الجزائر

مالك بن نبي: وصراع الأفكار الإيديولوجية المحنطة - الحلقة الثامنة عشرة-



مالك بن نبي: وصراع الأفكار الإيديولوجية المحنطة
بقلم: موسى رابح موايسي
- الحلقة الثامنة عشرة-
20 الدجالين يستأسدون ويتطاولون على رفاة [مالك بن نبي] بدجلهم:
لعل من الدوافع الأساسية لتناول هذا الموضوع وقد تكون من المضحك والمبكي في آن واحد هي أن بعض المتشدقين المنافقين من الحربائيين والزأبقيين أنصاف المتعلمين والمتفيقهين وأشباههم والسفسطائيين الجدد الذي كنا نعتقد أن زمانهم قد فات ولم تعد لهم قيمة تذكر في دنيا الناس. وإذا بهم يظهرون من جديد ويخرجون من مخبئهم ويطلون برؤسهم كالفقاقيع (الفطريات)عندما تنزل عليها قطرات مع بداية فصل الشتاء. ولكن كما يقال عند العرب: (رجعت حليمة الى عادتها القديمة). حيث مازالوا يتطاولون كعادتهم السيئة ويستأسدون على رفاة كل ما هو مخلص لدينه ووطنه في هذا البلد فهو عدوهم اللدود فيتصدون له بشراسة ليشنوا عليه حملة شعواء. لايراعون في ذلك إلآ ولا ذمة. بداية من الأميرعبد القادر الى الشيخ عبد الحميد بن باديس والشيخ البشير الإبراهيمي و[مالك بن نبي] وهواري بومدين الخ.. ولم ينجو من نميمتهم أحد نظيف إلا ولمزوه وهمزوه بألسنتهم المنشارية الحادة. حيث يشعرون بلذة غامرة وشهوة عارمة عندما يقومون بنميمة ضد شخص نظيف ينهشون جسمه أو ينبشون رمسه. وكأنهم يجدون شهية في ذلك دون تقزز أو إمتعاض بلا خشية أو رهبة بما يعني أن قلوبهم قاسية أشد من الحجر بل حاشاه الحجر..
قال تعالى: ((ثم قست قلوبهم من بعد ذلك فهي كالحجارة أو أشد قسوة وإن من الحجارة لما يتفجر منه الأنهار وإن منها لما يشقق فيخرج منه الماء وإن منها لما يهبط من خشية الله وما الله بغافل ما تعملون)).(البقرة 74)..
وقال في هذا السياق الشاعر العراقي أحمد مطر:
حجرا ينصح حجرا قال له .*. لاتكون قاسيا كقلوب البشر
هذا في الوقت الذي نجد أن هؤلاء الثرثارين الذين يتكلمون كثيرا ولم يقولوا شيئا منذ عرفناهم. لقد كانوا يخافون من ظل أولئك الرجال يوم كانوا أحياء. لايملكون الشجاعة الأدبية للوقوف أمامهم في جميع المنتديات الفكرية والعلمية. وقد كانت توجه لهم الدعوات ولكنهم لايحضرون. لأن اللقاء فيه فلان وفلان ! وإذا حضروا لانجدهم إلا على موائد الأكل (الهرقمة). وقد صدر عنهم مالا يسر من الكلام ومما قيل عنهم: عندما توجه لهم الدعوة للمشاركة في بعض اللقاءات. فأول شيء يسألون عنه هو مكان اللقاء وإذا فيه (الهرقمة) ! بدلا من السؤال عن عنوان اللقاء وما هو الموضوع الذي يمكن أن يقترح عليهم لتحضيره..
هذه الصفات ليست موجودة عند الجزائريين إلا مارحم ربك وهم قليلون جدا. بينما العلاقة مع الأجانب تختلف فالأمر هنا على العكس من ذلك تماما..
وعندما ذهب أسيادهم الذين كانوا يشرفون البلاد أحسن تشريف في المحافل الدولية داخليا وخارجيا متربعين على عرش المنتديات والملتقيات واللقاءات الفكرية والعلمية وغيرهما لسنين عديدة لايضاهيهم أو يقف أمامهم كان هؤلاء الصغار لاينظر إليهم ولاتجد من يعيرهم أدنى التفاتة ولو من باب المجاملة وكأنهم غير موجودين..
و(هل غادر الشعراء من متردم) (21) ؟. ويقابله في المثل الشعبي: عندما غابت الطيور جاءت البومة (الهامة) تدور !..
وكذلك الشأن بالنسبة لهؤلاء الدراويش كتاب الحروز والتمائم أصحاب الفقهيات والحيضيات وجماعة البخور والجاوي. فعندما غادر الحياة أولئك الرجال الأفاضل وأفرغت الساحة منهم. إنقلبت الأمور رأسا على عقب. وظهر آخرون مزيفون قدموا أنفسهم على أساس أنهم الورثة الشرعيين مستغلين في ذلك غياب أصحاب الميراث الأصليين على الساحة الوطنية. وهي الفرصة التي أغتنموها وأستحوذوا على التركة فعاثوا في الارض فسادا وأتوا على الأخضر واليابس. وقضوا على كل ما هو جميل في هذه البلاد وأرجعوها قاعا صفصفا خاوية على عروشها كأنها لم تكن بالأمس جنة خضراء تسر الناظرين بنضارتها. بعدما كانوا مجرد دميات نكرات مجهرية تتحرك بواسطة خيوط شفافة. صاروا عمالق يترجلون اليوم لوحدهم فوق الحلبة دون منافس قوي. ووجه الغرابة يزداد هنا شدة وصلابة عندما نلاحظ أن هؤلاء الذين يمثلون النخبة المستنيرة (الأنتيليجانيا) هي الفئة الممثلة في هؤلاء يتزعمون الفكر على المستوى الوطني ولاينافسهم أحد أو يقف أمامهم أو يلج ساحتهم. فإلى حد الآن نرى أن هؤلاء لايستطيعون إستيعاب فكر [مالك بن نبي] أو فهمه ويشهد على ذلك كلامهم !..
