الجزائر

ماكرون يتجاهل ملف الذاكرة



- الرئيس الفرنسي: أنا صديق الجزائر !أنهى الرئيس الفرنسي، ايمانويل ماكرون، أمس، زيارة صداقة وعمل إلى الجزائر بدعوة من رئيس الجمهورية، عبد العزيز بوتفليقة، وبعيدا عن البعد الاقتصادي الذي طالما تميز بالزخم والثراء في الزيارات الرسمية للمسؤولين الفرنسيين إلى بلادنا، لم يحد ماكرون، كما كان متوقعا، عن سنة زعماء الإليزيه في التعامل مع قضايا الذاكرة بحيث قال أنا هنا في الجزائر بصفتي صديقا، ولست رهين الماضي ، قبل أن يتدارك في ساحة البريد المركزي وسط الجزائر العاصمة: ماكرون المترشح هو نفسه ماكرون الرئيس . واستقبل الرئيس الفرنسي بمطار هواري بومدين رئيس مجلس الأمة، عبد القادر بن صالح الذي كان مرفوقا بالوزير الأول، أحمد أويحيى ونائب وزير الدفاع،رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي، الفريق أحمد ڤايد صالح ووزير الشؤون الخارجية، عبد القادر مساهل. وتندرج هذه الزيارة في إطار الشراكة الاستثنائية التي ما فتئت الجزائر وفرنسا تعملان على بنائها وتعزيزها. وترحم الرئيس الفرنسي، ايمانويل ماكرون بمقام الشهيد بالجزائر العاصمة على أرواح شهداء الثورة التحريرية المجيدة. وقام ماكرون، الذي كان مرفوقا برئيس مجلس الأمة، عبد القادر بن صالح ووزير الشؤون الخارجية، عبد القادر مساهل بوضع إكليل من الزهور أمام النصب التذكاري لشهداء الثورة التحريرية ووقف دقيقة صمت ترحما على أرواحهم الطاهرة، وبعدها توجه إلى ساحة البريد المركزي في الجزائر العاصمة قبل ان يتوجه إلى مقهى ميلك بار قرب تمثال الامير عبد القادر. وتأتي هذه الزيارة في سياق توقيع العديد من اتفاقيات التعاون الاقتصادي بين البلدين بمناسبة انعقاد الدورة الرابعة للجنة الاقتصادية المختلطة بين فرنسا والجزائر (الكوميفا) في شهر نوفمبر الماضي بالجزائر العاصمة، ومن جهة أخرى، عشية انعقاد اللجنة الحكومية المشتركة رفيعة المستوى اليوم بباريس تحت رئاسة الوزيرين الأولين مناصفة.
ماكرون المترشح هو نفسه ماكرون الرئيس !
وقال الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، أنه ثابت في تصريحاته التي أدلى بها كمرشح للرئاسيات، حول الذاكرة واعتراف فرنسا بجرائم الاستعمار في الجزائر، وأكد ماكرون في رده على سؤال صحفي في ساحة البريد المركزي بالجزائر العاصمة، امس، أنه ثابت على كلامه، وليس من الذين يتراجعون عن كلامهم سواءً كمرشح أو كرئيس لفرنسا. وفي فيفري الماضي، زار ماكرون الجزائر في إطار حملته الانتخابية، وصرح أن الاستعمار الفرنسي للجزائر شهد جرائم ضد الإنسانية، مخلفا ترحيبا في الجزائر، وموجة تنديد في فرنسا، خاصة من جانب اليمين واليمين المتطرف.
أنا صديق الجزائر !
وقبل ذلك، قال ماكرون في مقابلة مشتركة مع صحيفتي الوطن الناطقة بالفرنسية و الخبر الناطقة بالعربية نشرت امس أنا هنا في الجزائر بصفتي صديقا، وشريكا بنّاء يرغب في تعزيز الروابط بين بلدينا خلال السنوات القادمة، من أجل إثمار علاقاتنا الكثيفة . واضاف العلاقات الجديدة التي أود بناءها مع الجزائر والتي أقترحها على الطرف الجزائري هي علاقة شراكة ند للند، نبنيها على أساس الصراحة والمعاملة بالمثل والطموح . واكد الرئيس الفرنسي لديّ نظرة رجل من جيلي، نظرة رئيس تم انتخابه على أساس مشروع انفتاحي، أنا أعرف التاريخ، ولكنني لست رهين الماضي. لدينا ذاكرة مشتركة، يجب أن ندرك ذلك . وقال على فرنسا أن تبني مع الجزائر محورا قويا، محور أساسه الحوض المتوسط ويمتد إلى إفريقيا. بالطبع هناك صعوبات، ولكن يجدر بنا أن نتجاوزها مع كل الفاعلين في مجتمعينا، ومن أجل هذا، علينا أن نعمل معا في مجالات التربية وتطوير الاقتصاد والمبادلات الثقافية . ولفت الرئيس الفرنسي الى انه على الجزائر أن تنفتح أكثر. هناك العديد من العراقيل التي تعيق الاستثمار في ما يتعلق بمراقبة المساهمات وقواعد سعر الصرف في الجزائر .


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)