الجزائر

ماذا ينتظر المواطنون من المترشحين؟



ماذا ينتظر المواطنون من المترشحين؟
ماذا ينتظر مواطنو بلديات الحراش وباش جراح وكذا بوروبة بولاية الجزائر، من المترشحين للانتخابات المحلية المزمع إجراؤها الشهر المقبل؟، وعشية انطلاق الحملة الانتخابية التي ستدوم لأزيد من 20 يوما، حاولنا استطلاع رأي بعض المواطنين وما ينتظرونه من ممثليهم في المجالس القادمة.كل مواطن يرى مميزات يجب حسبه أن تتوفر في مرشحه للانتخابات المحلية، في حين أجمع عدد كبير من الذين حاولنا استطلاع رأيهم في الموضوع، ببعض بلديات العاصمة، على غرار الحراش وباش جراح وكذا بوروبة، على أهمية توفر شرطين أساسيين هما النزاهة والانفتاح على الآخرين.
عدم التعالي على المواطن أمر ضروري
البداية كانت من بلدية باش جراح، حيث كان لنا بمدخل البلدية فرصة الحديث مع عدد من الشباب، حيث سألناهم عن أهمية الانتخابات المقبلة بالنسبة لهم وماذا ينتظرون من المنتخبين الجدد؟، وهل تمكنت العهدة السابقة من تحقيق المشاريع التي كانوا يطمحون إليها؟ وهل كانت في مستوى طموحات سكان البلدية؟، أجابنا الجميع، أنهم يأملون في أن تصنع المجالس المنتخبة هذه المرة الفارق، وأن تكون عند مستوى الوعود التي تقدم خلال هذه الحملة الانتخابية.
وفي هذا الإطار، قال الشاب «فريد» البالغ من العمر 27 سنة، "أتمنى من رئيس المجلس الفائز أن ينظر إلى حالة الشباب ويأخذ بيدهم، وأن يجتهد في تجسيد مشاريع من شأنها أن تفتح آفاقا جديدة للبلدية وتساهم في فتح مناصب شغل لهم".
وعما إذا تمكنت العهدة السابقة من تحقيق المشاريع التي أطلقتها، قال رضا، "أنظري إلى حالة الطرق بالحي وإلى القمامة المنتشرة بكل أرجائه، لم يتغير شيء حيث أنه، وفي كل عهدة يمطرنا المنتخبون بوعود كثيرة لتحسين ظروف عيشنا، لكن لا حياة لمن تنادي فكل تلك الوعود"، يضيف محدثنا، "كانت من أجل استمالتنا وكسب أصواتنا لا غير".
وعبّر سكان البلدية، عن أملهم في أن يكون المنتخبون الجدد في مستوى تطلعاتهم من خلال اجتهادهم في حل مشاكل المواطنين العالقة وتجسيد مشاريع جديدة ترفع الغبن عنهم، وكذا العمل على تذليل كل العراقيل التي تنغص حياة المواطنين.
وقال «فاتح»، عون إداري، إن أهم صفة لمرشحه هي "عدم التعالي على الآخرين ألاّ تصيبه حمى الكرسي وألاّ يضطر المواطن لأن يخرج من جلده حتى يعرفه، بل أن يبقى كما كان قبل استلامه المنصب وأن يعمل كما كان يتمنى أن يعمل من سبقه وأن يعمل على تحقيق العدالة الاجتماعية واحترام الناس وتحقيق مطالبهم".
أما السيد «رضا»، فقد أكد على ضرورة أن يكون المرشح شعبياً وأن يعمل على تحقيق المصلحة العامة.
وترى إحدى الشابات، أن المرشح يجب أن يتمتع بصفات أخلاقية وأن يكون محبوباً ومقبولاً من الآخرين، وأن ينسى مصالحه الخاصة وأن يكون منفتحاً على الآخرين ومتواضعاً ويتقبل أفكار الآخرين وملاحظاتهم ويعمل بكل جدية ومسؤولية.
المنتخب لابد أن يكون نظيف اليد ومحباً لبلده
نفس الآراء رددها على مسامعنا سكان بلدية بوروبة، حيث بدوا أكثر تشاؤما باعتبار أن بلديتهم لم تستفد من مشاريع من شأنها أن ترفع الغبن عنهم، خاصة ما تعلق منها بمشكل السكن والمرافق الترفيهية التي تغيب تماما عن بلديتهم، فضلا عن مشكل البطالة الذي أرهقهم كثيرا.