أن الذي تعرض لنقد فكر [مالك بن نبي] يريد من خلاله أن يقلل من شأنه أو يحط من قيمته وهو في حقيقة الأمر قلم مأجور كما أنه يستطيع أن يكون في ظروف أخرى (بوقا) أو(بيدقا) مسخرا لخدمة أصحاب الطلاسم والجداول المشتغلين على ساحة (الصراع الفكري). أليس من المنطق والحكمة أن يتعلم المرء كيف يخاطب الآخرين ؟..
إنني أعيش الواقع كغيري من الناس وأعرف كما يعرف الناس ماذا أقول. ولست غريبا عن بلدي أو زائرا هبط من السماء لايعرف ثقافتنا وتقاليدنا ليحكم علينا حكما ربما يجانب الصواب سواء كان الحكم إيجابا أم سلبا. لهذا أقول أن الذي أعرف أباه لايخيفني !..
فهؤلاء المارقين المنحرفين عن الطريق المستقيم بغض النظرعن أنتماءاتهم الدينية أوأفكارهم الإيديولوجية والسياسية والثقافية واللغوية. فأنا خصم لمن كان ضد الإسلام بلا تمييز. وعليه فإني أرى هؤلاء شأنهم كشأن الخفافيش التي تخاف من ضوء النهار ولا تخرج إلا في ظلام الليل. أو كما هي عادة الآرانب لاتخرج إلا في غياب الذئب لتتبختر كما يحلو لها التبختر..
لقد نشط أصحاب هذه الأفكار الهدامة في السنوات الأخيرة لأنهم يعرفون أن وقت الأزمات هو أكثر الظروف ملاءمة لبث سمومهم. ومثلهم كالديك الذي ينفخ جناحيه وسط الدجاج والفراخ الصغار. لكن عندما يلوح طيف النسر من بعيد ويتمايل بجناحيه محاولا النزول رويدا رويدا. تراجع في كلامه وحاول الإختباء. ونادى في الفراخ والدجاج: الى الزريبة فقط. أما خارج الزريبة فلا أضمن لكم النجاة !..
21 شئ من ثقافة اليوم:
إن القلم ليرتعش في يدي والأسف والحسرة تحرق صدري واللسان يتلعثم ويريد أن يقول شيئا ولكنه لايملك الكلمات التي يجدها للتعبير عن الحالة البئيسة للثقافة والمعرفة في بلادنا. حيث تنعقد ملتقيات كثيرة ومتنوعة ومنها ملتقيات الفكر الإسلامي ذات الشهرة العالمية التي كانت تقيمها كل عام وزارة الشؤون الدينية مشكورة وتخصص لها الدولة ميزانية ضخمة تساوي مقدار بناء عدة مدارس وجامعات أو إعالة ألاف الأسر المعوزة التي لاتجد مأوى ومطعما ومدرسة أيضا. لاسيما في الولايات الداخلة والقرى النائية. أو بناء مصانع تشغل عشرات الألاف من الشباب البطالين والعاطلين المتسكعين في الشوارع. وهو ما يعطي صورة مشوهة عن الشعب الجزائري. ولاسيما في العاصمة التي تعج بالزوار الأجانب من كل بلدان العالم وهم يلاحظون تلك المظاهر السلبية التي لاتشرف الوطن..
وقد كلموني في هذا الشأن كثير من الأجانب. ويرون صورا نمطية تمس سمعة الجزائر على مستوى السياسي وهي بلد بترولي. وتتميز بمواقفها الشجاعة تجاه الشعوب المضطهدة لمقاومة نير الاستعمارالغاشم. وبلادنا في نظرغيرنا بلد غني بالثروات والخيرات. ونحن كما قال الشاعر العربي:
كالعير في البيداء يقتلها الظمأ .*. والماء فوق ظهرها محمول..
ثم نحن بلد شجاع لأنه أستطاع في نظرهم أن يفتك إستقلاله في ظرف قصير جدا. ومن خلال تلك المقاومة الباسلة أستطاع أن يدفع ثمنا باهضا (مليون ونصف شهيد) مقابل إسترجاع إستقلاله كاملا غير منقوص. فكيف يؤدي به الأمر الى هذه الحالة المأساوية التي هو عليها اليوم !..
فكيف يتراجع عن مبادئه ويتخلى عنها ويترك شعبه يعاني المسغبة ويعيش حالة الضنك وهي حالة مزرية لاتشرف سمعة الجزائرالمعروفة بمواقفها الإنسانية والثورية. هكذا قالوا.. وهذه كانت إنطباعات أولئك الزوار المدعوين للمشاركة في تلك الملتقيات التي كانت تقام في بلادنا كل عام وأستهلكت الملايير دون مقابل لم ينل منها الشعب إلا الفقر والعار..
يتبع..


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)