مبادرة ضد استغلال النساء في العمل

كان لافتاً جداً ما قامت به منظمة أوكسفام (وهي إحدى أكبر المنظمات الخيرية الدولية المستقلة في مجالي الإغاثة والتنمية) صباح اليوم عند تقاطع شارعي كوين وبيتر في مدينة #تورنتو حين قامت بوضع مجسّم لغرفة فندق في مكان بارز من الشارع وطلبت الى المارة محاولة ترتيب الغرفة ضمن وقت محدد.
وقد استحقت هذه المبادرة اهتمام الاعلام والرأي العام ولاسيما أن المحور الاساسي يدور حول استغلال النساء في مكان العمل.
وفي هذا الإطار، أضاء تقرير جديد أعدّته منظمة أوكسفام كندا، وحصلت عليه صحيفة ذي ستار في ترونتو، على وضع العاملين والعاملات في مجال تنظيف وترتيب الغرف في الفنادق فاعتبر ان هذه الوظيفة ليست غير مستقرة فحسب إنما ايضاً خطيرة.
فإلى التعب الجسدي، تبيّن أن معدّل إصابة العاملين والعاملات المكلّفين تحضير الغرف في فنادق أميركا الشمالية هو أعلى من معدّل إصابة العاملين في مجال توضيب اللحوم والذي يُعتبر خطيراً جداً.
ويوظّف 8,000 فندق في كندا أكثر من 300,000 عامل، يهتم ربعهم بتنظيف الغرف.
وتشكّل النساء والأقليات المرئية 95 % من العاملين في هذا المجال.
ويتعين على هؤلاء النساء تنظيف ما يراوح بين 16 و17 غرفة ضمن فترة 8 ساعات، وبما أن الأمر يستغرق عادةً بين 15 و90 دقيقة لتنظيف الغرفة، يعمل العديد منهن أربع ساعات من العمل الإضافي غير مدفوع الأجر.
وتقول كاتبة التقرير "ديانا ساروزي" أن هؤلاء النساء اللواتي جئن إلى كندا لبناء مستقبل أفضل يواجهن الاستغلال.
ووجدت ساروزي أن زيادة مستوى الرفاهية التي يتم توفيرها حالياً في الغرف تزيد من عبء العمل، فالفراش وحده يمكن أن يزن أكثر من ستة كيلوغرامات، كما تصل زنة عربات التنظيف الى 136 كيلوغراماً.
ويبقى أكبر عامل يهدد العاملين والعاملات في هذا القطاع، وفقاً للتقرير، هو طبيعته غير المستقرة.
وفي هذا الإطار، اشار التقرير الى أن أحد فنادق تورنتو يستخدم 28 مدبرة غرف في مواسم الذروة، وثماني في المواسم العادية، اي أن 20 منهن لا يملكن دخلاً مستقراً.
ويعجز الكثير من هؤلاء عن العثور على عمل لأن مهاراتهم الوظيفية محدودة لذا يمكثون فيها لمدة 20 أو 30 عاماً.
أضف أن مهامهم متعبة جداً حتى يصبح من المستحيل بالنسبة اليهم اغتنام الوقت لرفع مستوى تعليمهم أو تطوير مهارات جديدة.