الجزائر

ماذا يقرأ لاعبو المنتخب الوطني؟



ماذا يقرأ لاعبو المنتخب الوطني؟
سؤال راودني وأنا أفكر في إنجاز هذا الاستطلاع، لأعرف ميول لاعبي كرة القدم عندنا، فهل مثلاً يقرأ شاوشي حارس عرين المنتخب الوطني لبلزاك؟ وهل يهتم يزيد منصوري ببؤساء هيغو؟؟ وماذا يقول الماجيك بوڤرة عن ميغل سرفنتس كاتب رائعة دونكيشوت، وهل تعرف ڤاواوي أواطلع على مقدمة ابن خلدون؟ ماذا يعرف اللاعب الجزائري عن الأدب؟ بعيدا عن المونديال وحمى من سيكون أساسيا ومن سيركن في دكة الإحتياط..لكن”.. هذه المقدمة كتبتها قبل أسابيع على أمل أن أحظى بأجوبة لاعبي المنتخب الجزائري، لكن للأسف، لم أظفر - إلى يومنا هذا - سوى بجواب من الماجيك مجيد بوڤرة، ننشره اليوم موازاة مع وقوف الخضر على عتبة التاريخ، والبقية قد تأتي قريبا إن شاء الله..بوڤرة الماجيك.. أو بودلير الكرة الجزائريّةيقول صخرة دفاع المنتخب الوطني، مجيد بوڤرة، إنّ ولعه بكرة القدم لم يكن يشكل له عائقا كبيراً أمام الدراسة، لذلك فقد تفوق سابقاً بالإضافة إلى كرة القدم، في الدراسة وخاصة مجال الإلكترونيك وبالتحديد الإعلام الآلي الذي كان مولعا به، وأضاف بوڤرة في حديث جمعه مع “الفجر”، أنه كثيراً ما كان يقضي أوقات فراغه في قراءة الكتب، خاصة تلك التي تعنى بالشعر.وفي ردّه على سؤالنا بخصوص أهم الكتب التي قرأها ولازال يحتفظ بها في ذاكرته، قال الماجيك إنه تأثر في فترة ما في حياته بالأعمال الشعرية الخاصة بالشاعر الفرنسي شارل بودلير، وبنظرة خاطفة عن حياة هذا الشاعر الذي بدأ كتابة الشعر في سنة 1857، عقب نشر ديوانه أزهار الشر، نجد أنّ هناك علاقة وتأثر بنفس البيئة التي عاشها الطرفان.. فقد تأثر الشاعر الفرنسي شارل بودلير كثيراً بالأدب والحياة الاسكتلندية التي كانت واضحة في أعماله وكتاباته المستوحاة من خلال ترجمات البالادات الاسكتلندية، والبالاد هو النص الذي يشبه الموال عند العرب، وهو الشكل الذي استوحاه وردزورث وكوليريدج في ثورتهما على جمود الكلاسيكية. أما اللاعب الجزائري مجيد بوڤرة، فقد قال في الكثير من التصريحات الإعلامية إنه يفضل العيش في اسكتلندا التي يلعب لفريقها رينجرز غلاسكو منذ سنة 2008، وتحصل معه على ثنائية الدوري والكأس عام 2009، كما تحصل معه على لقب أفضل لاعب في اسكتلندا لسنة 2009، حيث يجد في هذه البيئة هامشا كبيراً من الحرية الشخصية على عكس البيئة التي عاشها في أحياء فرنسا التي ولد فيها في 7 أكتوبر 1982، لكون الحياة في اسكتلندا شكلت له نوعا من الهدوء والإستقرار في حياته خاصة بعد المعاناة التي عاشها في فرنسا.ولأن بوڤرة الماجيك، أثلج صدورنا بثقافته الأدبية وقبلها ثقافته الكروية نرفع إليه هذه الشذرات من يوميات بودلير، على أمل أن يقرأ علينا الماجيك هذه الأمسية، قصائده المكتوبة على البساط الأخضر.. يقول بودلير.. عندما يأوي المرء إلى فراشه، تتمثل الرغبة الدفينة لجميع أصدقائه تقريبا في أن يروه يموت.. بعضهم للوقوف على أن صحته كانت أسوأ من صحتهم.. والآخرون يخامرهم أمل ما، في معاينة الاحتضار.  ما من فتنة للحياة حقيقية غير فتنة اللعب.. ولكن ماذا لو كنا غير مبالين بأن نكسب أو نخسر؟. فيما يختص بالنوم، تلك المغامرة الكئيبة لكل ليلة، كان يمكن القول إن الناس ينامون يوميا بجرأة غير معقولة، لولا أننا نعرف أنها جرأة الجاهل بالخطر. يقال إن عمري ثلاثون سنة.. ولكن إذا عشتُ ثلاث دقائق في كل دقيقة، ألا أكون في التسعين؟ الإنسان يحب الإنسان، إلى حد أنه لا يهجر المدينة إلا ليبحث عن الحشد مرة أخرى، أي ليعيد صنع المدينة في الريف.  يبدو لي الإنسان المتعلق بالمتعة، أي بالحاضر، في هيئة رجل متدحرج من عل، أراد أن يتشبث بشجيرات، فاقتلعها وجرفها معه في سقوطه.حياة.س


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)