وفي هذا الصدد، أعرب سكان البلدية عن استيائهم وتذمرهم من استغلال بعض الأحزاب والتشكيلات السياسية لأوضاعهم المعيشية الصعبة واستثمارها في حملاتهم الانتخابية لحصد أكبر عدد من الأصوات، "بوعود لا تمت بصلة للواقع"، ففي كل مرة يقول سكان البلدية يكون فيها الوطن على موعد مع استحقاق انتخابي "يلجأ بعض المرشحين إلى أحيائنا ويطلقون حملاتهم الانتخابية، منها شعارات ووعود ومشاريع ضخمة، وعند نهاية العملية الانتخابية ونيل كرسي الاستحقاق .. لا حياة لمن تنادي".
ويرى المعلم ياسر الحسن، أن "أهم مقومات المرشح هي النزاهة وأن يواكب المرحلة ومسيرة الإصلاح وأن يضع مصلحة البلد فوق كل المصالح، فالوقت حالياً لا يتحمل التسويف، بل العمل الجاد وأن يرى الناس نتائج عمله على أرض الواقع وأن يتقبل النقد وتواصله دائم ومباشر مع المواطنين".
وقال أحد المواطنين، "أهم صفة أريدها في المرشح هي أن يكثر من الأفعال وأن يقلل من الأقوال، فهذه المرحلة هي مرحلة عمل، فالمواطن يريد أن يرى الخدمات على أرض الواقع وأن تتحقق العدالة بين الجميع دون استثناء، لأن تحقيق العدالة والتوزيع الجيد والمتوازن للخدمات يريح المواطنين ويقلل من الحساسيات والمحسوبية".
ويرى آخر، أن أهم صفة يرغبها بالمرشح هي "التواضع والقدرة على تحمل المسؤولية وأن يكون صاحب قرار ويعامل الناس سواسية وكذلك أن يكون نظيف اليد ومحباً لبلده ويعمل على تحقيق مصالح الناس لا المصالح الشخصية له ولعائلته".
نأمل أن تكون انتخابات 2017 مغايرة
انتقلنا من بلدية بوروبة باتجاه بلدية الحراش وبالتحديد إلى حي كوريفة، الذي طالما أطلق صرخات مواطنيه الذين عانوا التهميش.
وفي حديثنا مع سكان الحي لمسنا درجة الاستياء والامتعاض لديهم تجاه السلطات المحلية لبلديتهم، والتي حسبهم "لم تعر أي أهمية لمعاناتهم التي طال أمدها"، حيث لم تغير العهدات السابقة شيء في حياتهم، حيث عبر أحد المواطنين في هذا المقام: "في كل مرة يطلق فيها المترشحون حملتهم نتلقى وعودا بالترحيل، حيث يجعلنا المترشحون، نعيش أحلاما كبيرة، غير أننا و بمجرد انتهاء الحملة وتنصيب رئيس البلدية الجديد، نعود إلى معايشة الواقع المر الذي يلازمنا منذ عدة سنوات".
وفي هذا الصدد، عبر السكان عن أملهم في أن تكون انتخابات 2017 مغايرة تماما للانتخابات المحلية السابقة، وأن تكون في مستوى طموحات المواطنين وانشغالاتهم المرفوعة.
ويرى السيد صادق، "أن خدمة المواطن أولى الاهتمامات التي يجب أن يضعها المرشح المنتخب في تنفيذ المشاريع الضرورية وعلى المواطن في الجانب الآخر اختيار رئيس بلدية ذو كفاءة وشهادة مناسبة لا منصبا يتسلمه فقط".
وأشار بدوره الشاب عبد القادر عبد الله، "من ينجح في الانتخابات يجب أن يمثل مصالح المجتمع ويحقق الأهداف العامة المرجوة وأن يكون هناك تعاون مستمر مع قطاع التربية من مؤسسات تربوية ومدارس وذلك لبناء جيل قادر على العطاء والتنمية في المستقبل وقادر على ممارسة الديمقراطية في اختيار الشخصيات التي تعمل بضمير من أجل مستقبل هذا البلد".


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)