مباريات الخضر منذ الاستقلال من 1963 إلى 2018 (الحلقة الخامسة والثمانون)

13 سبتمبر 2010 من الشيخ إلى الجنرال ..
بعد أن توقفنا في حلقة أول امس مطولا عن الطريقة التي أبعد بها المدرب رابح سعدان من تدريب المنتخب عقب التعادل المخيّب الذي سجله منتخبنا بملعب تشاكر أمام المنتخب التنزاني بهدف لمثله ضمن الجولة الأولى من تصفيات كاس أمم إفريقيا (الغابون - غينيا الاستوائية 2012) إضافة إلى كل هذا تعرفنا وبإسهاب عن المسيرة الكاملة للشيخ رابح سعدان الذي أرغم بالخروج من بيت المنتخب الوطني من النافذة وهو الذي دخل من الباب الواسع.
فور استقالة أو إقالة المدرب رابح سعدان تم الاستنجاد بالمدرب الجزائري عبد الحق بن شيخة الذي كان يلقب في تلك الفترة ب الجنرال ترى كيف تم تعيين هذا الأخير على رأس العارضة الفنية للمنتخب الوطني؟ ومن هو عبد الحق بن شيخة؟ وماذا قال في أول ندوة صحفية عقدها فور تعيينه؟ كل هذا سنتعرف عليه حالا في حلقة هذا العدد فرحلة سعيدة عبر دهاليز تاريخ مباريات الخضر .
بعد استقالة (إقالة) سعدان
روراوة يستنجد بعبد الحق بن شيخة
لم يتأخر الرجل الأول في الاتحادية الجزائرية لكرة القدم آنذاك الحاج محمد روراوة بتعيين التقني الجزائري عبد الحق بن شيخة على رأس العارضة الفنية للمنتخب الوطني خلفا للمدرب الشيخ رابح سعدان.
أسبوعا واحدا كان كافيا لمحمد روراوة بإيجاد خليفة رابح سعدان عقب التعادل المخيّب الذي سجله زملاء مجيد بوقرة بملعب مصطفى تشاكر أمام المنتخب التنزاني بهدف لمثله تعادل أثار غضب الجماهير الجزائرية حيث طالب الجمهور الحاضر بملعب تشاكر خلال المباراة بضرورة إبعاد رابح سعدان وهو الذي أقدم عليه روراوة فأسبوع واحد كان كافيا ليجد خليفة خل بعد القرار المتخذ في حق رابح سعدان في اليوم الموالي من مباراة تنزانيا وكان كل شيء كان مرتبا.
وحسب ماقيل في تلك الفترة أن روراوة كان مبرمجا بإبعاد رابح سعدان بل أجبر بالاستنجاد بعبد الحق بن شيخة الذي كان يعرف في الأوسط الرياضية باسم الجنرال نظرا لصرامته مع اللاعبين وهذا في جميع الفرق التي سبق وان دربها من قبل.
لكن لو كان يدري المدرب الحالي لفريق وفاق سطيف ما كان ينتظره في المنتخب الوطني لما قبل عرض روراوة كيف لا وهو الذي نعته الجمهور الجزائري بعد مباراة العار أمام المغرب بمراكش والتي خسرها منتخبنا 4/1 ب الشانبيط وتلكم هي حكاية اخرى سنرويها لكم في حلقات مقبلة فدعونا نبقى في حلقة هذا العدد لنتعرف كما سبق الإشارة إليه في مقدمة هذه الحلقة عن المدرب عبد الحق وأشياء أخرى لها صلة بهذا الأخير.
13 سبتمبر 2010
تعيين بن شيخة مدربًا للمنتخب الوطني الأول
أعلن الاتحاد الجزائري لكرة القدم أمسية يوم الاثنين 13 سبتمبر 2010 عن تعيين عبد الحق بن شيخة مدربا جديدا للمنتخب الأول بعد استقالة (إقالة) المدرب رابح سعدان على خلفية تعادل المنتخب الجزائري أمام نظيره التنزاني ضمن تصفيات كأس إفريقيا 2012.
وقال الاتحاد في بيان صدر في ذات اليوم على موقعه على شبكة الإنترنت إن تعيين بن شيخة يعد تجديدا لثقة الاتحاد في المدربين الجزائريين من ناحية وضمان الاستقرار للطاقم المسير للمنتخب الوطني من ناحية أخرى.
وأضاف البيان أن ابن شيخة يعد من الإطارات الشابة التي لديها كل المؤهلات التي حصل عليها خلال تجربة طويلة في الملاعب الجزائرية والأجنبية.
وأكد ذات البيان أن مهمة المدرب الجديد هو تأهيل المنتخب الأول إلى كأس إفريقيا 2012.
