طرف : einstein
صاحب المقال : - ابو صفية فخري - خشمون مليكة
المصدر : Revue Académique de la Recherche Juridique Volume 8, Numéro 1, Pages 267-281 2017-05-28