مخاطر عدة تعكسها مسألة قضاء الأولاد أوقاتاً طويلة في المرحاض أو غرفٍ معزولة أبرزها التعرّض للجراثيم، خصوصاً في حال اصطحبوا واياهم الألعاب والأجهزة الالكترونية التي تعتبر أكثر أنواع الأجهزة التي تحمل الجراثيم. وعادةً ما يتمثّل السبب الرئيسي لجلوس الأطفال في المرحاض وقتاً طويلاً، هو بحثهم عن مساحة خاصة بهم، خصوصاً في حال لم تتوافر لهم غرفة خاصة في المنزل. وقد يكون السبب وراء ذلك الخوف او القلق الذي يعتريهم حيال مسألة معيّنة، شخصية كانت ام عائلية، في حال اتسم الجوّ المنزلي العام بالعنف الأسري.
كما أنه قد ينمو عن رغبة في الوحدة والانزواء، ما يعكس مشكلات نفسية قد يعانونها. وفي حال تكرّرت هذه المظاهر، لا بد للأهل من ايجاد الحلول السريعة التي تتمثّل بدايةً في السؤال عن الأسباب التي تدفع ولدهم الى البقاء لساعات في المرحاض. وفي حال لم يأتِ الجواب واضحاً، نظراً لأن المشكلة التي قد يعانيها الطفل، قد لا يعلم بنفسه أسبابها الجليّة وخفاياها. وبالتالي قد لا يعي لماذا يرغب في المكوث طويلاً في غرفٍ معزولة.
من هنا عليهم التقصي شخصياً عن الأسباب من خلال التحري عن سلوك ولدهم ورأيه العام بالجو العائلي والمجتمعي الذي يحوطه، وعما اذا ما كان يشعر بالفراغ او الروتين. ويمكن للأبوين ان يبادرا تلقائياً الى تعزيز عدد وأنواع الأنشطة الترفيهية التي من شأنها أن تعدّل في مستوى وأوجه حياة الولد، وتحضّه على الابتعاد عن الانعزال. وفي حال وجدا أن المساحة الخاصة المخصصة له في المنزل غير موجودة، لا بد لهما من أن يلجآ الى تخصيص غرفة خاصة له، او اعطائه الفرصة المؤتية ليختار المكان المثالي الذي يريد المكوث فيه في المنزل، او اختيار البرنامج الذي يحبّذ متابعته.
وفي حال تبين أن السبب وراء ذلك يتمحور حول العلاقة السيئة التي تجمع الولد بأهله، وتحبيذه الابتعاد عنهم والهروب منهم، لا بد في هذه الحالة من معالجة مسببات سوء العلاقة التي غالباً ما تتمحور حول انعدام الحوار البناء وعدم الاكتراث الايجابي بتطلعات الولد او التعامل معه بقسوة وحزمٍ وتهديد بمعاقبته بصرامة في حال أخطأ او لم يحز علاماتٍ جيّدة في المدرسة. ويكفي لتدارك دقّة المسألة وخطورتها، التفكير بكمية الجراثيم التي يتعرّض لها الطفل في هذه الأمكنة، والتي قد تصل به الى دخول المستشفى في حال تكرّرت بشكلٍ دائم. أما في حال تم تجربة جميع طرق الحل دون الوصول الى نتيجة مرجوّة، يفضّل حينها على الأهل عرض الحالة كما هي على اختصاصي نفسي، خصوصاً في حال تحوّلت المسألة الى ظاهرة يوميّة ومتكرّرة وطويلة دون وجود تفسيرٍ مقنع او إمكان تواصل بين الطرفين تفنّد ما يحصل.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 07/10/2016
مضاف من طرف : nemours13
المصدر : يومية النهار اللبنانية