الجزائر

ماكرون يفاجئ العالم بتبنيه فكرة ترامب،،،



فاجأ الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون الدول الأعضاء في مجلس الأمن الدولي بقبوله فكرة مراجعة الاتفاق النووي الإيراني وصياغة اتفاق جديد نزولا عند رغبة الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب الذي استقبله في البيت الأبيض.وشكل موقف الرئيس الفرنسي تراجعا عن مواقفه السابقة التي دافع من خلالها عن هذا الاتفاق كان آخرها تصريحه الذي أدلى به قبل ركوبه الطائرة باتجاه الولايات المتحدة والذي أكد من خلاله أنه لا توجد خطة بديلة عن هذا الاتفاق.
والمفارقة أن الرئيس الفرنسي توجه إلى العاصمة الفيدرالية الأمريكية بقناعة القيام بمساعي لدى الرئيس دونالد ترامب لإقناعه بعدم الانسحاب من الاتفاق النووي بحلول تاريخ 12 ماي القادم على اعتبار أنه أفضل اتفاق يمكن التوصل إليه ولكنه وجد نفسه هو الذي يغير موقفه مؤيدا فكرة مراجعته التي دافع عنها الرئيس الأمريكي.
ولم تفهم عواصم الدول الموقعة على الاتفاق سر هذا الانقلاب وما الذي قاله الرئيس الأمريكي لنظيره الفرنسي حتى جعله يقتنع بفكرة إدخال تعديلات على القانون الذي جاء ثمرة عدة سنوات من المفاوضات العسيرة واعتبره وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف بأنه أكبر إنجاز تحققه الدبلوماسية الدولية في السنوات الأخيرة.
وكان وقع المفاجأة أكبر كون الرئيس ماكرون لم يجد ما يبرر به انقلابه على مواقفه سوى القول بوجود خلافات حول هذا النص وكان يمكن أن يكون المبرر مقبولا لو أنه عبّر عنه قبل القمة التي جمعته بالرئيس الأمريكي أول أمس.
وإذا كانت الغاية من المفاوضات التي دعا إليها الرئيس الأمريكي معروفة وهي فرض مزيد من القيود والعقوبات على إيران، فإن تساؤلات تفرض نفسها حول طبيعة المفاوضات التي يريد الرئيس الفرنسي الشروع فيها وطبيعة التعديلات التي يريد إدخالها على النص الأصلي المتوصل إليه شهر جويلية 2015 وشكل في حينه أكبر انفراج في أزمة كانت تتفاعل باتجاه الأسوأ وكادت في كثير من الأحيان أن تؤدي إلى حرب مفتوحة.
والمفارقة أن الطرح الفرنسي رفضته مسؤولة السياسة الخارجية الأوروبية فديريكا موغريني، التي أكدت أن الاتفاق يطبق ويجب أن تتم المحافظة عليه في تأكيد لتصريحات سابقة أدلت بها، على هامش اجتماع وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي يوم 16 أفريل بمدينة الليكسمبورغ، استبعدت خلالها إجراء أي مفاوضات جديدة حول التزاماتنا مع إيران».
ويبدو أن موغريني أحست أن الرئيس الفرنسي طعن الاتحاد الأوروبي في الظهر بموقفه «الأحادي» خاصة وأن المنتظم الأوروبي لعب إلى جانب الأمم المتحدة دورا محوريا في التوصل إلى الاتفاق النووي.
وهو شعور أحست به أيضا روسيا والصين وإيران التي عارضت جميعها كل فكرة للانصياع للشروط الأمريكية في انتظاره الموقف الذي ستبديه أنجيلا ميركل التي ستحل ضيفة يوم غد على البيت الأبيض للقاء الرئيس دونالد ترامب.
وأكدت السلطات الروسية على لسان ديمتري بيسكوف، الناطق باسم الكريملين أن بلاده مع المحافظة على الاتفاق ولا يوجد أي بديل له في الوقت الراهن، كونه جاء ثمرة جهود دبلوماسية بذلتها عدة دول. وتساءل بيسكوف حول ما إذا كان من الممكن في الظروف الحالية مراجعة الاتفاق ونضمن نجاحه.
وأبدى الرئيس الإيراني حسن روحاني رفضا قطعيا لكل فكرة لإعادة النظر في الاتفاق وتساءل هو الآخر بأي حق يقرر رئيسان من بين سبعة موقعين على الاتفاق إعادة النظر فيه ومراجعته.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)