الجزائر

ماسينيسا سلماني يقدّم بنية التاريخ المعاصر في "ألف قرية"


يحتضن رواق "ريزوم" معرضا في الفن التركيبي للفنان ماسينيسا سلماني، بعنوان "1000 قرية" ويدوم إلى غاية الثاني جانفي المقبل ويضم أعمالا مختلفة تصبّ كلها في الفن المعاصر، ويعدّ أوّل معرض فني فردي بالجزائر للفنان ماسينيسا سلماني المقيم بفرنسا، والذي ترعاه المحافظة ناتاشا ماري لورنس.يركّز عمل ماسينيسا بشكل محوري على بنية التاريخ المعاصر، أو كيفية فهم البشر للأحداث التي يعيشونها، من خلال الاعتماد على ما يتم تداوله في القصص والصحف والقصائد والمفاهيم الفلسفية وحتى الإشاعة، بعدها يقوم بعملية الغربلة وأخذ ما يناسبه منها.
ودعت محافظة المعرض والمؤرخة في الفن ناتاشا ماري لونس الفنان سلماني عام 2021 لتطوير عمله الذي قدّمه بالبندقية (ايطاليا) عام 2015 بعنوان "1000قرية"، علما أنّ نقطة انطلاق سلماني في معرضه للفن التركيبي هذا، تتمثّل في أرشيف يتشكّل من قصاصات صحفية حول مشروع التنمية الحضرية الذي بدأته الحكومة الجزائرية في منتصف التسعينيات من القرن العشرين والمسمى ب"الثورة الزراعية"، بغية تنمية القطاع الزراعي الجزائري من خلال تجميع بنيته التحتية.
وانبهر سلماني بكيفية تحوّل مشروع الألف قرية اشتراكية من عدد لا يحصى من الأشكال المبنية إلى نوع من الضجة السياسية، وقد علم البعض بإنشاء عدد قليل من القرى، لكن القليل من الناس زاروا مواقع البناء وأقل منهم من كانوا يعرفون سبب تعليق المشروع.
كما لم يكن مسعى سلماني ولورينس إيجاد أجوبة حول توقّف هذا المشروع، بل اهتمام بكيفية بزوغ فكرة إنشاء ألف قرية وتأثيرها على مشهد التاريخ المعاصر للجزائر، وكذا تسليط الضوء على فائدته التي تعود على سكان الريف الذين جردوا من أراضيهم تحت نير الاستعمار أو نزحوا خلال حرب التحرير الطويلة.
وهكذا تحدّث سلماني ولورينس في الفترة الممتدة من عام 2021 إلى عام 2023، مع المهندسين المعماريين وصانعي الأفلام والمؤلفين والفنانين وعلماء الاجتماع والباحثين والصحفيين والمواطنين الجزائريين الذين إما عايشوا الفترة التي تم خلالها بناء 1000 قرية اشتراكية، أو كانت لهم علاقة ما بفترة من التاريخ الجزائري تظلّ حية في الخيال الجماعي للأمة، باعتبارها حقبة مزدهرة نسبيًا تتميّز بالبناء المتفائل والوحدة القومية. ليتتبعا الآثار الطفيفة التي احتفظ بها الناس في ذاكرتهم حول مشروع "ألف قرية"، بالإضافة إلى التحليلات التي يمكن أن تساعد في تفسير سبب اختفاء هذه المبادرة دون إعلان ما أو قرار.
بالمقابل، يقدّم سلماني في معرضه الأوّل بالجزائر، "1000 قرية"، رسومات جديدة وصور فوتوغرافية أصلية يعود تاريخها إلى السبعينيات لصاحبها المهندس المعماري والمخطط الحضري جعفر ليسبت، وكذا تسجيلات صوتية لمقابلة أجراها سلماني ولورنس مع عالمة الاجتماع فاطمة أوصديق في أفريل الماضي، بالإضافة إلى حوار بين سلماني وفنانين وباحثين من جيله وهم سعدية قاسم وسفيان زوقار ووليد عيدود.
ويضم معرض الفن التركيبي أيضا رسومات تحضيرية من العمل السابق الذي يحمل نفس الاسم، بالإضافة إلى رسومات حديثة .
للإشارة، ولد ماسينيسا سلماني عام 1980 بالجزائر العاصمة، يعيش ويعمل في تور الفرنسية وتيزي وزو. يضع الرسم في مركز ممارساته الفنية، كما يهتم بتقديم مواضيع جادة وفي نفس الوقت تنبض بالفكاهة. يستمد صوره الفوتوغرافية من الوسائط المطبوعة وينتج رسومًا متحركة قصيرة ومرحة ومنحوتات غامضة بالإضافة إلى تركيبات مكونة من رسومات مؤطرة وغير مؤطرة.
وقد تم ترشيح سلماني للحصول على جائزة مارسيل دوشامب. وفي عام 2015، حصل على تنويه خاص في بينالي البندقية السادس والخمسين، برعاية أوكوي أونويزور. كما ظفر بجائزة "آر كولكتور" وجائزة "سام" للمشاريع الفنية للفن المعاصر (فرنسا) في عام 2016.
علاوة على مشاركته في العديد من المعارض الفردية والجماعية الدولية، ويمثّل الفنان سلماني ماسينيسا، رواق "آن سارة بينيشو" بباريس ورواق "سلمى فرياني" بلندن وتونس ورواق "جان لومبار" بنيويورك. أما رواق "ريزوم" حاضن الفعالية، فيعدّ فضاء مستقلا يهتمّ بالترويج لأعمال الفنانين الناشئين والمرموقين سواء الذين يعيشون في الجزائر أو الغربة، وكذا يدعم انجاز المشاريع الاستثنائية مع إنشاء مجموعة متنوّعة لتبادل وجهات النظر المختلفة، وسدّ الفجوة بين الأجيال وتعزيز التعلّم المتبادل.
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)