الجزائر

ماليتحركات مكثفة من أجل العودة إلى الحياة الدستورية




كشفت مديرية البناء والتعمير لولاية عنابة، عن تخصيص غلاف مالي معتبر يقدر بـ60 مليار سنتيم موجهة لترميم السكنات القديمة بالولاية، خاصة منها المتعلقة بالمباني الهشة التي تعود إلى الحقبة الاستعمارية، وقد أوكلت عملية الأشغال إلى ذات القطاع الذي كان قد انتهي من إعداد الدراسة الأولية التي شملت نحو ألف سكن هش.
وكان الديوان الجهوي لترميم المدينة قد رفع تقريرا إلى وزارة السكن والعمران في أكثر من مناسبة، لإدراج المناطق الأثرية في مخططها السكني الجديد، إلا أنه تم تأجيل النظر في ملف السكنات القديمة بالولاية، الأمر الذي زاد في هشاشة السكنات التي تحولت إلي خراب بسبب الرياح القوية والأمطار، بالإضافة إلى الاستغلال العشوائي لهذه السكنات من طرف القادمين من الولايات المجاورة إلى مدينة عنابة، خاصة خلال العشرية الحمراء.
وعليه، قد وافق مدير البناء والتعمير جمال نوارة، عن الاهتمام بملف المدينة القديمة، خاصة  منها المباني ذات الطراز الأوروبي، والتي تقع بقلب المدينة العتيقة بلاص دارم، وفي سياق متصل، حظيت سكنات الغزالة بعملية الترميم،  تبعا للدراسة والتقارير الموجهة لفحص وضعية مثل هذه السكنات، والتي تتطلب الترميم والتهيئة وفق معايير البناء الحضري للولاية.
 
شرع الرئيس الانتقالي المالي في مشاورات مكثفة مع مختلف الأطراف الفاعلة في بلاده من أجل تسريع إعادة السلطة إلى المدنيين تمهيدا لمرحلة انتقالية تنتهي بتنظيم انتخابات رئاسية ونيابية وعودة الحياة الدستورية.
وعاد ديونكوندا طراوري رئيس البرلمان المالي الذي سيقود المرحلة الانتقالية من بوركينا فاسو المجاورة مباشرة بعد الاتفاق الذي توصلت إليه دول مجموعة غرب إفريقيا مع قادة الانقلاب في العاصمة باماكو يقضي بنقل السلطة إلى المدنيين مع ضمانات بعدم ملاحقتهم وحصولهم على عفو عام.
والتقى طراوري أمس بقائد الانقلابيين النقيب امادو سانوغو الذي بحث معه آليات تنفيذ اتفاق مجموعة ''الايكواس'' الذي أقنع الانقلابيين بالانسحاب من السلطة لصالح حكومة مدنية انتقالية تقوم بتسيير الشأن العام في البلاد إلى غاية تنظيم انتخابات رئاسية ونيابية بهدف وضع حد لحالة الفراغ الدستوري بعد الإطاحة بنظام الرئيس امادو توماني توري في الثاني والعشرين من الشهر الماضي.
ولكن الاتفاق المتوصل إليه قفز على مهلة الأربعين يوما وأكد على ضرورة الاتفاق على مرحلة انتقالية أطول تكون كافية لتنظيم هذه الاستحقاقات بقناعة أن الأوضاع الأمنية في البلاد لن تمكن من عودة الأمور إلى سابق عهدها وخاصة في ولايات الشمال التي أعلنت الاستقلال عن الدولة المركزية في باماكو.
وفي بادرة لتأكيد حسن النية قررت مجموعة دول غرب إفريقيا التي تعد دولة مالي احد أعضائها رفع العقوبات الاقتصادية التي سبق وان فرضتها عليها مباشرة بعد انقلاب 22 مارس بعد أن زالت دواعي الإبقاء عليها.
وحيا الرئيس الانتقالي ديونكوندا طراوري في لقاء مع ممثلي مختلف الأحزاب وتنظيمات المجتمع المدني موقف الانقلابيين وقال إن البلد في حاجة إلى قوات جيشه من اجل استعادة النظام الدستوري وبسط السيطرة على كل مناطق البلاد في إشارة واضحة إلى ماهو جار في شمال البلاد بعد سيطرة متمردي الحركة الوطنية لتحرير الازواد والتنظيمات الإرهابية المنتشرة هناك على نصف مساحة البلاد وإعلان استقلالها من جانب واحد.
وشكلت هذه المعضلة جوهر اجتماع العاصمة الموريتانية نواقشوط لدول الميدان، الجزائر والنيجر وموريتانيا الذي خصص لبحث تطورات الأوضاع في مالي الدول العضو والتي لم تحضر اللقاء والموقف الواجب اتخاذه لإنهاء هذا المأزق.
وإذا كان وزير خارجية النيجر محمد بازوم لوح بورقة استعمال القوة الذي هددت به دول مجموعة ''الايكواس'' بتخويل أممي لإرغام التنظيمات الإرهابية وحركة الازواد على العودة إلى مواقعها الأصلية قبل انقلاب 22 مارس فإن الجزائر فضلت على لسان الوزير المنتدب المكلف بالشؤون المغاربية والإفريقية عبد القادر مساهل لغة الدبلوماسية بقناعة أن أي خيار لاستعمال القوة أو أي تدخل عسكري مهما كانت الجهات المشاركة فيه سيزيد من تعقيد الوضع بدلا من المساعدة على إيجاد مخرج له.
وقال مساهل أن الوضع قد يزداد تعقيدا بسبب التجاذبات الحاصلة ويتعين تغليب فكرة الحوار بين الماليين حتى يتمكنوا من التوصل إلى أسس اتفاق سياسي دائم بينهم''. وهي القناعة التي قاسمه فيها وزير الخارجية الموريتاني حمادي ولد حمادي الذي طالب بحوار بين كل أطراف الأزمة في مالي . 



سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)