وأشار البيان إلى أن الطاقم التقني الذي كان يعمل مع المدرب السابق رابح سعدان والذي يتألف من مساعد المدرب زهير جلول ومدرب حراس المرمى حسن بلحاجي سيبقى هو نفسه بل سيتدعم بتقنيين آخرين ينضمون لاحقا إلى المنتخب بهدف دعم أداء الفريق الأول.
==
صال وجال في تونس والمغرب
بن شيخة لعب لشباب بلوزداد ودرّب شباب الدار البيضاء الجزائري
عبد الحق بن شيخة المدرب الحالي لفريق وفاق سطيف هو مدرب كرة قدم جزائري ولد يوم 22 نوفمبر 1963 بمدينة برج بوعريريج لعب خلال مسيرته الكروية لعدة فرق لكن أشهرها فريقي مولودية الجزائر وشباب بلوزداد.
بعد نهاية مسيرته الرياضية كلاعب دخل عبد الحق بن شيخة عالم التدريب وهو حاصل على ماجستير في منهجية التدريب الرياضي بدايته كانت مع الأندية الصغيرة منها نادي شباب الدار البيضاء المنتمي حاليا إلى بطولة القسم الثاني هواة المجموعة الوسطى بعدها اشرف على تدريب المنتخب الأولمبي 1997 ثم شباب بلوزداد من 1998 إلى 2001 حيث تحصل على بطولتين 2000/2001.
بعدها تحول إلى مولودية الجزائر 2001/2002 ثم اتحاد الحراش 2002/2003 بعدها عرض عليه محمد روراوة الرجوع للمنتخب الوطني الأولمبي 2003/2005 حيث اهل الفريق للالعاب البحر الأبيض المتوسط بالميريا الأسبانية بعدها رحل بن شيخة إلى الخليج (قطر) وساهم في صعود نادي أم صلال القطري إلي دوري المحترفين 2005.
في الموسم الموالي 2006/2007 انتقل إلى تونس وتولى تدريب الترجي الرياضي الجرجيسي خلال موسم 2007-2008 درب النادي الأفريقي التونسي وأحرز معه البطولة المحلية.
على الرغم من العروض من اتحاد كرة القدم الجزائري والأندية في دول الخليج (وهي عروض مغرية جدا) مدد بن شيخة عقده مع النادي الإفريقي لسنة واحدة. فاز بكأس شمال إفريقيا للأندية البطلة في 25 جانفي 200 وبلغ نصف نهائي كاس الكلف
بعد سوء تفاهم بينه وبين إدارة النادي الإفريقي قرر عبد الحق بن شيخة العودة إلى ارض الوطن لم يتأخر بعدها الرئيس السابق للفاف محمد بوراوة بتعيينه مدربا للمنتخب الوطني للاعبين المحليين ونجح في تاهيله إلى نهائيات كأس أمم إفريقيا التي جرت بالسودان عام 2011.
خلال الأدوار النهائيات في السودان تمكن الجنرال من قيادة المنتخب الوطني إلى المربع الذهبي حيث خسر أمام المنتخب الإيفوراي بضربات الجزاء.
النتائج الباهرة التي حققها ابن مدينة برج بوعريريج مع المنتخب الوطني للاعبين المحليين دفعت بمحمد روراوة بتعيينه على رأس العارضة الفنية للمنتخب الأول خلفا للمدرب رابح سعدان.
===
فور تعيينه مدربا للمنتخب الوطني الأول
بن شيخة: لست جنرالا
أيام قليلة بعد تعيينه على رأس العارضة الفنية للمنتخب الوطني عقد عبد الحق بن شيخة أول ندوة صحفية له بقاعة المحاضرات بالملعب الأولمبي 5 جويلية ومما قاله بن شيخة أمام كم هائل من رجال الإعلام أنا لست جنرالا انا مدرب جزائري عادي أطمح لمواصلة مسيرة المنتخب الوطني إلى الأمام .
وخلال هذه الندوة فند عبد الحق بن شيخة ما تداولنه بعض الأطراف باشتراطه بعض الأمور مقابل قبوله الإشراف على محاربي الصحراء في مهمة تأهيلهم إلى نهائيات كأس أمم إفريقيا 2012 بالغابون وغينيا الاستوائية.
مستعد للعمل كمنظف من أجل الجزائر
أكد بن شيخة أنه لم يضع أي شرط أثناء جلوسه مع رئيس الاتحادية الجزائرية لكرة القدم محمد روراوة (السابق) بعد أن اتصل به للإشراف على المنتخب الوطني.
