مبارك كان يريد دائما الإيقاع بين عمر سليمان والمشير طنطاوي اللواء شفيق البنا المدير السابق لمكتب الرئيس المخلوع ل''الخبر''

وصف اللواء شفيق البنا، الذي عاش 25 سنة في قصر الرئيس المصري المخلوع، وفاة عمر سليمان رئيس المخابرات العامة المصرية ونائب مبارك، بالخسارة الكبرى لمصر التي فقدت رجل من أفضل رجالها وأشجعهم، ومن الصعب تعويضه.
تحدث اللواء شفيق البنا في تصريح ل''الخبر''، عن علاقة عمر سليمان بالرئيس المخلوع مبارك، قائلا ''عمر سليمان مات ودفن معه خزان أسرار مبارك، فقد كان أمينا جدا وقويا وملتزما في عمله، وكان يحرج مبارك في الكثير من المواقف، خاصة عندما كان يطلب منه تقريرا عن بعض الوزراء، وكان ينفذها بكل إخلاص ويعلمه بكل التفاصيل الجيدة منها والسيئة، ومدعمة بالمستندات والصور، وكنت أطلع عليها شخصيا، إلا أن مبارك كان ينفذ قراراته ويطلب منه عدم التدخل، وفي النهاية كان سليمان موظفا ينفذ قرارات الرئيس، بغض النظر عما إذا كانت صحيحة أو خاطئة''، مردفا ''لقد حاول مبارك مرارا وتكرارا الوقيعة بين عمر سليمان والمشير طنطاوي ووزير داخليته السابق حبيب العادلي، غير أن سليمان بذكائه كان متفطنا لهذه الأفخاخ''.
وأكد المتحدث أن عمر سليمان كان حريصا على الوقوف مع الفلسطينيين ومناصرتهم أمام أمريكا وإسرائيل، ''إلا أن مبارك كان يحجم اقتراحاته، خاصة عندما قرر فتح معبر رفح بصفة مستمرة أمام الفلسطينيين، لكن مبارك كان يأمر بغلقه، وفي المقابل، فتح معبر طابا أمام الإسرائيليين ليدخلوا مصر من دون تأشيرة''، وقال البنا إن الرئيس المخلوع كان يحترم سليمان جدا، ويناديه ب''عمر بيه''.
وأضاف اللواء البنا أنه يراوده الشك في وفاة عمر سليمان، خاصة وأنه مات في أمريكا، قائلا ''ليس بعيد على أمريكا أن تقتل سليمان، وهي التي قتلت شاه إيران في مستشفى المعادي بمصر، وكانت سببا في خروجه من الماراطون الرئاسي، بإعطائها تعليمات إلى المجلس الأعلى للقوات المسلحة باستبعاده، فشعر وقتها بأنه غير مرغوب فيه لا من أمريكا ولا من المجلس العسكري، وكان غاضبا جدا وفي حالة اكتئاب''.