وضرب بن شيخة بذلك خرجات الأطراف التي أرادت التشويش عليه منذ البداية ضربة قوية وأضاف أنه لم يمض بعد على عقده مع الفاف وأنه مستعد للعمل مجانا من أجل الجزائر وأنه لمّا وُجهت له الدعوة للعودة إلى أرض الوطن سابقا ترك تونس من أجل تلبية نداء الوطن مضيفا أنه مستعد للعمل كمنظف من أجل الوطن وأن مسؤولي النادي الإفريقي من قبل طلبوا منه البقاء لكنه أقنعهم أن النقاش في أمر يخص الجزائر ليس بإمكانه الخوض فيه.
وطلب عبد الحق بن شيخة عدم تلقيبه ب الجنرال (كانت مستعملة بكثرة في تلك الفترة) بما فيهم رجال الصحافة وقال ممازحا الحضور إنه قام بأداء واجب الخدمة الوطنية ولم يكن أبدا برتبة الجنرال واستغرب في السياق نفسه الحديث الكثير في الآونة الأخيرة حول إقدامه على فرض الانضباط الصارم بطريقة ترهب اللاعبين مؤكدا أنه لن يحول المنتخب إلى ثكنة كما يتحدث البعض وأن معاملته لزملاء بوفرة ستكون عادية إلى درجة أنه سيلعب دور الأخ والأب محاولا الاقتراب منهم لخلق أكبر تفاهم معهم مفيد كثيرا للتشكيلة.
منذ 1970 وأنا فوق الميدان... تدريب الخضر كان حلمي ومستعد لرفع التحدي
وواصل بن شيخة تأكيد استعداده لرفع التحدي بعد قبوله عرض إشرافه على المنتخب حيث قال إنه لا يخشي المسؤولية خاصة وأنه نزل إلى أرضية الميادين منذ سنة 1970 (بداية ممارسته لكرة القدم مع الأصناف الصغرى بشباب بلوزداد) وذلك لا يترك له المجال للتردد أو خشية أي مهمة في مجال التدريب لأن -حسبه-من يخاف فعليه التوقف عن مهنة التدريب ورغم أنه مقتنع أن العدو الأول للمدربين هو النتائج الفورية إلا أنه متفائل بقدرته على قيادة المنتخب نحو نهائيات كأس أمم إفريقيا رغم صعوبة المهمة في مثل هذه الفترة ولم يخف بن شيخة أن حلم تدريب الخضر رواده في صغره وهو حلم كل مدرب جزائري.
سأرفع التحدي
رفع بن شيخة تحدي صعب مع الخضر وأكد أنه ذاهب مع محاربي الصحراء إلى إفريقيا الوسطي لخوض الجولة الثانية من تصفيات الكان من أجل تحقيق الفوز والحفاظ على حظوظ النخبة الوطنية في التأهل إلى النهائيات.
هذا وأبدى مدرب المنتخب إرادة واستعداد قويين في مهمته الجديدة نحو أدغال إفريقيا من أجل تصحيح مسار التشكيلة إثر التعثر السابق أمام تنزانيا وكذا النتائج المتذبذبة منذ فترة وإلى الأزمة الخضر في المباريات الودية والرسمية على حد سواء ويبدو أن بن شيخة ينوي استغلال ثقته لعدم التخوف أو خشية أي عائق قد يواجهه في مشواره الجديد مع المنتخب الوطني.
أحمل مشعل المدربين المحليين وفخور بذلك
وقال بن شيخة إنه يحمل مشعل المدربين المحليين بعد أن أصبح مدربا للخضر وأنه فخور بذلك وسيشرف المدرب المحلي خاصة وأنه خريج المعهد الوطني التكنولوجي للرياضة وهو ما يزيد في ثقته وإرادته من أجل رفع التحدي وأداء المسؤولية الملقاة على عاتقه على أحسن حال.
أحترم من لا يرغبوني مدربا للخضر وأشكر كل من يقف إلى جانبي
تحدث بن شيخة بطريقة دبلوماسية كبيرة إذ أكد احترامه لمن لا يرون فيه المدرب المناسب لمحاربي الصحراء وممن لا يرغبون فيها على العارضة الفنية للمنتخب وأظهر على إثر ذلك أولى نقاط قوته في التعامل مع خصومه في بداية مشواره مع الكتيبة. وبالمقابل قدم شكره وعرفانه الكبيرة للذين وقفوا بجانبه وساندوه ويشجعونه لمهمته الجديدة.
أدعوا الجماهير للوقوف معنا.. الوثوق فينا والصبر علينا
وجّه بن شيخة دعوته إلى جماهير المنتخب ونوه بالدور الأبرز الذي تلعبه في مساعدة الخضر لتحقيق نتائج إيجابية من خلال الوقوف إلى جانبهم في أصعب الفترات وقال بن شيخة أنه على الأنصار مساندته هو ولاعبيه في بقية مشوار التصفيات وهم مدعون للحضور بقوة في المواعيد القادمة.. على الأنصار وضع ثقتهم في المدرب وفي اللاعبين والصّبر عليهم .